http://anapress.net/a/458173167958380
تراشقات إيرانية سعودية تملأ وسائل الإعلام العربية والغربية وتثير تساؤلات واسعة حول قادم السيناريوهات التي تلف مصير المنطقة بأكملها، خاصة أن التصعيد بين البلدين يأخذ منحنى أشد سخونة من مراحل سابقة في ضوء العديد من التطورات المرتبطة بالتصعيد ضد أذرع إيران في المنطقة سواء الحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان، وهو ما دلّ عليه أيضًا استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مؤخرًا وما صاحبها من تداعيات.
وفي إطار تلك التطورات المتشابكة بدأت إيران عمليًا في تفعيل "الخطة ب" في التعامل مع دول الخليج بشكل خاص، فإنها مع احتفاظها بعلاقات جيدة مع كثير من تلك الدول على الصعيد الاقتصادي في خط متواز مع مشكلات سياسية وأيدلوجية كذلك ظلت تواجه الدول الخليجية التي لا تخفي إيران مطامعها فيها بصورة غير مباشرة من خلال أذرعها المختلفة مثل دعم إيران للحوثيين في اليمن، ومع ذلك التصعيد بدأت طهران التلويح بالخطة "ب" الممثلة بالاستهداف المباشر من جانبها.
ويقول في هذا الشأن مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في مصر الدكتور سعيد الزنط: "يبدو أن إيران تتجه في الوقت الراهن نحو المرحلة الثانية من مخططها، والمتمثلة في تهديد دول الخليج بشكل مباشر.. إن ما يجري في لبنان واستقالة رئيس الحكومة سعد الحريرى مؤخراً، ومن بعدها اطلاق صاروخ باليستي باتجاه الرياض، كلها شواهد تؤكد على أن ايران بدأت مرحلة جديدة من التصعيد الخطير ضد دول المنطقة".
وأفاد بأن هناك هدفاً استراتيجياً ايرانياً يتمثل في السيطرة على المنطقة، لافتاً إلى أنه بالنظر الى الأوضاع في المنطقة نجد مستعمرة إيرانية في لبنان عبر حزب الله الموالي لإيران، بالإضافة الى مستعمرة في اليمن من خلال الحوثيين بخلاف أذرع ايران في سوريا والعراق. وأكد أن تثبيت إيران لهذه القواعد والأذرع لها في المنطقة خلال الفترة الماضية يعد بمثابة المرحلة الأولى من مخططها الشيطاني للسيطرة على المنطقة وإثارة الفوضى بها.
وعن إطلاق صاروخ بالسيتي باتجاه شمال شرق الرياض، يشير الزنط إلى أن ذلك "تصعيد خطير من جانب إيران للخلافات الموجودة في المنطقة.. وعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولي التى تتعرض فيها المملكة لإطلاق صواريخ من قبل الميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، حيث كانت هناك صواريخ أخري أطلقتها الميليشيات الحوثية من قبل آخرها أكتوبر الماضي قبل أن يتم اعتراضها وتدميرها من جانب قوات الدفاع الجوي السعودى، إلا أن أطلاق صاروخ باليستي على مدينة الرياض في هذا التوقيت الراهن يعد بمثابة تصعيد خطير يؤكد أن إيران تعمل بشكل مكثف في السياسة والحرب لتحقيق أطماعها في المنطقة".
واعتبر أن ما ساعد ايران على هذه التحركات المشبوهة في كل دول المنطقة، هو السياسة الأمريكية غير الواضحة مع ايران، موضحاً أن تضارب السياسة والتصريحات الأمريكية بين الرئيس الأمريكي ترامب ووزير خارجيته بشأن إيران زاد من أطماع طهران في المنطقة، بعدما اعتبرت تصريحات وزير الخارجية الأمريكى المرنة بشأنها، بمثابة تراجع في الموقف الأمريكي تجاه سياستها في المنطقة.