http://anapress.net/a/287252469751053
أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس قبيل التوجه إلى العاصمة الروسية موسكو، عن أنه "سوف يناقش قيام تركيا بعملية عسكرية محتملة في سوريا".
وطبقاً لإردوغان الذي يلتقي الرئيس التركي فلاديمير بوتين اليوم، فإنه سوف يناقش أمر تلك العملية مع نظيره الروسي، على أساس أن الملف السوري سوف يأتي على رأس الملفات التي تشهدها المباحثات بين الرئيسين.
وكشف الرئيس التركي، خلال المؤتمر الصحافي الذي أذاعته عدة قنوات تركيّة مساء أمس، عن أن بلاده قد انتهت من التحضيرات النهائية لتلك العملية العسكرية، مشيراً إلى استعداد بلاده لكل العمليات والسيناريوهات.
كما يناقش إردوغان مع بوتين ما سمّه بـ "الخطوات الأمريكية التي تمثل انتهاكاً للقانون الدولي" والمتمثلة في الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.
وتثار أزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، على خلفية إقدام الأخيرة على شراء منظومة صواريخ إس 400 من روسيا. ووجه نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الأربعاء الماضي، تحذيرا جديدا لتركيا من تبعات إصرارها على شراء منظومة أس 400 الروسية، محذرا من أن بلاده لن تظل مكتوفة اليدين حين تسعى دولة عضو في الناتو لشراء السلاح من دولة معادية له، وفق الجزيرة نت.
وحذّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال لقائه في واشنطن، أمس الأربعاء، نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو من "التداعيات المدمّرة المحتملة" لأي عمليّة عسكرية تركية في شمال شرق سوريا.. ومعبرا عن "قلق بلاده من احتمال امتلاك تركيا لنظام الدفاع الصاروخي الروسي أس-400".
وقال الخبير العسكري السوري المنشق عن نظام الأسد العميد أحمد الرحال، في تصريحات سابقة لـ "أنا برس"، إن "الأزمة الحاصلة حاليا بين أنقرة وواشنطن تعكس مدى تشابك الملفات العالقة بين أنقرو وواشنطن من جهة، وما بين أنقرة وموسكو أيضا من جهة أخرى".
وأوضح الرحال لـ "أنا برس" أن "التصريحات الأخيرة تقول إنه تم التوافق بين الولايات المتحدة الامريكية وتركيا في شرق الفرات على ثلاث نقاط وما زال الاختلاف عالق حول نقطتين، فالخلاف حول عمق المنطقة الآمنة والخلاف مازال على دور قوات سوريا الديمقراطية (قسد)".
اقرأ/ي أيضاً: كل ما تريد (ي) معرفته عن أزمة صواريخ إس- 400
وتابع: "تم الاتفاق على ثلاث نقاط؛ النقطة الأولى هي أن تكون تسمية المنطقة بالآمنة وليست الأمنية.. والنقطة الثانية هي أن يكون هناك حظر جوي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها على المنطقة.. بينما النقطة الثالثة مرتبطة بعدم السماح لعودة النظام والميليشيات الإيرانية وروسيا لشرق الفرات".
وأشار الخبير العسكري إلى أنه "بعد هذا الاتفاق مباشرة خرج رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي ليقول لا نستغرب إذا ما تراجعت تركيا عن شراء منظومة إس 400.. فالمعلومات وصلت لموسكو أن هناك توافقات حصلت بين أنقرة وواشنطن.. وأيضاً وزارة الدفاع الأمريكية أكدت أن الأمور جارية بصفقة الدفاع الجوي وطائرات إف35 لتركيا".
اقرأ/ي أيضاً: واشنطن وأنقرة وبينهما "إس-400".. تهديدات أمريكية جديدة (فيديو)
واعتبر الخبير العسكري السوري أن "تصريحات بومبيو بالتهديد بأي عمل عسكري تركي شرق الفرات، أو ما يخص صفقة إس 400.. رأينا اليوم أن هناك مقترحاً تركياً بإنشاء لجنة لدراسات مخاطر (إس 400) بالتالي فالأمور ذاهبة إلى الحل".
وأفاد الرحال بأنه "إذا أخذنا الاحتمال الثاني من ذهاب تركيا لعمل عسكري شرق الفرات، فإن أي عمل عسكري يحتاج إلى مظلة سياسية، فعندما قامت تركيا بعملية غصن الزيتون أو عملية درع الفرات كان هناك توافق سياسي دولي وإقليمي على هذه العمليات".
كما أن الوضع الداخلي اليوم في تركيا -طبقاً للرحال- "لا يسمح لها بالذهاب إلى أية عملية، بخاصة فيما يتعلق بالانتخابات وتداعياتها؛ فالتزوير الذي حصل في بعض مراكز الانتخاب والتلاعب بنتائجها، والصراع الذي بدأ يأخذ منحى دولياً وإقليمياً فيما حدث بالانتخابات.. وبالتالي ما جرى وكأنها ضغوط على أنقرة، وعلى الرئيس التركي أردوغان.. وبالتالي فالوضع الداخلي غير مؤهل لقيام أنقرة بأي عمل عسكري"، على حد قوله.
ومن ناحية ثانية "لا يمكن لتركيا الدخول في حرب في منطقة توجد فيها مقاتلين أمريكيين وفرنسيين وبريطانيين وبالتالي هذا يعتبر إعلان على دول وليس على ميليشيا ب ي د أو ب كي كي.. وبالتالي فالتهديدات التركية والتهديدات الأمريكية لخلق أجواء من نوع ما لتغيير الموقف التركي.. أي أن تركيا اضطرت لإلغاء صفقة " إس 400" تحت الضغوط الأمريكية واعتقد أنها ستلغي الصفقة"، على حد قوله.