بُشرى البشير للأسد.. معطيات على الهامش

بينما تثير تحركات وزيارات الرئيس السوداني عمر البشير جُملة من التساؤلات، بخاصة بعد زيارته إلى سوريا كأول رئيس عربي يزور دمشق منذ انطلاقة الأزمة السورية في العام 2011، خرج الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، في حوار بُث مساء أمس السبت عبر قناة "الميادين" إن البشير زار دمشق بدفعٍ من المملكة العربية السعودية، التي حمّلته رسالة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد من أجل "العودة للعالم العربي"، وأن السعودية ترى أن "المعركة مع نظام الأسد لم تعد قائمة". (مصدر)

وبموازاة ذلك لم يستبعد دبلوماسي عربي سابق –رفض الإفصاح عن اسمه لحساسية المنصب الاستشاري الذي يشغله حالياً- أن يلعب الرئيس السوادني عمر البشير دوراً أكبر خلال الفترة الراهنة في سياق استخدامه كـ "عرّاب" لتسهيل عودة العلاقات العربية مع سوريا، مستدلاً بتحركات البشير الأخيرة التي بدأها بزيارة سوريا والتقى هنالك رئيس النظام السوري بشار الأسد، كأول رئيس يزور دمشق ويلتقي الأسد منذ بدء الأزمة، ثم زيارته بعد ذلك قطر ، وهي صاحبة موقف أكثر تشدداً من نظام الأسد، ثم زيارته اليوم الأحد 27 يناير (كانون الثاني) إلى مصر.

معطيات

وقال الدبلوماسي العربي السابق لـ "أنا برس"، إن "البشير –وبتحليل المعطيات الراهنة- قد يتم توظيفه من قبل أطراف بعينها (لم يُسمها، وقال إنها معروفة بالاسم) من أجل جس النبض إزاء عودة العلاقات العربية مع نظام بشار الأسد، وهو بذلك يحمل رسائل من وإلى الأسد وقادة وزعماء عرب بشأن الترتيب لمواقف عربية أكثر مرونة من النظام السوري".

وشدد على أن تحركات البشير توحي بذلك الأمر. وقال: "ليس لدي معلومات مباشرة في ذلك الصدد.. لكن الأمر لا يعدو كونه مجرد تحليل لمعطيات راهنة توحي بأن البشير يحمل رسائل متبادلة وقد يكون له دور أكبر في مسألة عودة العلاقات العربية مع النظام السوري في الفترة المقبلة، لاسيما بموازاة تصاعد الحديث بشأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية ودفع دول عربية كبرى في ذلك الاتجاه أيضاً، وفي ظل عودة العمل بسفارتي الإمارات والبحرين، وجميعها مؤشرات تؤكد المواقف الجديدة في ضوء تطورات الوضع ميدانياً وسياسياً".

وبينما لم يتسن لـ "أنا برس" تأمين اتصال خاص مع أي من المسؤولين السودانيين ذات الصلة للرد على ما أثير في ذلك الصدد. ذكر سفير السودان لدى القاهرة ومندوبه لدى جامعة الدول العربية السفير عبد الحليم محمود، في تصريحات نقلها عنه موقع "إرم نيوز" الإماراتي، أن "عودة سوريا للجامعة العربية باتت أمراً ضرورياً". كما اعتبر أنّ غيابها أدى إلى إضعاف القضية الفلسطينية. ودعا السفير السوداني داعيًا إلى ضرورة وجود "مقاربات جديدة تحافظ على العمل العربي المشترك". (المصدر)

مواقف مرنة

وخلال الشهرين الماضيبن برزت مواقف عربية مغايرة نسبياً من نظام بشار الأسد، كانت أبرز حلقاتها إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة عن استئناف العمل بسفارتها في دمشق، تلتها في ذلك دولة البحرين، فيما أثيرت أنباء عن عودة العمل بسفارة المملكة العربية السعودية قبل نهاية الربع الأول من العام الجاري، لكنّ مصدراً مسؤولاً بالخارجية السعودية نفى تلك الأنباء قبل أسبوعين، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية واس (المصدر). فيما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مؤخراً عن أن مسألة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وقال إن ذلك مرتبطاً بحدوث توافق بين الدول العربية. (اقرأ/ي أيضاً: بالفيديو: "ثورات سامة ومهلكة".. وزير سعودي يهاجم "الثورة السورية").

موضوعات ذات صلة:

خطوة "خليجية" جديدة لتطبيع العلاقات مع الأسد

 2019.. هل يكون عام "إعادة تأهيل الأسد"؟  

دبلوماسيان عربيان يتحدثان لـ "أنا برس" عن عودة مقعد سوريا بالجامعة