حصاد 2018.. إسرائيل تمتطي "حصان طروادة" السوري للتغلغل بالشرق الأوسط

نفّذ الطيران الإيراني في العام 2018 عدداً من الضربات التي استهدفت مواقع للنظام السوري، كما حدث في أبريل (نيسان) ومايو (آيار) ويوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول)، فيما كان الحدث الأبرز الذي شهده العام في هذا الإطار في شهر فبراير (شباط) عندما أسقط النظام السوري طائرة إسرائيلية، فيما ردّت إسرائيل بقصف عدة أهداف داخل سوريا تخص النظام السوري. فيما تفرض إسرائيل حضوراً لافتاً في الملف السوري، باعتبارها أحد الأطراف ذات الصلة، بخاصة في ظل التواجد الإيراني في سوريا وما يشكله من قلق واسع للإسرائيليين.

وحضرت "إسرائيل" بقوة في الملف السوري على مدار العام 2018، سواء من خلال تلك الضربات أو حضورها على الساحة السياسية من خلال آخرين يدافعون عن مصالحها لدى مناقشة مصير سوريا، وذلك باستخدام "الورقة الإيرانية" كفزّاعة، كما يؤكد مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات الدكتور عمر عبد الستار. (للإطلاع على رصد تفصيلي لأبرز أحداث العام 2018 في سوريا: سوريا.. من تحت الدلفة (أبرز الأحداث السياسية والميدانية في 2018)).

ويقول عبد الستار إن "الكل بدأ يدرك بأن ما ستؤول له الأمور في سوريا سيرسم المشهد في المنطقة ككل"، مشيرًا إلى أن عدم التدخل الأميركي أو تباطؤ هذا التدخل أدى إلى تدخل إسرائيلي، كما أن التردد الأميركي بالتدخل في سوريا أدى إلى التدخل الإيراني بقوة وأيضا الروسي وأخيرا الإسرائيلي".

ويوضح عبد الستار أن "دخول إسرائيل في المشهد السوري هو الذي سيؤدي إلى تغيير المشهد في منطقة الشرق الأوسط، إذ أنه يعتبر هدفاً استراتيجياً لإسرائيل؛ فهي لم تدخل في شؤون المنطقة منذ العام 1949 وقد أصبحت الآن جزءاً من العملية السياسية في الشرق الأوسط بسبب تدخلها في الملف السوري".

ويتابع مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات: "إسرائيل ستدخل بدور إقليمي فاعل، بخاصة من الورقة الإيرانية، إذ تسعى جاهدة لإخراج إيران من سوريا، وقد تخرجها من المنطقة فعلاً، وهذا الأمر قد يفتح لها المجال لتسوية عربية واسعة" على حد تصريحاته.

وبحسب عبد الستار، فإن "وجود روسيا وإيران في سوريا لا يمكن أن يكون هناك أي مشروع غربي إسرائيلي في المنطقة، لذلك ستسعى واشنطن وإسرائيل لضرب إيران أولاً لإضعاف روسيا التي ستكون وحيدة في سوريا"، مشيراً إلى أن "لإسرائيل دور هام في المنطقة وفي سوريا ضد الروس إذا أصبحت سوريا أفغانستان ثانية، وضد إيران أيضاً".

ويوضح أنه "في المنطقة هناك ثلاث دول رئيسية هي حلفاء لواشنطن وهي (تركيا والسعودية وإسرائيل) مهما تنافسوا ومهما تخاصموا، ستبقى هذه الدول حلفاء للولايات المتحدة الأمريكية، وكل ما عداهم من الدول الموجودة في المنطقة هي خصوم.. وتعتبر إسرائيل هي رأس الحربة في محاربة ولاية الفقيه ابتداء من سوريا".

اقرأ/ي أيضًا: حصاد2018.. محطّات حرمت النظام من تحقيق كامل أهدافه خلال العام 

حصاد 2018.. أميركا تُغير السيناريوهات في اللحظات الأخيرة

ذاكرة الأحداث: 

التاريخ: 10 فبراير (شباط) 2018

الحدث: النظام يُسقط طائرة إٍسرائيلية.. والأخيرة ترد

من بين أبرز الأحداث ما شهده يوم 10 فبراير (شباط) 2018. عندما أسقطت قوات الدفاع الجوي السوري طائرة إسرائيلية من طراز إف-16، وردا على ذلك ضربت القوات الجوية الإسرائيلية عدة أهداف سورية داخل سوريا.

قالوا:

"الحرب انتهت.. الوضع في سوريا أفضل الآن"

نتياهو في أغسطس، خلال جولة تفقدية محلية

"إسرائيل ستواصل تصديها لإيران وحزب الله في سوريا"

نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في أكتوبر الماضي

*هذه المادة جزء من ملف حصاد العام 2011، تنشره "أنا برس" في عدد تجريبي خاص بمناسبة نهاية العام غداً (الاثنين)