المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

معلومات قد لا تعرفها عن جيش الإسلام (بروفايل)

 
   
10:27

http://anapress.net/a/399436778546912
1455
مشاهدة


معلومات قد لا تعرفها عن جيش الإسلام (بروفايل)
جيش الإسلام- أرشيفية من الانترنت

حجم الخط:

مع انطلاق "الثورة السورية" في آذار/ مارس 2011، وفي وقت لم تتحرك فيها الأحياء المركزية في العاصمة، ارتفعت وتيرة التمرد في الغوطة الشرقية بصفة خاصة ارتفاعاً متصاعداً، وكانت استجابة الغوطة لتظاهرات درعا في منتصف آذار/ مارس 2011 سريعة.

خرج في دوما (كبرى مدن الغوطة الشرقية) في الأول من نيسان/ أبريل 2011 آلاف المتظاهرين نصرة لدرعا. ومن بين مدن وبلدات الغوطة، اكتسبت مدينة دوما أهمية واضحة كونها مركز الغوطة الشرقية ما أهّلها لتكون مركز الحراك الثوري، وكانت متنفس الناشطين من الأحياء الدمشقية للتظاهر في وقت أحكمت فيه قوات النظام الخناق على تحركاتهم في العاصمة دمشق.

ومن هنا تعود نشأة جيش الإسلام في أيلول/ سبتمبر 2011، عندما أعلنت مجموعة مسلحة في مدينة دوما التابعة لغوطة دمشق عن تشكيل "سرية الإسلام" بقيادة محمد زهران بن عبد الله علوش، ومع ازدياد عدد المنضمين للتشكيل العسكري، أعلن زهران علوش تشكيل "لواء الإسلام" في حزيران/ يونيو 2012.

وفي أيلول/ سبتمبر 2013 أعلن عن توحّد عشرات الأولوية والكتائب والفصائل المسلحة في كيان سموه "جيش الإسلام" الذي كان يعد وقتها أكبر تشكيل عسكري معارض، وكان يقوده علوش، قبل أن ينضم هذا الجيش إلى الجبهة الإسلامية التي يشغل فيها علوش منصب القائد العسكري العام.

وتكون التنظيم المسلح إدارياً من مجلس قيادة و26 مكتباً إدارياً و64 كتيبة عسكرية، انتشر في مناطق كثيرة من سورية، وتنشط هذه الألوية والكتائب والفصائل المنضوية تحت لوائه في مناطق منها دمشق وريف دمشق ومحافظات حمص واللاذقية وحماة وإدلب وحلب ودير الزور.

تحالفات

دخل جيش الإسلام منذ تأسيسه في تحالفات عدة، إذ أعلن مع فصائل عدة على صعيد مناطق وجوده تشكيل تجمع أنصار الإسلام في دمشق وريفها، الذي دعا إلى "إقامة دولة إسلامية وبناء مجتمع إسلامي". كذلك دخل في تحالف مع فصائل إسلامية عدة في مستوى سوريا، وأعلنوا تشكيل الجبهة الإسلامية في سوريا، وفي 15 تموز/ يوليو 2017 أعلن في بيان رسمي حل نفسه تمهيداً لتشكيل جيش وطني سوري.

بدأ جيش الإسلام نشاطه في سوريا بوصفه فصيلاً أعلن الجهاد ضد النظام، وهذا ما أكده زهران علوش مؤسس جيش الإسلام في إحدى تصريحاته السابقة، بقوله "إن التاريخ الأسود للطائفة النصيرية التي ينتمي إليها النظام، التي ثبت أنها لم ترتدع عبر التاريخ إلا بالقتال".

كانت الهوية الدينية لجيش الإسلام مصدر مهم لجذب المجندين الجدد، وفي الوقع إن قدرة جيش الإسلام على تصوير نفسه قوة ملتزمة دينياً ضد حكومة الأسد استقطبت المجندين البعيدين عن فصائل الجيش الحر. ويبلغ التعداد البشري لجيش الإسلام بحسب تقارير صحافية ودولية في عام 2017 بين 12 ألف و20 ألف مقاتل.

ويسجل لجيش الإسلام كونه أول فصيل سوري (من التنظيمات الإسلامية السلفية) اتخذ قرارًا بقتال تنظيم الدولة داعش، ومنع تمددهم في المناطق السورية، فتنظيم جيش الإسلام هو (مرتد وكافر من وجهة نظر داعش) وهو أكثر فصائل المعارضة السورية التي تصدت لداعش، وقد وصل الأمر حد إعدام جيش الإسلام لعناصر من تنظيم داعش بطريقة التنظيم نفسه في إعدام خصومه.

مصادر التمويل 

على رغم قلة المعلومات عن مصادر الدعم الذي يتلقاه جيش الإسلام، يشير بعض المحللين إلى أن الجبهة الإسلامية عموماً والتي ينتمي إليها تنظيم علوش تم تشكليها بدعم من السعودية، على الرغم من أن طبيعة تدخل المملكة بإنشاء وتوجيه هذه الجبهة مازال غامضاً.

تتعدد المصادر التي يعتمد عليها جيش الإسلام في تمويل مقاتليه وعملياته، فهي تتراوح بين حكومات ومنظمات وهيئات وأفراد، وبحسب محمد علوش (رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام) في مقابلة سابقة مع صحيفة الشرق الأوسط، فإن معظم المصادر هي من بعض التبرعات التي تصل من داعمي الثورة السورية والمتحمسين لها محليا وخارجيا، أو من خلال الغنائم التي يتحصل عليها في معاركه مع النظام.

وكشفت تقارير صحافية سابقاً عن أن جيش الإسلام يحصل على تمويل من المملكة العربية السعودية ومن قطر وتركيا منذ تأسيسه في العام 2013. ويرجح المهتمون أن جيش الإسلام وقائده زهران علوش كانوا يتلقون الدعم من بعض الدول الخليجية ضمن مخصصات دعم المعارضة السورية المعتدلة.

وعمل الجيش على تعزيز مصادر تمويله الخاصة بما يسمى اقتصاد الحرب، وتجارة السوق السوداء، وفرض رسوم أو مستحقات مالية. ففي العام 2014 عانى جيش الإسلام مشكلات مالية ولوجستية، عندما ضغطت الولايات المتحدة على دول الخليج للقضاء على شبكات التبرعات الخاصة من أجل (التمرد السوري (، فكانت خطوط التماس (المعابر والأنفاق) من أهم مصادر التمويل التي اعتمد عليها جيش الإسلام.

ووفق الدراسة التي نشرها القيادي السابق في "تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة"، والمغرد المعروف باسم "أس الصراع في الشام"،  فإن المبالغ المالية التي حصلت عليها الفصائل كانت عن طريق التبرعات منذ بداية الحرب عام 2011، حتى العام الماضي. وذكر أنه أعدّ الدراسة بنفسه، وهي نتاج لقاءات قادة المجموعات المسلحة، إضافة إلى عقده جلسات مع المسؤولين الماليين والإداريين لهذه الفصائل، مؤكداً أن نسبة دقة دراسته تتراوح بين 84 إلى 88 في المئة.

وتشير الدراسة إلى أن "جيش الإسلام" هو الأكثر تمويلاً بـ36.8 مليون دولار، تليه "أحرار الشام" بـ35 مليون دولار، أما "لواء التوحيد" فحلّ ثالثاً بـ32.5 مليون دولار، فيما حصلت "جبهة النصرة" على 11.7 مليون دولار.

ووفق "أس الصراع"، فإنّ "جيش الإسلام" هو أكثر المستفيدين من دعم الحكومات للمجموعات المسلحة، موضحاً أن الدعم اقتصر على التسليح فقط، وعن طريق قنوات ووساطات، وليس دعماً مباشراً.

دمشق

وقام جيش الإسلام بقصف العاصمة دمشق بشكل مستمر بوتيرة تنخفض أو ترتفع من فترة لأخرى، حيث قام علوش بقصف العاصمة بعشرات الصواريخ في كل من 25 كانون الثاني و3 شباط عام 2015، وذلك بعد تحذير سكان دمشق، ليعقب ذلك مباشرة إعلان زهران علوش دمشق "منطقة عسكرية" ومسرحاً للعمليات ضد الجيش السوري دون أي تحذير وحتى "إشعار آخر".

وفي أواخر العام 2015 شنت الطائرات الروسية غارة جوية استهدفت من خلالها مقراً سرياً لجيش الإسلام بغوطة دمشق الشرقية أثناء التحضير لتنفيذ هجوم على مواقع لحزب الله اللبناني وقوات النظام أطلقت خلالها عشرة صواريخ مما أدى إلى مقتل زهران علوش، كما أصيب في الهجوم أبو محمود الزيبق نائب قائد جيش الإسلام والناطق العسكري للتنظيم حمزة بيرقدار وقادة عسكريون آخرون.

كانت ضربة موجعة لجيش الإسلام الذي أعلن مباشرة عن اختيار أبو همام البويضاني قائدا للتنظيم خلفا لعلوش، وقال المجلس في بيان له إن جيش الإسلام مستمر في نهجه المتمثل في قتال قوات النظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية.

ويعتبر جيش الإسلام حاليا آخر فصيل موجود في الغوطة الشرقية، وتتم حالياً مفاوضات بين جيش الإسلام وروسيا حول خروج مقاتلي جيش الإسلام من مدينة دوما باتجاه الشمال السوري.