http://anapress.net/a/178467763641879
بعد خمس سنوات من السيطرة على جبال القلمون الشرقي من قبل الفصائل المسلحة، وخاصة جيش الإسلام، اضطر جيش الإسلام للانسحاب وترك كامل ترسانته العسكرية لنظام الأسد.
وفي بيان نشره جيش الإسلام مساء أمس، قال فيه إن منطقة القلمون الشرقي كانت بحكم "الساقطة عسكرياً والمرصودة نارياً"، حيث تحيط بها عدد من القطع العسكرية لقوات النظام، في ظل حصار مطبق يفصل القلمون عن باقي المناطق المحررة.
وأكد البيان، بأنه كان لتنظيم الدولة دور كبير في "استنزاف" المقاتلين، ما أدى إلى مقتل "مئات من خيرة الثوار" على مدار ثلاث سنوات، بتواطئ دولي.. مشيراً إلى أن إلى أنَّ أرتال تنظيم الدولة كانت تجوب الصحراء المكشوفة وصولًاً إلى القلمون الشرقي دون أن تتعرض لها طائرات النظام أو روسيا أو التحالف الدولي.
وقال "جيش الإسلام" إنَّ "النزيف المستمر" على جبهات النظام وتنظيم الدولة أنهك الفصائل في المنطقة، وبقي ما لا يزيد عن 2500 مقاتل من كل الفصائل، يرابطون على عشرات الكيلو مترات في سلاسل من الجبال وعلى أطراف المدن، ثم انخفض عدد المقاتلين لاحقاً إلى 1200، حسب ما ذكر البيان.
ونوّه "جيش الإسلام" إلى أنَّ الحاضنة الشعبية في القلمون الشرقي كانت تدفع باتجاه التسوية مع النظام، ما أضعف "حالة الصمود"، مضيفاً أنهم منعوا خلال السنوات الماضية إطلاق أي معركة لفك الحصار عن الغوطة الشرقية، أو للسيطرة على بعض القطع العسكرية، وذلك "خوفاً من قصف مدنهم المكتظة بالأهالي والنازحين".
وأكمل البيان، وفق هذا الواقع الصعب، والتهديدات الروسية بسحق المنطقة، شكلت الفصائل والفعاليات المدنية قيادة موحدة يرأسها الرائد "أحمد المصري" للتفاوض والخروج بقرار جماعي.
يقول الخبير السياسي والمقرب من الفصائل المسلحة، حسام نجار، بعد ضرب الكيماوي وخروج أهل الغوطة للشمال من البديهي أن يعمل النظام على تحصين دمشق وما حولها فلم يبق له سوى القلمون وجنوب دمشق وأهمية القلمون تنبع من حدودها المشتركة مع حزب الله وكذلك الخط الدولي ووجود سلسلة جبلية مهمة.
ويتابع النجار، كان المفاوض المباشر هم الروس من خلال ضابط لديه الصلاحيات الكاملة من بوتين. وقبلها كان هناك لجان للمصالحات تبث سمومها بين الأهالي. لكن ما حدث بالغوطة كان السبب الأساسي للخروج من القلمون، وحاول الروس جاهدين إبقاء العناصر داخل القلمون وتسوية أوضاعهم لكنهم رفضوا إلا إذا بقي معهم سلاحهم. وافق الروس لكن بالسلاح الخفيف
وحول الأسباب التي جعلت المدنيين يقبلوا بالتسوية يوضح الخبير السياسي، إن تعرض القلمون للحصار الاقتصادي المعيشي ووصلت الأسعار لمبالغ عالية خاصة أن الشراء يتم عن طريق جيرو، كذلك رفض الأهالي قيام الفصائل بأية عمليات عسكرية ضد النظام خوفا من القصف.
في ظل هذه الظروف وجدت الفصائل أنها ستكون بين محيط مخيف.. الأهالي من طرف والنظام من طرف وحزب الله من طرف ثالث وهكذا وكانت لديهم مشكلة هل يلجؤون للجبال للقتال أم داخل البلدات فوقعوا بالمحظور.. كذلك وجود النصرة في المنطقة كان أحد أسباب الخروج
ويؤكد النجار، مع خروج جيش الإسلام من دوما أصبح صعباً بقاء العناصر في القلمون فكان لا بد من خروجهم.. لكن المؤلم كمية الأسلحة المتنوعة والذخائر التي تركوها في المنطقة والتي لو استخدمت لغيرت مسار الكثير من المعارك.
وحول نية توجه النظام بعد القلمون يرى الخبير السياسي، إن النظام يقوم بالتصعيد العسكري حالياً بجنوب دمشق كي ينتهي من طوق دمشق ثم سيتجه لريف حمص الشمالي.. لكن من المستبعد ذلك، لأن تجهيزات البديل أصبحت جاهزة تقريبا من خلال مجلس عسكري انتقالي لمدة عامين. وفق النجار
ونشرت وسائل إعلام النظام مقاطع مصورة تظهر عدداً من الدبابات والآليات العسكرية، قالت بأنَّ الفصائل العسكرية في القلمون الشرقي قد سلمتها، ما أثار سخط قسم كبير من الناشطين الذين طالبوا الفصائل بحرق السلاح قبل تسليمه.
ووصلت إلى الشمال السوري، أمس الإثنين، قافلة جديدة مِن مهجّري القلمون الشرقي إلى قلعة المضيق في ريف حماة، في حين وصلت قبل ذلك قافلتين إلى ريف حلب الشمالي.