المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

"أمّ خالد".. سأظلّ أبحث عن ابني حتّى أجده أو تنتهي بي الحياة

 
   
18:07

http://anapress.net/a/778267327838244
815
مشاهدة


"أمّ خالد".. سأظلّ أبحث عن ابني حتّى أجده أو تنتهي بي الحياة
المظاليم.. ضحايا الاختفاء القسري (أرشيفية)

حجم الخط:

في كل ركن من ربوع بلادي

تبدو أمامي صورة الجلاد

لمحوه من زمن يضاجع أرضها

حملت سفاحا فاستباح الوادي

لم يبق غير صراخ أمس راحل

ومقابر سأمت من الأجداد

وعصابة سرقت نزيف عيوننا

بالقهر والتدليس والأحقاد*

تواظب أمّ خالد منذ أربع سنوات على الذهاب إلى القصر العدلي بشكل مستمر منذ بدء الدوام الرسمي حتّى انتهائه، وهي تحمل صورة لابنها "وليد" الذي يبلغ من العمر 20 عاماً عند اعتقاله عقب تظاهرة في دمشق مطلع العام 2012 كما قال لها أحد أصدقائه.

لا تكاد "أمّ خالد" ترى سيّارة للمعتقلين حتّى تنقضّ عليها غير مكترثة بالحراسة أو التشديد الأمني، تعرض الصورة على المعتقلين لعلّ أحد منهم كان مع ابنها خلال فترة اعتقاله أو قابله، أو حتّى يخبرها أنّه مات في المعتقل، لم تعد تبحث عن مكان إخفائه القسري، بل تريد أيّ خبر عنه فقط، حالها حال عشرات آلاف الأمّهات والزوجات والأخوات إن لم يكن مئات الآلاف.

تقول "أمّ خالد" لمصدر كان صلة الوصل بين "أنا برس" وبينها، إنّها دفعت رشاوى لضبّاط الأمن وسماسرة أكثر من 10 ملايين ليرة سوريّة على مدى الأعوام الستّة الماضية، فقد اضطرت لبيع منزل لهم في دمشق وسيّارة أجرة كانوا يملكونها، إلا أنّها توقّفت عن دفع المال كرشاوى، فلم يصدق معها أحد، فكلّها كانت عمليّات نصب، حتّى إنّ السماسرة -وأغلبهم من المحامين- أصبح لديهم مكاتب لهذا الغرض.

عندما ذاع خبر وفاة 836 من المختفين قسريّا، اعترف بهم النظام عبر تسجيلهم في سجلّ الأحوال المدنيّة كمتوفّين دون بيان الأسباب، ذهبت أمّ خالد تبحث عن اسم ابنها. "ذهبت إلى النفوس، لا أعرف ماذا كنت اريد بالضبط، هل كنت أريد أن أرى اسمه بين المتوفّين وأعرف مصيره، أم أنّي لا كنت أتمنّى ذلك، كان الأفكار تتصارع برأسي، لكن عندما لم أجد أنّه متوفي حمدت الله".

أصبحت لديّ قناعة تامّة بأنّه لن أعرف مصير ابني، حتّى يرحل بشار الأسد ونظامه
أم خالد

منظّمات عديدة عملت على ملف المختفين قسريّا، كانت الأرقام متقاربة في التوثيقات، إلا أنّ الأكثر موثوقيّة هي أرقام الشبكة السورية التي وثّقت قرابة 82 ألف و652 مواطنا سوريا مختف قسريا لدى النظام السوري وحده منذ آذار 2011 حتى حزيران 2018 هي، وقدّرت الشبكة عدد الضحايا الذين قتلوا بسبب التعذيب في سجون النظام السوري الرسمية والسرية بلغ قرابة 13 ألف و66 في المدة ذاتها.

كلّ الدول والمنظّمات تحدّثت عن المختفين قسريّا، وكل مؤتمرات المعارضة السوريّة كان هذا الأمر من ضمن ملفاتها، وآخرها عريضة إلكترونية أطلقتها منظمة العفو الدولية "أمنستي" لجمع توقيعات بهدف الضغط والمطالبة بالكشف عن مصير المختفين قسريا في سوريا. طالبت من خلالها حث الولايات المتحدة وروسيا بالضغط على النظام السوري و "الجماعات المسلحة" لكشف مكان ومصير المختفين قسريا في سوريا.

وسبقها بعدّة أيام مطالبة الحكومة البريطانية النظام السوري، بكشف مصير جميع الأشخاص المختفين، والإفراج عن جميع المعتقلين قسريا، عبر وزير شؤون الشرق الأوسط "أليستر بيرت" الذي قال في بيان له ردّا على نشر نظام الأسد أسماء الوفيات في المعتقلات " إنّ هناك عشرات آلاف السوريين ممن اختفوا قسريا أو تعرضوا للاعتقال والتعذيب منذ اندلاع الصراع في سوريا، وإصدار آلاف شهادات الوفاة من قبل سلطات النظام مؤشر واضح آخر على الوحشية التي ابتلي بها الشعب السوري على أيدي نظام الأسد".

كل تلك المؤتمرات ومطالبات الدول والمنظّمات، لم تتمكّن من الكشف عن مصير ابن أمّ خالد، ولم تتمكّن من إخماد النار التي تشتعل في داخلها، بل ولم تتمكّن من إخراج أي معتقل من السجن.

تقول أمّ خالد التي قطعنا لها الوعود أن يكون اسمها الحقيقي غير معلن: "أصبحت لديّ قناعة تامّة بأنّه لن أعرف مصير ابني، حتّى يرحل بشار الأسد ونظامه، لكنّي لا أستطيع الجلوس، سأظلّ أبحث عنه حتّى أجده أو تنتهي بي الحياة.

ـــــــــــــ

*الأبيات من قصيدة "هذي بلاد لم تعد ببلادي" لفاروق جويدة

**المادة جزء من ملف "المظاليم.. ضحايا الاختفاء القسري في سوريا" على هاشم اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري.

 




كلمات مفتاحية