"من ينقذ الطفلة روعة؟".. قطار الاقتتال الداخلي يدهس المدنيين

قُبيل أيامٍ قليلة كانت أسرة الطفلة روعة أحمد زرزور، في ريف حلب الغربي، تنتظر وتستعد لإدخالها إلى تركيا لإجراء عملية جراحية في القلب تُنقذ حياتها؛ لكنّ الاقتتال الداخلي بين فصيلين عسكريين حال دون ذلك.

تلك الواقعة التي يرصدها لـ "أنا برس" الناشط الإغاثي خالد الحلبي، تمثل جانباً من المعاناة التي يعيشها المدنيون على هامش الاقتتال الداخلي الدائر بين الجبهة الوطنية للتحرير وحكة نور الزنكي، على اعتبار أن "المدنيين يتضررون من ذلك الاقتتال الذي حال دون تمكنهم من تأمين حاجاتهم الرئيسية، سواء الطعام والشراب أو العلاج".

ويقول الحلبي إن الطفلة روعة ذات الثمانية أشهر، من مدينة عندان، وعلى وقع إغلاق الطرق في ريف حلب الغربي في خطٍ متوازٍ مع الاقتتال الحادث، لم يتمكن ذووها من إدخالها إلى تركيا لإجراء عملية جراحية في القلب كانت مقررة لها.

ويتابع: "كان من المفترض إدخال روعة إلى تركيا بشكل فوري، ولكن بسبب قطع الطرق إلى ريف حلب الغربي نتيجة المعارك الجارية لم يتم السماح لأهلها بإخراجها من المنطقة بشكل فوري، وأسهم ذلك في تأخير في إخراجها وإجراء العملية لها".

وبحسب الحلبي، فإن "إغلاق الطرق المؤدية من وإلى البلدات التي يعيش فيها المدنيون دون وجود مخارج ومداخل أخرى يؤدي لسوء الحالة الصحية والمعيشية، فلا يمكن تأمين الخبز والطحين والمواد الطبية والأدوية أو إخراج الحالات الطارئة بشكل فوري للعلاج".

فيما لم تتمكن "أنا برس" من متابعة تفاصيل مشكلة الطفلة أو الوصول لأي من أهلها والمزيد من المعلومات عن حالتها حالياً في ضوء الوضع الصعب. 

شهادة الحلبي أكدتها المجالس المحلية بريف حلب الغربي، التي طالبت مساء الخميس القوى والفصائل العسكرية بضرورة فتح ممر إنساني من وإلى المناطق التي تضرر أهلها بسبب الاقتتال الداخلي بعد إغلاق المعابر والطرقات كافة المؤدية إلى الكثير من القرى والبلدات وفي ظل توقف الحياة المدنية في تلك البلدات بشكل شبه كامل.

وجاء في نص بيان، حصلت "أنا برس" على نسخة إلكترونية منه، أصدرته المجالس المحلية، أنه بعدما آلت إليه الأمور في ريف حلب الغربي ونتيجة انقطاع الطرق بين القرى والمدن وانعكاسات ذلك على المدنيين في المجالات كافة "فإننا -نحن بصفتنا المجالس المحلية- نطالب الفصائل والقوى العسكرية بضرورة فتح ممر إنساني إلى منطقتنا بسبب عدم وجود سوى طريق واحد لكامل المنطقة لوقوعها في منطقة جبهة من ثلاثة محاور".

كما أصدرت الفعاليات المدنية والعسكرية في بلدة أبو مكي بريف معرة النعمان بياناً أعلنوا فيه تحييد المدينة عن الاقتتال الداخلي، وذكر البيان أن "هدف الاقتتال هو استنزاف الجهود وتفريغ الطاقات وزرع الفتنه والشقاق وإيجاد السخط واليأس وخنق روح الثورة والجهاد". (اقرأ/ي أيضًا: اقتتال الفصائل.. هل أضاع "الثورة السورية"؟ (تحقيق)). ويأتي ذلك في ضوء الاقتتال الحادث بين هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير.

وفي المقابل، وفي محاولة لإنهاء الاقتتال، أعلن تجمع أحرارعندان الانشقاق عن هيئة تحرير الشام وانضمامه لصفوف "أبناء الثورة السورية في الجبهة الوطنية للتحرير والجيش السوري الوطني الحر"، بحسب نص بيان صادر عن التجمع.

فيما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أخباراً تفيد بانشقاق مجموعة عددها 35 عنصراً من هيئة تحرير الشام وانضمامهم للجيش السوري الحر سعيا منهم لإنهاء الاقتتال وفتح المعابر أمام المدنيين وتسهيل حركة الحياة الداخلية ضمن المنطقة المشتعلة، بينما لم يتسن لـ "أنا برس" الحصول على تأكيد أو نفي لذلك الأمر.

يذكر أنّ هيئة تحرير الشام سيطرت، الأربعاء، على جبل الشيخ بركات الاستراتيجي المطل على مدينة دارة عزّة السعدية وعاجل وبسرطون وتقاد وفدرة وطريق قلعة سمعان، بعد معارك عنيفة ضد حركة نور الدين الزنكي في ريف حلب الغربي، كما أعدمت ما لا يقل عن أربعة مدنيين. وكانت المعارك قد بدأت بين الطرفين قبل نهاية العام الماضي ومستمرة حتى اللحظة.

لمزيد من التفاصيل عن أسباب وتداعيات الاشتباكات بين تحرير الشام والزنكي: 

إعدامات ميدانيّة تنفّذها هيئة تحرير الشام في دارة عزّة غرب حلب  

ضحايا مدنيين في دارة عزة.. والنظام يستغل الاقتتال ويحاول التسلل 

خروج مظاهرات ضدّ هيئة تحرير الشام في ريف حلب الغربي 

مقتل ممرّض وإصابات بين المدنيين في معارك بين هيئة تحرير الشام والزنكي