المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

أسباب تذبذب الموقف الأمريكي في سوريا خلال 2017

 
   
13:04

http://anapress.net/a/282608468060940
486
مشاهدة


أسباب تذبذب الموقف الأمريكي في سوريا خلال 2017

حجم الخط:

مع تأزم الوضع في الصراع السوري على المستوى الإقليمي والدولي والذي دخل عامه السابع بدت ملامح التراجع في الموقف الأمريكي تجاه الملف السوري وتبدل الحال من سيء إلى أسوأ مع مجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والذي أعلنت إدارته مؤخرًا أن رحيل الرئيس السوري "لم يعد ذو أولوية".

حيث أعلنت إدارة ترمب، أن على الولايات المتحدة "قبول واقع" حكم الأسد في سوريا، وأنه "بخصوص الأسد، هناك حقيقة سياسية علينا أن نقبلها فيما يخص موقفنا الآن، فقدنا فرصا كثيرة في ظل الإدارة (الأمريكية) الأخيرة فيما يتعلق بالأسد".

"نحن بحاجة الآن إلى التركيز على هزيمة داعش" للولايات المتحدة أولويات راسخة في سوريا والعراق وقد أوضحنا أن مكافحة الإرهاب وخصوصا هزيمة التنظيم هي على رأس أولوياتها" وفق المتحدث باسم البيت الأبيض.

يقول الباحث والكاتب أحمد الرمح، إن الموقف الأمريكي تجاه الحالة السورية لم يكن متذبذباً بل على العكس كان واضحاً منذ اللحظات الأولى لانتفاضة الشعب السوري ضد النظام الاستبدادي، ومن كان يقول إنه متذبذباً هي الأراء التي صدرت من الواجهة السياسة للمعارضة السورية، أم الحقيقية فالموقف الأمريكي كان ثابتاً.

أقرأ أيضاً: روسيا تدعي انسحابها من سوريا.. وواشنطن نحن باقون


الامريكان لا يتدخلوا إلا في المناطق الحيوية التي يكون لهم فيها مصالح صارخة

ويشير الرمح إلى أنه في عام 2011 عندما حضر السفير الأمريكي روبرت فورد اجتماع للأمانة العامة لإعلان دمشق التي كانت تقود الحراك السوري في كل انحاء البلد وكان ذلك في منزل رياض سيف وقال لهم" أنتم ذاهبون تجاه عسكرة الثورة ونحن ننصحكم بعدم العسكرة لأسباب عديدة ومنها نحن لن نتدخل مهما فعل النظام.

ويوضح الرمح خلال حديث خاص لـ أنا برس: الامريكان لا يتدخلوا إلا في المناطق الحيوية التي يكون لهم فيها مصالح صارخة هذا من جهة، ومن جهة أخرى عند تشكيل الائتلاف، سئلت وزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون " لماذا لا تتدخلون لإنقاذ الشعب السوري" قالت بالحرف الإدارة الامريكية أمرتنا أن نتحدث كثيراً بالشأن السوري ولا نفعل شيئاً.

ويتابع، هذه الأمور التي لم نستطع أن نفهمها كما يجب بقيت الصورة غير واضحة إلى جاء اجتماع فيينا2 الذي حدث فيه تفاهم بين الروس والأمريكان على مصير سوريا من ست نقاط، وهذه النقاط الستة تنفذ ونفذت حرفياً حتى الآن بموجب صفقة تمت بين كيري ولافروف بغرفة منعزلة حددت مصير سوريا عندما شكلت لجنة انقاذ أو دعم سوريا.

ومع مجيء ترمب للبيت الأبيض يقول الرمح، حاليا زادت الأمور صعوبة وتعقيد بمجيء ترمب بعام 2017 وخاصة بما أثير من جدل وتسريبات حول مساعدة الروس لترمب في عملية الانتخابات، هذا التدخل الروسي في عملية الانتخابات ساهم وزاد من مساحة الفعل الروسي في سوريا ومسك الملف السوري عسكريا وسياسياً.

صرح رأس النظام، في نوفمبر الماضي تعليقاً على انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة خلفا لأوباما، أن الرئيس الأمريكي الجديد سيكون "حليفاً طبيعياً" للنظام السوري في حال كان يريد مكافحة الإرهاب في اشارة منه للدلالة على كل تنظيمات المعارضة المسلحة دون استثناء أحد.

ووفقا لما ذكرته مجلة "نيويوركر" نقلا على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله إن الأسد كان يفضل فوز ترامب بمنصب الرئاسة، وأنه بات أكثر اطمئنانا على مستقبله.

المشكلة هي في الترويج التي روجت لها المعارضة السورية الممثلة بالائتلاف بأن الأمريكان قد يتدخلون أو لا يتدخلون

ولفتت المجلة إلى أنه من المحتمل أن يعمل ترامب مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" - أكبر حلفاء النظام السوري - عن قرب، مشيرة إلى قوله، في حملته الانتخابية: "لا أحب الأسد على الإطلاق، لكنه يقتل داعش، وروسيا تقتل داعش، وإيران تقتل داعش"

  ويلفت الرمح إلى أنه من بعد اجتماع فيينا2 مباشرة تم التدخل الروسي عسكريا في سوريا في أواخر شهر أيلول من عام 2015، إذاً ما يحدث في سوريا هو تفاهم بين موسكو وواشنطن، وعندما رفضت المعارضة طلب الأمريكان بأن يكونوا ذراعاً لهم لمحاربة داعش، وكذلك رفض الأتراك أيضا ً التنسيق مع واشنطن لمحاربة داعش، لجأت واشنطن للتنسيق مع الأكراد وتشكيل ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية. وفق الرمح

واكتفى الأمريكان بحسب الرمح، بهذا المستطيل الذي يحدوه الحدود الطبيعية التي هي ما حول الفرات من حدود جرا بلس إلى بلدة السوسة في أبو كمال وهذه المنطقة يوجد فيها أكثر من 80% من النفط والغاز السوري، ومهمة قوات سوريا الديمقراطية هي محاربة داعش فقط دون النظام.

ويشير الرمح أنه لما سئل قائد قوات الأمريكية في سوريا والعراق منذ شهر تقريباً، هل سيكون هناك تدخل لكم وامتداد إلى ما بعد نهر الفرات، أجاب وبصراحة أن مهمتنا محددة ومحصورة فقط في هذه الجغرافية ومقاتلة داعش.

إذاً ما يقال إن هناك تذبذب في الموقف الأمريكي هذا غير صحيح فالموقف الأمريكي ثابت ولا تنتظر أي تبديل في الموقف الأمريكي وأي انحسار للفعل الروسي على الأرض مادام ترمب موجود، هذا يعني أن يبقى ترمب حتى نهاية ولايته الأولى فقط أما إذا حدثت تغيرت ومتغيرات كإقالة ترمب من منصبه بسبب الانتخابات. قد تأتي إدارة جديدة وتنسف كل الاتفاقات مع موسكو. وفق الرمح

ويشار إلى أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي قالت" يختار المرء المعركة التي يريد خوضها.. وعندما ننظر إلى هذا الأمر نجد أنه يتعلق بتغيير الأولويات، وأولويتنا لم تعد التركيز على إخراج الأسد من السلطة".

وحول قيام واشنطن بالضربة الجوية على مطار الشعيرات في شهر نيسان الماضي من هذا العام يقول الخبير الاستراتيجي منذر الديواني، جاءت الضربة لحفظ ماء وجه أمريكا، وخاصة بعد التصعيد الإعلامي من قبل الإدارة الامريكية بمحاسبة النظام في حال استخدامه الأسلحة الكيماوية.

وطبعاً بعد قيام النظام باستخدام الكيماوي في مجزرة خان شيخون، كما يرى الديواني، وقعت الإدارة الامريكية بحيرة في أمرها، وما كان بها إلا أن تنسق مع الروس بإظهار مسرحية هزيلة، وذلك بضرب مطار الشعيرات بعد أن قام النظام وبالتنسيق مع الروس بإخلاء المطار قبل الضربة بساعات.

خلاصة القول كما يرى الرمح أن المشكلة هي في الترويج التي روجت لها المعارضة السورية الممثلة بالائتلاف بأن الأمريكان قد يتدخلون أو لا يتدخلون، والحقيقية هي أن الأمريكان لن يتدخلوا في أي عمل عسكري ضد الروس في سوريا.

أقرأ أيضاً: برهان غليون لـ أنا برس: هكذا تلاقت أهداف إسرائيل وإيران وأمريكا في سوريا