http://anapress.net/a/825120379039722
مثلت الضربة الأمريكية على قاعدة الشعيرات الجوية في ريف حمص بسوريا "بداية مرحلة جديدة في الحرب السورية" انطلاقًا من الموقف الجديد للإدارة الأمريكية الحالية بقيادة ترامب والذي يختلف كلية عن موقف سابقه باراك أوباما وتعاطيه مع الملف السوري.
وفي هذا الإطار، يعتبر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السور المعارض الدكتور خالد الناصر الضربة الأميريكية الأخيرة في سوريا تمثل بداية مرحلة جديدة في "الحرب السورية". ويرى أنها وضعت حدًا فاصلًا في وجه النظام الذي استغل المواقف الأميريكية السابقة.
ويعتقد الناصر بأن الضربة في مجملها تمثل انعطافًا مهمًا في الملف السوري، وأنها تدفع إلى عددٍ من التأثيرات والتداعيات المهمة على رأسها العودة القوية للدور الأميريكي في الملف السوري لنفي وقطع الطريق أمام الاستفراد الروسي بذلك الملف، فضلًا عن كونها تعمل على إعادة إفساح المجال لمفاوضات جدية من أجل إنجاز الحل السياسي للأزمة السورية.
ويقول الناصر إن نظام الأسد الذي قذف خان شيخون بالكيماوي شجعه على ذلك الأمر عدم مثوله للعقاب أو الحساب عقب ما ارتكبه في الغوطة الشرقية في العام 2013 وقد استفاد آنذاك من تراجع الدور الأميريكي في سوريا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، غير أن الضربة الأميريكية الأخيرة أعادت الأمور إلى نصابها ومثلت عودة قوية للدور الأميريكي.
ويعتبر أن النظام قد خُدع بتصريحات أمريكية سابقة حول أولوية مواجهة تنظيم الدولة "داعش" ومن ثم شجعه ذلك على ارتكاب مجزرة الكيماوي في خان شيخون. لكن الضربة الأخيرة تمثل مرحلة جديدة في الحرب السورية.
ويتفق ممثل المجلس الوطني الكردي في الهيئة العليا للمفاوضات فؤاد عليكو مع الرأي القائل باعتبار الضربة الأمريكية نوعًا من الضغط على روسيا، وقال: أعتقد بأن الضربة الأمريكية هي رسالة سياسية أكثر من كونها إعلان حرب على النظام، الغرض منها عمل توازن استراتيجي يغير قواعد المسألة داخل سوريا ويدفع باتجاه الحل.
وحول مدى تأثير تلك التطورات على المسار السياسي والمفاوضات، يقول عضو الوفد التفاوضي: بالتأكيد سيعيد الروس النظر في موقفهم من الحل السياسي والوقوف الدائم مع النظام في تفسيرهم للقرارات الدولية.. وأعتقد ستشهد المرحلة المقبلة حوارًا جديًا بين روسيا وأمريكا حول الأزمة السورية، بشكل يراعي طموحات الشعب السوري، وذلك بتشكيل هيئة حكم انتقالي بكامل الصلاحيات بما فيها صلاحيات رئيس الجمهورية وبما ينسجم مع القرارات الدولية.