http://anapress.net/a/749069679122122
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه يجب الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وأوضح أنه ناقش ونظيره التركي التقدم في التسوية السياسية في سوريا، ومساعدة السوريين في إعادة إعمار بلدهم.
من جهته اعتبر الرئيس التركي أن مناطق خفض التصعيد تعتبر أساساً لتسوية الأزمة السورية، وقال إن تركيا وروسيا اتفقتا على التركيز على حل سياسي في سوريا.
وكان أردوغان ردّ، قبيل توجهه إلى روسيا، على تصريحات واشنطن وموسكو الأخيرة حول عدم جدوى الحل العسكري في سوريا قائلاً "يصعب عليّ فهم هذه التعليقات.. إذا كان الحلّ العسكري غير مطروح، فإنه على هؤلاء الذين يقولون ذلك سحب قواتهم.
يرى مراقبون بأن هناك اتفاق ما جرى بين الرئيسين بوتين وأردوغان حول مدينة إدلب، وأشار المراقبون بأن تركيا قد تتخلى عن إدلب وتسليمها للروس لقاء الحصول على ضوء أخضر روسي بإحكامها السيطرة عفرين، لوأد الميليشيات الكردية هناك..
أقرأ أيضاً: القوات التركية تدخل إدلب..وتحرير الشام تسلمها 3 نقاط
وتعليقا على الموضوع يقول رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق والمعارض وعضو الائتلاف السابق سمير نشار لـ "أنا برس": إن التحفظ التركي الأساسي على مؤتمر سوتشي للحوار السوري هو يتلخص برفض أي حضور أو مشاركة لقوات الاتحاد الديموقراطي المتمثّلة بالـ " ب ي د" التي تعتبرها تركيا منظمة ارهابية نظرا، أي مؤتمر لا تشارك به قوات الـ "ب ي د" لا أعتقد أن تركيا سيكون لديها تحفظات جدية عليه.
وحول ما إذا كانت هناك صفقات قد تمت بين بوتين وأردوغان وخاصة فيما يتعلق بإدلب وعفرين، يعتقد نشار أنه ربما قد تمت هكذا صفقة ولكن كان يفترض أولا أن تفرض تركيا سيطرتها على إدلب بعد القضاء على هيئة تحرير الشام وهذا مالم تستطع تركيا تحقيقه ولم تستطع الدخول إلى إدلب إلا بالتنسيق والتفاهم مع الهيئة وضمن شروط محددة، أظن هذا أحد أهم المواضيع الهامة التي كانت على جدول أعمال الاجتماع، وفق نشار.
ومن جهته يؤكد الكاتب والإعلامي الباحث في العلاقات الدولية الدكتور باسل الحاج جاسم: من الصعب التحديد بدقة إذا ما كان هناك توافق تركي روسي على كل ما تقوم به روسيا في سوريا سواء عسكرياً أو سياسياً، لكن المؤكد أن هناك توافق في شق ما.
أقرأ أيضاً: قمة بوتين أردوغان.. ضبط الساعة نحو معركة إدلب وعفرين
ويتابع، روسيا أيضا كما واشنطن والاوربيين أدركت نقطة الوجع التركي، وهي ورقة الارهاب الانفصالي، فهي استخدمتها خلال الثمان أشهر على خلفية اسقاط تركيا الطائرة الروسية التي قالت انها اخترقت اجوائها.
ويشير الكاتب والإعلامي، أنه لو لاحظنا الاعتراض التركي بعد موافقة مبدئية حول مؤتمر سوتشي، بسبب طبيعة المشاركين، لذلك من غير المستبعد تحريك موسكو أوراق ضد حلفاء تركيا داخل سوريا وتزامن ذلك مع زيارة الرئيس التركي لروسيا ولقائه نظيره الروسي، كنوع من أنواع الضغط على أنقرة، ليس لإجبارها على الرضوخ لكل ما تريده موسكو في سوريا، وانما لأخذ أوراق اخرى منها في أماكن اخرى داخل سوريا وربما خارجها.
ويستطرد، إذا كان دعم موسكو للورقة الانفصالية مفهوماً خلال أزمتها مع تركيا، ولكن الشيء الغير واضح اليوم عدم تخليها عنها تماماً، وفي الوقت الذي أعلن فيه بوتين خلال لقاء أردوغان أمس أن علاقات البلدين عادت مثلما كانت قبل الأزمة، إلا إذا كان ذلك الاستخدام مرحلياً، أو لعدم تركها كاملة لواشنطن تحركها ضد الكل كلما ما كانت الظروف ملائمة.
وهنا علينا الأخذ بعين الاعتبار أن تحريك موسكو للورقة الانفصالية في سوريا ليس فقط تهديد لتركيا، وإنما أيضا تقويض لسلطة النظام والدولة السورية التي من المفروض أن موسكو تدعمها. وفق الحاج جاسم.
وفيما يخص إدلب يقول الحاج جاسم، من المبكر الحديث عن أي مقايضة فيما يخص إدلب، فأمرها يحتاج الى مراحل، المرحلة الأولى الواضح أنها كانت بانتشار قوات تركية في مواقع محددة كنقاط مراقبة، فالخارطة في الشمال السوري يسودها الكثير من الضبابية ولاسيما مع بدء زوال ما يسمى داعش وبدء مراحل أخرى أو معارك مؤجلة.
عفرين بالنسبة لتركيا كما يعتقد الحاج جاسم، لا تشكل هذا الخطر الكبير بحسب ما يصوره البعض، فلدى أنقرة من القوة العسكرية ما يجعلها قادرة على تحييد أي خطر يأتيها من هذه النقطة وحتى دون التوغل عسكريا فيها، لكن علينا أن ننظر للخارطة السورية بشكل أوسع وأين يتقاطع فيهما المشروعان الأميركي والروسي وأين يتضاربان، وأين لتركيا مصلحة مشتركة مع الطرفين السوريين نظام ومعارضة.
أقرأ أيضاً: محمد صبرا لـ "أنا برس" : مسار استانا مدمر لجوهر القضية السورية
يشار إلى أن هذا اللقاء بين الرئيسين هو الخامس خلال هذا العام، وتمت خلال اللقاءات السابقة حسم كثير من الأمور فيما يخص الملف السوري وخاصة ملف مناطق التصعيد، وانتشار الجيش التركي في الشمال السوري.