المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

شرح لـ "أنا برس" حالتها.. زوج المعلمة نغم: لن أتخلى عنها أبدًا

 
   
08:26

http://anapress.net/a/525005678092477
829
مشاهدة


شرح لـ "أنا برس" حالتها.. زوج المعلمة نغم: لن أتخلى عنها أبدًا

حجم الخط:

لم تكن تتخيل المعلمة السورية "نغم علوان" 25 عاماً أنها ستكون مقعدة بلا قدمين أو أنها في يوم من الأيام ستحتاج لمن يساعدها في المشي والحركة، فعلى الرغم من المعاناة المستمرة جراء الحرب السورية، تأتي الإعاقة نتيجة الحرب لتلقي بظلالها وتتضاعف حجم معاناة نغم.

"نغم علوان" كانت تعمل كمعلمة في مدرسة كفرعين بريف إدلب الجنوبي، وكانت ضحية القصف الذي استهدف المدرسة بشكل مباشر في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2016، ما أدى لبتر ساقيها، واضطرت للخروج إلى تركيا لتلقي العلاج.

وكان تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شهر أغسطس/ آب الماضي، صوراً للمعلمة نغم علوان، لاقت الصور تفاعلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تجسد وفاء الرجل لزوجته بعد إصابتها، وما خلفته طائرات الأسد من أوجاع وآهات بحق الشعب السوري، وإصرار المعلمة على العودة لحياتها والتي تجسد مثالاً حياً لآلاف المعاقين جراء قصف الأسد وحلفائه من أبناء الشعب السوري يصرون على الحياة وقهر إعاقتهم.

 لم تفقد المعلمة " نغم " وزوجها، طوال فترة إعاقتها الأمل في العودة لحياة أقل ما تكون أقرب للطبيعية 

لم تفقد المعلمة " نغم " وزوجها، طوال فترة إعاقتها الأمل في العودة لحياة أقل ما تكون أقرب للطبيعية تمكنها من الاعتماد على نفسها في التحرك، مكنها من ذلك إصرارها على الحياة ودافعها في قهر الإعاقة والتغلب عليها.

 كان زوجها "حازم قدح" سنداً وداعماً قوياً لها طيلة الفترة الماضية، حتى تمكنت مؤخراً من الحصول أطراف اصطناعية لقدميها المبتورتين في إحدى المشافي التركية، بدأت مراحل اتخاذ الإجراءات الطبية لتركيبها وبدء أولى مراحل التدريب على المشي والعودة للحياة.

يقول زوج نغم " حازم قدح" لـ أنا برس خلال اتصال هاتفي، تمت إصابة نغم خلال القصف البربري على مدرسة كفر عين في خان شيخون بريف إدلب، العام الفائت ونتيجة ذلك فقدت زوجتي ساقيها، ولم يكن أمامنا خيار إلا التوجه إلى تركيا لمعالجتها.

ويشير قدح إلى حجم المعاناة والصعوبات التي واجهوها حتى استطاعوا الوصول إلى تركيا ومن ثم إجراء العملية لنغم: "واجهتنا صعوبات ومعوقات كبيرة حتى استطعنا أن نهتدي إلى من يتكفل بموضوع تركيب الأطراف والعملية، حيث تكاليف العملية وتركيب الأطراف فاقت الـ 100 ألف دولار أمريكي.

ويشير قدح إلى أنه تم تقديم الدعم من عدة مؤسسات مجتمع مدني، منها مؤسسة IHH التركية بالإضافة إلى مؤسسة بيت الزكاة الكويتية، ومؤسسة أطباء حول الأرض، لإجراء العملية وتركيب الأطراف الصناعية، كما أن إقامتنا في الريحانية حتى الآن في مجمع دار الوفاء التابع لجمعية الوفاء للإغاثة والتنمية"

ويتابع قدح: "كل يوم هناك معالجة وأخذ قياسات، حيث أننا حتى الآن نحن في المراحل الأولى من حيث أخذ القياسات والتعديلات، فحتى الآن لم تستطع نغم الوقوف أو المشي، إلا أن الأطباء وعدونا أنه خلال الشهر القادم وبعد التمرينات والتدريبات سيكون بمقدور نغم أن تمشي لوحدها إن شاء الله".

وحول تعاطف الكثرين معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تفانيه مع زوجته يقول حازم أنا لم أفعل شيء، ولكن أحب زوجتي نغم بصدق، فمن المستحيل أن أتخلى عنها حتى إذا مرضت بمرض عضال أو أصيبت بعاهة مستديمة، مؤكداً أنه بالوقت نفسه إخلاص الزوج (الذي أصبح بمثابة الأخ والأب والأم للزوجة) هو بمثابة قارب النجاة لعبور الزوجة من هذه المحنة.

في ختام حديثه شكر حازم كل شخص أو مؤسسة مدت له يد العون والوقوف معه في إعادة البسمة والأمل لزوجته مضيفاً أنه ينتظر ذلك اليوم الذي يرى فيه زوجته واقفة وتمشي لوحدها، مشيراً إلى أنه لم يمضي سوى ستة أشهر على زواجه من نغم عندما أصيبت بالقصف.

لا شك في أنّ الحياة لا تخلو من نماذج إيجابية لرجال عاشوا مع زوجاتهم عمق المعاناة لدرجة أنهم تفرغوا لرعايتهنّ ورافقوهنّ في رحلات العلاج والمرض.

ويشار إلى أنه يعاني الكثير من السوريين حالات بتر في الأطراف مشابهة لحالة المعلمة نغم بسبب القصف المتوحش من نظام الأسد الذي يستهدف المدنيين ويقضي على مستقبلهم.

والجدير بالذكر أنه لا يوجد إحصاءات دقيقة ونهائية لذوي الإعاقة في سوريا، لكن في إحصاء صادر عن (هيئة الطب الشرعي) لعام 2015، يوجد نحو مليون ونصف مليون طفل فقدوا أطرافهم، فضلًا عن آلاف الأطفال الذين أصيبوا بشلل الأطفال، كما جاء في التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، لهذا العام، أن 2.8 مليون سوري يعانون من إعاقة جسدية دائمة.. أقرأ أيضًا: (انفوجرافيك.. تعداد المصابين وحالات الإعاقة جراء الحرب في سوريا).