محمد صبرا لـ "أنا برس" : مسار استانا مدمر لجوهر القضية السورية

خيبة أمل كبيرة مني بها الشارع السوري بشقيه الموالي والمعارض لحكم الأسد بعد فشل المجتمعين في العاصمة الكازاخية استانا على امتداد اليومين الماضيين بالوصول إلى آلية عمل تتيح لذوي المعتقلين والمختطفين رؤية أبنائهم التي غيبها ظلام السجون منذ بداية العام 2011 عند انطلاق الثورة السورية.

ليأتي البيان الختامي للحديث عن تفاصيل مبهمة باتت معروفة لدى الجميع وتكررت بنهاية الاجتماعات السابقة دون ذكر تفاصيل ما كان ينتظره المدنيين "الافراج عن المعتقلين" أو بالحدّ الأدنى إيجاد طريقة للبدء بإطلاق سراحهم من قبل طرفي النزاع.

وحول المباحثات التي انتهت مساء أمس الثلاثاء الحادي والثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول قال كبير المفاوضين في الهيئة العليا للمفاوضات "محمد صبرا" إن مسار استانا بالأصل لا يمكن أن ينجح، وهو نشأ لإفراغ القضية السورية من جوهرها الحقيقي، وتحويلها لمجرد تمرد عسكري وقضية أمنية، مشيراً في ذات الوقت إلى أنه نشر في وقت سابق عددًا من الدراسات التي توضح خطورة هذا المسار المُتّبع.

أقرأ: العميد أحمد رحال لـ" أنا برس" ملف المعتقلين في استانا هو نهاية الأسد

وأضاف صبرا أن هذا مسار مدمر لجوهر القضية السورية، ويفتقد لشروط نجاحه لأنه بالأصل يتم بإدارة روسيا وإيران، بمعنى آخر أنه يتم بإدارة نظام الأسد، ومن العبث الظن بأن النظام يمكن أن يكون عادلاً وعاقلاً.

وتساءل: من اجتاح درعا بالدبابات بعد أسبوعين من مظاهرات محدودة ودمّر نصف البلاد؟ هل يمكن أن يكون نظاما عاقلا ويسعى لإيجاد حلول سياسية تُعطي الشعب السوري حقوقه التي طالب بها؟

ورداّ على سؤال حول قيام الأسد بالإبقاء على معتقلي الثورة السورية في معتقلاته أم أنه عمل على تصفيتهم أجاب كبير المفاوضين: للأسف هناك عدد كبير تم تصفيته، أنا شقيقي معتقل منذ شباط عام 2014 ولا نعرف عنه شيئا حتى اللحظة، ملف الاعتقال بالنسبة للنظام أخطر من ملف الكيماوي بكثير.

وحول قيام الولايات المتحدة ومجلس الأمن باستصدار قرار تحت الفصل السابع يقضي بمحاسبة الأسد على استخدام الاسلحة الكيميائية أم أنها مجرد تصريحات إعلامية كسابقاتها، أفاد "صبرا" بأننا لا نحتاج لقرار جديد على الفصل السابع فالمادة 21 من القرار 2118 لعام 2013 تقول في حال تم انتهاك هذا القرار يتم اللجوء لاتخاذ تدابير بناء على الفصل السابع، وأظن أن على الولايات المتحدة تشكيل حلف الراغبين لتتفيذ نص هذه الفقرة دون الحاجة لقرار جديد.

وفيما يخص دخول الجيش التركي وبناء المشروع الاخواني وهل سيساهم بالحل شمال سوريا أم أنه سيزيد المسألة تعقيداً؟ قال محمد صبرا: للأسف التنظيمات الإسلامية التي دعمتها تركيا ساهمت في تفتيت الهوية الوطنية، والحل يكون بتصعيد القوى السياسية السورية لخطابها الوطني الجامع القائم على الهوية السورية المستندة لمفهوم المواطنة، فهدف الثورة السورية هو بناء الدولة الوطنية الديمقراطية دولة كل المواطنين بلا استثناء او تمييز.

أقرأ أيضاً : قمة بوتين أردوغان.. ضبط الساعة نحو معركة إدلب وعفرين

وتجدر الإشارة إلى أن ما يقارب 250 ألف معتقل تم توثيقهم بالاسم من قبل الفعاليات المدنية والحقوقبة في سوريا وتم العمل على إيصال اللوائح للأمم المتحدة من أجل العمل على كشف مصيرهم من قبل وفد المعارضة السورية المشارك في استانا7، ووضح الوفد المعارض بان إيران وممثلي حكومة الأسد هم من تعمدوا افشال المفاوضات بما يخص ملف المعتقلين.