http://anapress.net/a/327258603258744
سيول اجتاحت المخيمات في الشمال السوري انطلاقاً من ريف حلب قرب مدينة الباب وصولاً إلى مخيمات أطمة التي جرفت السيول فيها خيماً مع ساكنيها وممتلكاتهم، ولم تدع لهم مأوى ولا طعام ولا مدرسة، فالمياه جرفت أحلام الأطفال الصغار قبل الكبار.
في الساعات الأولى من هطول الأمطار، كان الأطفال في مدارسهم المكونة من خيمة كبيرة وبداخلها لوح خشبي ويجلس الأطفال على الأرض، وصلت المياه إلى داخل الخيمة التدريسية بعد أن حولت أرض الخمية إلى أرض طينية لا يمكن الجلوس عليها، استمر الأطفال بحمل دفاترهم والكتابة خلف معلمهم، لكن لم يطول الوقت حتى أتت السيول وازدات كميات المياه والأمطار وتقتلع الخيم التي يسكنها الأهالي المهجرين، واستمرت الحالة هذه لساعات متأخرة من الليل.
عامر زيدان ناشط مدني مهجر يعمل في الشمال السوري في تصريح خاص لـ"أنابرس" يقول: "إن المخيمات تطوف بالمياه، تغرق بالطين والوحل، ولأني أقول الحق بدون أي اعتبارات مع الأسف فإني أعتقد أن المخيمات هي دكاكين اخترعتها المنظمات للكسب والمنفعة، وهي باستطاعتها أن تلغي هذه الحالة المأساوية بإلغاء المخيمات وتوفير سكن وشقق مناسبة للمهجرين، ولكن المخيمات بالنسبة لهم مربحة أكثر وتجلب الدعم المالي أكثر، أنتم أيها المنظمات تتاجرون بالناس لتكسبوا المال والرواتب على حسابهم."
وأضاف عامر "أن مناظر الأطفال والعائلات يصعب على الإنسان وصفه في الوقت الذي يعيش فيه العالم بأسره تحت ظل أفخم المنازل وبجانب المدافئ مع أبنائهم، فطلب العلم ولو في الطين هو حال أطفال المخيمات والطين يملأ أرجلهم وأدواتهم المدرسية وملابسهم."
عثمان درويش مدني مهجر يعيش في مخيم في ريف حلب الشمال يروي لـ"أنابرس" مشهد مرَّ أمام عينه، يقول "عندما حل الصباح وبدأت تظهر مأساة الليل وأحزان العائلات التي لم تنم ولا لدقيقة واحدة، رأيت تلك الإمرأة المسنة التي تحمل بيدها وعاء صغير تخرج به المياه المتراكمة داخل خيمة عائلتهم وتلقي بالمياه خارج الخيمة المبللة، وتحاول مع أبنائها وأحفادها تجفيف أدوات المنزل التي ينامون عليها، هذا حال كل الخيم التي قاومت ولم تنجرف مع السيول، فما هو حال الخيم التي اقتلعتها المياه"!
وحصلت "أنابرس" على شهادة أخرى أدلى بها الناشط الإعلامي هادي الشامي أن حال المخيمات خصوصاً مخيم أطمة قرب مدينة إدلب بحاجة لتحرك فوري من كامل المنظمات المهتمة بالشأن السوري في الداخل والخارج لأن آلآف العائلات لا تمتلك مأوى ولا مكان يقيها البرد والشتاء وذكر أن مخيم أطمة يقع على سهل جبلي بالتالي تضرره يزداد بشكل واضح عند هطول زخات من الامطار ولو كانت قليلة.
وفي اتصال خاص مع فريق الدفاع المدني أكد الفريق لـ"أنابرس": أنهم عمموا على جميع الوحدات وعلى صفحات التواصل الاجتماعي أنهم بأتم الجاهزية في حال وقوع اي طارئ، وأوضحوا أن الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة تسببت في غرق مئات الخيم في الشمال السوري،وأكدو أن فرق الدفاع المدني تعمل منذ ليلة أمس وحتى هذه اللحظات، مع استنفار كافة العناصر لتلبية النداءات الإنسانية الموجّهة من أهلنا في المخيمات لتدارك الأوضاع المأساوية، ونهيب بأهلنا المدنيين هناك اتخاذ تدابير الحيطة والحذر واللجوء إلى مناطق مرتفعة إلى حين إنتهاء العاصفة المطرية كما نطلب منهم التعاون الكامل مع فرقنا وعدم التردد في طلب المساعدة منهم.