http://anapress.net/a/318055965102948
حين يلتقي الفن والإبداع ويعانق الإرادة بكامل صعوباتها، حين تفقد أغلى ما تملك دون أن تفقد الأمل، فهل لإنسان يعيش دون سمعه ونطقه ويبقى يحمل إصرارا على الحياة في أرض باتت الحياة فيها شبه معدومة؟!
بابتسامتها الجميلة وشبابها اليافع ترعى الماشية وتحصد الزرع مع عائلتها، تمتلك أناملها موهبة فنيه نابعة من القلب، بأدوات بسيطة ورقة وأقلام تلوين ترسم بكل بساطة ما يظهر الابتسامة على وجه الأطفال على رغم أنها لا تتكلم ولا تسمع لكن تحمل بداخلها مشاعر إنسانية تساعدها على التواصل مع الآخرين بطريقة عاطفية وخصوصا الأطفال.
https://youtu.be/nAovmcDzkUU
ولاء الأسعد البالغة من العمر ٢٠ سنة من ريف إدلب كانت تعيش بمنزلها في معرة النعمان قبل أن تدمره طائرات النظام السوري وتحوله إلى ركام بما فيه من ذكريات جميلة.
عبد القادر الأسعد (والد ولاء) يقول لـ "أنا برس": اكتشفنا موهبة ولاء منذ العام ٢٠٠٨ وكانت تعطي إبداع فني للوحات التي ترسمها رغم الفقر وقلة الإمكانيات دون أن تنتظر مساعدة الآخرين أو تقف بوجهها عوائق نقص الأقلام أو فقدان الأوراق اللازمة.
ويضيف الأسعد: ولاء تساعدهم في أعمال المنزل وأعمال الأرض الزراعية أثناء الحصاد ولديها إصرار ونجاح بكل عمل تقوم بتنفيذه دون ملل رغم النزوح والتشريد الذي تعرضنا له.
لم يثني من عزيمة ولاء النزوح والقصف ومعاناة الحرب، بل أخرجت منها لوحات فنية جسدت من خلالها مشاهد تحمل مشاعر إنسانية، شاركت من خلال رسوماتها ولوحاتها في مسرحية للاطفال بإدلب وحصلت على المرتبة الأولى.
ويردف: أدخلناها لمستشفى في لبنان للعلاج لتتمكن من النطق والسمع فلم نستطع الاستمرار بذلك لأنهم طلبو "٤٥" ألف دولار مقابل تقديم العلاج لها بينما لا نستطيع تحمل تكاليف مرتفعة لعلاجها.. لم نستطع أن نؤمن العلاج الخاص بولاء وخصوصا أن مناطقنا في الوقت الحالي لا تحتوي على إمكانيات علاجية جيدة ولا مقومات تساعد على ذلك، بينما علاج ولاء اليوم أفضل من الأيام القادمه.
تحلم ولاء بأن تصبح قادرة على الكلام وأن تتلقى العلاج بشكل كامل وتستمر في إبداعها بالرسم والفن وتصبح مشهورة على مستوى العالم وتشارك لوحاتها الفنية كل بقاع الأرض.