المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

شاخوا قبل الأوان.. هكذا يعيش بسّام وكثيرون غيره من أطفال سوريا

 
   
00:00

http://anapress.net/a/301585923019989
1183
مشاهدة


شاخوا قبل الأوان.. هكذا يعيش بسّام وكثيرون غيره من أطفال سوريا
شتاء قارس يواجه أطفال سوريا- أرشيفية

حجم الخط:

لا يتجاوز عمره 14 عاماً ويعمل لمدة 14 ساعة في اليوم.. بعد أن اعتقل والده وانقطعت السبل إليه، تحمّل الطفل بسّام المسؤولية مبكراً.. مسؤولية ثقيلة جداً، ففي عنقه أربعة أشخاص، بخلافه (والدته وثلاثة إخوة).

تحول الكثير من الأطفال في سوريا –تحت وطأة ظروف الحرب وتبعاتها- من مقاعد الدراسة إلى عمال كادحين يجمعون المال من الطرقات؛ إما بالعمل أو بالتسول في بعض الأحيان، من أجل الحفاظ على حياتهم وباقي أفراد أسرهم، وتأمين شراء الطعام وحاجياتهم الأخرى.

والدي معتقل منذ أربع سنوات.. لا نعرف إن كان على قيد الحياة أم مات
 بسام

أصبحت تلك الظاهرة أمراً معتاداً تألفه أنظار ومسامع الناس في المجتمع السوري الذي خسر كثيراً مما يملك في الحرب الدائرة، وتحولت تلك العادات إلى بلاء قاس يقتل طفولتهم.

يقول بسّام: "عمري 14 عاماً.. والدي معتقل منذ أربع سنوات ولا نعرف أية معلومة عنه حتى اللحظة، فلا نعرف إن كان على قيد الحياة أو فارقها.. لدي ثلاثة إخوة أصغر مني ومعهم والدتي وأنا؛ ليصبح عددنا  خمسة أشخاص، ليس لنا معيل".

وضع بسّام هو نفسه وضع الكثير من الأسر السورية التي أدامتها الحرب وشاخ أطفالها من هول ما عايشوه من ظروف قاسية فرضت عليهم التحوّل سريعًا إلى مرحلة حمل الأعباء والمسؤوليات.

"أعمل 14 ساعة يومياً في معمل حديد لصناعة خزانات المياه، أذهب إلى المعمل في السابعة صباحاً وأعود في التاسعة ليلاً، وأحصل على ألف ليرة يومياً، لا تكفينا حتى ثمن طعام".

ويضيق بسام: "والدتي مريضة ولا تسطيع الحركة كثيراً وإخوتي منذ شهر حتى الآن ذهبوا إلى الطبيب ست مرات والسبب هو البرد، فأنا لا استطيع أن أحضر لهم الوقود أو الحطب للتدفئة.. تحدثت مع صاحب العمل لكي يزيد لي من أجرتي، رفض قائلاً (إن لم يعجبك راتبك فارحل) وأنا بالطبع لا استطيع أن أرحل؛ فلا مجال لذلك".

يحضر بسام لأهله ما يجد في الشارع من أعواد خشبية وأكياس نايلون؛ ليتم حرقها من أجل توفير النار للطبخ والتدفئة أيضاً عند انتهاء المحروقات.. أعطاه زميله ثوباً نسائياً قديم للحرق ذهب به فوراً لوالدته التي سعدت جداً به وارتدته فوراً لتتابع بقية أعمال المنزل بدلاً من حرقها، كما يقول ضمن حديثه مع "أنا برس".

وفيما لم يرصد أية تفاصيل إضافية عن معاناته، فإن هذا اللقاء العابر مع الطفل بسّام، يضيء على جانب من الأهوال التي يلاقيها الأطفال السوريين بالداخل في ظل ظروف الحرب الخانقة.

وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة، فإن 3891 طفلاً قتلوا في سوريا، وتعرض 3448 آخرون للتشويه (بإصابات بالغة)، خلال السنوات الخمس الأخيرة. وتحققت الأمم المتحدة من أكثر من 12 ألف و500 انتهاك جسيم بحق أطفال.

وفي احصائية نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل أشهر، أحصى فيها المرصد السوري لحقوق الإنسان، سقوط 353.935 قتيل منذ 15 مارس 2011، بينهم أكثر من106.390 مدني؛ من بينهم "19.811 طفل و513.12 امرأة".

اقرأ/ي أيضًا:

الأمم المتحدة: مقتل نحو 4 آلاف طفل بسوريا في السنوات الخمس الأخيرة