http://anapress.net/a/295114274070362
عقب أن استكملت اتفاقية حي الوعر التي نصّت على إخراج المقاتلين مع عائلاتهم نحو الشمال السوري نهاية شهر أيار الماضي، بدأت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها بشن حملة إعتقالات طالت الرجال والشبان الذين فضلوا البقاء ضمن مدينة حمص، بعد أن حصلوا على تطمينات منن قبل غرفة المصالحة في مطار حمييم، والتي أكدت بعدم التعرض لمن يقرر البقاء طيلة الفترة التي نص عليها الإتفاق والتي قدرت بـ 6 أشهر، من أجل السماح للأهالي بإجراء عمليات تسوية لأوضاعهم ومن ثم العودة بالإنخراط في المجتمع الموالي.
قوات الأسد بدأت حملتها في الخامس عشر من يوينو/ حزيران الجاري وتمكنت من إلقاء القبض على نحو 55 شخص من المدنيين بحجة أنهم من أصحاب السوابق قبيل إندلاع الأحداث.
وذكر مصدر داخل حي الوعر -فضل عدم ذكر اسمه لضرورات أمنية- لـ "أنا برس" أن نحو 40 شخصًا لا يتجاوز أعمارهم الثمانية عشر (أي أنهم كانوا بعمر الحادية عشر عند إندلاع الأحداث في سوريا) ممن تم اعتقالهم، وهو الأمر الذي يؤكد على افتراءات الأفرع الأمنية بحق المدنيين، وأشار ذات المصدر بأن معظم من تم اعتقالهم هم من نازحي الأحياء القديمة في حمص "حي الخالدية و حي القصور و جورة الشياح".
وأفاد بأن فرع أمن الدولة هو المسؤول المباشر عن اعتقال المدنيين ومتابعة ملفهم الشخصي، وبعد أن نقلوا إلى أقبية الفرع الأمني، لم يتمكن ذويهم من إجراء أي زيارة على الرغم من تكرار محاولاتهم.
وبحسب شهادات من داخل الحي فإن قوات الأسد وميليشياته أجرت جولة مسح على المنازل تحت مسى "الحصر والإحصاء" عمدت خلالها على وضع إشارات على أبنية ومنازل فرّ أهلها الى الشمال السوري، وقاموا بكتابة عبارات تمنع دخول أي مدني الى تلك الأبنية أو المنازل لا سيما في الجزيرة الثامنة والتاسعة، واعتبر الأهالي بأن هذا التصرف يأتي ضمن محاولة الميليشيات الشيعية القاطنة في "حي المزرعة" المتاخم للجزيرتين للاستيلاء على تلك الأبنية دون أي وجه حق.
يذكر بان نحو 12 ألف مدني تم تهجيرهم من حي الوعر نحو الشمال السوري، حيث باتوا يعانون من ظروف معيشية صعبة في المخيمات التي توزعت على منطقة جرابلس "مخيم زوغرة و ريف مدينة إدلي "مخيم ساعد"