ثالث أجمل نساء العالم.. أكثر نساء العرب قهرًا

توصف المرأة السورية بكونها ثالث أجمل نساء العالم، بحسب دراسات مختصة منشورة نتائجها في وقت سابق، غير أنها في الوقت ذاته هي "أكثر نساء العرب قهرًا"، ذلك في ظل ظروف الحرب المُدمرة التي تعاني منها سوريا منذ العام 2011 وحتى الآن.

تعاني السوريات من أوضاع غير مسبوقة، يتحملن ما لا يمكن أن يتحمله نظرائهن في بلدان أخرى، منهن من يحمل عناء إعالة الأسرة بعد فقدان عائلها الوحيد ومنهن من راحت ضحية الحرب إما قتيلة أو جريحة أو مصابة بعاهة مستديمة.. المرأة السورية، هي نموذج التحدي والإصرار والعزيمة.

في مارس (آذار) الماضي وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المرأة السورية بكونها "أكثر نساء العرب قهرًا" مستندًا في ذلك إلى دراسات خاصة أعدتها المنظمة. وتكشف العديد من الأرقام والإحصاءات جانبًا من حجم المعاناة التي تلاقيها المرأة السورية بصفة عامة، والتي نرصد أبرزها على هامش حلول اليوم العالمي للمرأة في الثامن من شهر مارس (آذار) من كل عام.

قتلت العديد من النساء على خلفية الحرب الدائرة في سوريا، فيما لا توجد إحصائية مُحددة تكشف عن عدد موثوق به في عدد القتلى في صفوف النساء السوريات خلال سنوات الحرب السبعة الماضية، بينما تشير إحصائية –نشرت العام الماضي- للمرصد السوري لحقوق الإنسان إن هناك عشرة آلاف امرأة سورية لقت حتفها جراء الحرب.

اقرأ أيضًا:

إلا أن إحصائية أخرى صادرة عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان تورد في دراسة لها –نشرت نتائجها قبل أقل من عام- رقمًا آخر لعدد اللاتي قتلن في سوريا، مقدرة إياهن بـ 23 ألفًا و502 امرأة سورية.

وفندت إحصائية الشبكة ذلك العدد، بين من قتلوا على يد قوات النظام السوري والميلشيات الداعمة له بواقع 20627 (بنسبة 87.77%)، و768 أخريات على يد القوات الروسية.

كما تعرضت المرأة السورية لحالات من الاعتقال والسجن المكثف منذ انطلاقة "الثورة" السورية في العام 2011، فتشير إحصاءات غير رسمية تشير إلى أن عدد النساء اللاتي يقبعن في سجون الأسد منذ سنوات سبع وحتى الآن يصل إلى 6500 امرأة سورية، هذه الأرقام التي كشفت عنها منظمات حقوقية سورية نظمت أخيرًا قافلة نسائية في اسطنبول تضم ثلاثة آلاف فتاة وسيدة من 55 دولة من مختلف أنحاء العالم. فيما تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق مقتل 54 امرأة معتقلة في سجون النظام.

ويلفت الأكاديمي السوري الدكتور فايز القنطار، إلى تغير وضع المرأة السورية في ظل ظروف الحرب بصورة كبيرة، بخاصة أن هنالك الآن نسبة كبيرة من الأسر السورية بدون ذكور، بعد أن قتلوا أو هاجروا جراء الأزمة الراهنة، ما يضع المرأة السورية أمام العديد من الحديات والمعضلات، ويجعلها تقوم بأعباء لا تطاق من أجل تدبير شؤون أسرتها وإعالتها وتوفير المأكل والملبس والمشرب وغير ذلك.

اقرأ أيضًا

ويشير القنطار إلى إحصائية تقول إن هنالك نسبة تتراوح بين خمسة وعشرين في المئة وأربعين في المئة من السيدات في دول اللجوء المجاورة يعولن أسرتهن.  كما أن هنالك أرملة واحدة بين كل ست نساء سوريات.

ويلفت كذلك إلى حالات الطلاق المستشرية والتي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في خط متواز مع تراجع معدلات الزواج في ظل ظروف الحرب، وتعرض الكثير من السيدات للابتزاز.

أما عن عدد اللاجئات السوريات، فإن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، كانت قد كشفت في تقرير سابق لها عن ارتفاع إجمالي عدد اللاجئين السوريين من 4,6 ملايين في أواخر 2015 إلى 4,85 مليونا في اواخر العام 2016 بحسب أرقام المفوضية، ويتجاوز 5 ملايين شخص في 2017.  بينما تمثل نسبة النساء في مخيمات اللجوء داخل سوريا وخارجها 65%.

وتعاني السوريات من مشكلات اجتماعية مختلفة، من بينها أزمتي إما "تأخر سن الزواج" أو زواج المبكر أو زواج القاصرات. ووفق منظمة اليونيسيف فإن عدد السوريات اللاتي تزوجن زواجًا مبكرًا في مخيمات اللجوء ارتفع بشكل مضاعف منذ عام ٢٠١١ وتحديدا الفتيات اللواتي يتراوحن أعمارهن بين ١٢ و١٣ عاما ما قد يؤدي لأضرار جسدية جسيمة. كما تشير إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى فقدان 35% من النساء السوريات لوظائفهن.

اقرأ أيضًا

ووفق بيانات الأمم المتحدة، فإن نسبة تزويج القاصرات السوريات بشكل خاص في بلدان اللجوء تتباين بين بلد وأخرى. في الأردن على سبيل المثال هناك 35 في المئة من مجموع زيجات اللاجئات السوريات كانت زواج مبكر، وكانت 32 في المئة من حالات الزواج بين اللاجئين في لبنان لفتيات تحت سن الثامنة عشر، ونسبة 25 في المئة لزواج القاصرات السوريات في مصر.