http://anapress.net/a/311270318715453
يستمر النظام في هجمته العسكرية وحملة القصف الهمجية ضدّ المدنيين في سوريا، ولاسيما استهداف المراكز الحيوية والتجمعات المدنية ومراكز الخدمات العامة، في خطوة لازالت مستمرة لتقويض الحياة والقضاء عليها في المناطق الخارجة عن سيطرته لاسيما في الشمال السوري وريف إدلب تحديداً.
وقامت المقاتلات الحربية الروسية والنظامية أمس الأربعاء باستهداف مباشر للمدارس التي تضمّ آلاف الطلاب مع بداية عام دراسي جديد في عدد من مدن وبلدات ريف ادلب، كانت الضربة الأكثر عنفاً في بلدة حاس غربي مدينة معرة النعمان التي راح ضحيتها أكثر من 35 طفلاً من طلاب المدرسة المستهدفة، بعد أن ألقت المقاتلات الحربية 7 صواريخ مظلية شديدة الانفجار خلفت دماراً هائلاً في عموم البلدة، لاسيما في المدرسة التي شهدت المجزرة، وتمّ تدميرها على رؤوس طلابها ومعلميها.
الناظر للمشاهد عقب القصف الجوي يعجز لسانه عن الوصف والتعبير، حيث الأطفال متناثرون هنا وهناك وجلهم قضى تحت ركام غرفهم الصفيّة وبين مقاعدهم التي تحولت إلى حطام، فيما تحول القسم الأكبر منهم إلى أشلاء، فكثيراً ما وردت صور لأيادي طلاب تمسك بحقائبها وقد غاب صاحب اليد عن المشهد المُصّور، وسط صمت عربي وعالمي مطبق ومثير للدهشة.
لم يقتصر استهداف المدارس من قبل الطيران الحربي على بلدة حاس أمس وبشكل مباشر، وإنما تعداها إلى عدة قرى وبلدات كبلدتي معرة حرمة وكفرسجنة وقرية الشيخ مصطفى وغيرها، إلا أن أهداف القاتل خابت في هذه المواقع ونجى طلابها من موت لازال يتربص بهم
ويذكر أنه لم تكن هذه الاستهدافات الأولى من نوعها فبمجرد أن فتحت المدارس أبوابها مطلع الشهر الجاري شنت المقاتلات الحربية سلسلة من الغارات الجوية استهدفت ثلاثة مدارس في مدينة دوما بريف دمشق، راج ضحيتها عدد من الطلاب والمعلمين إضافة إلى دمار أجزاء كبيرة من هذه المدارس، مما أضطر مديرية التربية إلى تعليق أعمال المدارس ودور التعليم خوفاً من استهدافات متكررة للطلاب خلال فترة الدوام المدرسي.
طلاب قصدوا مدارسهم لنهل شيء من العلم الذي حُرموا منه أعواماً، بعيداً عن الثورة والحرب والعسكرة.. يتسائل الأهالي: لماذا نظرة النظام لهؤلاء لم تختلف عن نظرته لمن يحمل البندقية إن لم تكن أشد، حيث ترك النظام المقرات العسكرية وجعل من الدنيين هدفاً رئيسياً لغاراته الجوية للنيل منهم والتنكيل بهم كما نشاهد من خلال قصف للأسواق والتجمعات السكنية أو أيّ منظمة مدنية كالدفاع المدني والمنظومات الاسعافية حسب تساؤلات يطرحها سكان هذه المناطق؟
حذرت منظمة اليونيسف قبل أيام من أنه مع بدء العام الدراسي في سوريا، لا يزال أكثر من 1.7 مليون طفل خارج المدرسة، و1.3 مليون طفل آخرين معرّضون لخطر التّسرّب، وفقا لبيانات جديدة حول وضع التّعليم.