المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

أبرز دلالات الرسائل الأميركية الأخيرة: لن نترك الساحة لإيران في سوريا

 
   
12:00

http://anapress.net/a/261082867274673
506
مشاهدة


أبرز دلالات الرسائل الأميركية الأخيرة: لن نترك الساحة لإيران في سوريا
ترامب- أرشيفية

حجم الخط:

يبدو أن القرار الأميركي بالانسحاب من سوريا لن يكون له أي وقع أو تداعيات حقيقية إلا إذا دخل حيز التنفيذ الفعلي، وستبقى كل السيناريوهات والاحتمالات ضمن إطار التكهنات والفرضيات ما لم يكن هناك انسحاب كامل على أرض الواقع، بخاصة بعد ما تداولته تقارير إعلامية اليوم نقلا عن "نيويورك تايمز" بشأن اعتزام زيادة مهلة خروج القوات الأميركية من سوريا إلى أربعة أشهر. 

بعد أن أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره المفاجئ بالانسحاب من سوريا خلال مدة أقصاها من 60 إلى 90 يوماً، كشف السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام عن أن ترامب، أكد استعداده لـ "إبطاء" انسحاب قوات بلاده من سوريا. وذكر غراهام، الذي يعد من أشد منتقدي قرار الرئيس الأميركي بالانسحاب السريع من سوريا، أن ترامب قد وافق على إعادة تقييم خططه بشأن الانسحاب الفوري من سوريا، بطريقة ذكية وبطيئة.

وأضاف في تصريحات للصحافيين خارج البيت الأبيض، عقب اجتماعه مع "ترامب" قائلاً: "الرئيس مازال ملتزماً بسحب القوات الأميركية من سوريا، لكن ذلك سيكون بطريقة ذكية وأكثر بطئاً"، حسبما نقلت وكالة أسوشيتد برس الأميركية، مشيرًا  إلى أن "هذا لا يعني أن الرئيس تراجع عن قرار الانسحاب من سوريا، بل الأمر يتعلق بوقفة لتقييم تأثيرات الأوضاع على الأرض.. أعتقد بأن الرئيس ملتزم للغاية بالتأكد من ضرورة هزيمة داعش بالكامل عندما نغادر سوريا".

وفي سلسلة تغريدات عبر "تويتر" نشرها جراهام اليوم، الاثنين 31 من كانون الأول، قال إن ترامب سيتأكد من أن أي انسحاب من سوريا سيتم بطريقة تضمن تدمير تنظيم “الدولة الإسلامية” بشكل كامل، وأن إيران لن تملأ الفراغ في سوريا، إلى جانب التأكد من حماية الكرد. وأضاف السيناتور الأميريكي، أن بلاده تريد خوض الحرب "في الفناء الخلفي للعدو، وليس على أراضينا، لذلك فإننا بحاجة إلى قوة انتشار في العراق وسوريا وأفغانستان لفترة من الزمن".

تساؤلات

وتدور تساؤلات في الوقت الحالي عن الرابح والخاسر من القرار الأميركي، رغم عدم اتضاح الصورة الكاملة للقرار، كما تدور تساؤلات حول الطرف الذي سيملأ مكان القوات الأميركية في سوريا، إن كان تركيا أو قوات الأسد.

وكان ترامب قد ألمح، قبل أيام، إلى إمكانية ملء تركيا الفراغ، إذ قال في تغريدة له على "تويتر"، "ينبغي على الدول المحلية الأخرى بما فيها تركيا أن تكون قادرة على الاعتناء بكل ما تبقى.. نحن عائدون إلى الوطن".

وكلاء ترامب

وبدورها، اعتبرت الاكاديمية والمستشارة السياسية في العلاقات الدولية مرح البقاعي، أن تصريحات السيناتور الجمهوري غراهام، بمثابة تأكيد على ما صرحت به مؤخراً بأن الرئيس ترامب ترك وكلاء له "مجازاً" ليقوموا بمهمة تقويض التواجد الايراني، العسكري والسياسي في سوريا، على حد وصفها.

وأوضحت البقاعي في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" أن إسرائيل تتكفل بمهمة الضربات الجوية الحربية للمواقع والمنشآت العسكرية للميليشيات الإيرانية، وهذا ما تفعله باستمرار؛ وروسيا تسحب البساط السياسي من تحت قدمي طهران بتنحيتها خطوة تلو الأخرى عن دورها في ثلاثي آستانا للدول الضامنة من جهة، وفِي صياغة الحل السياسي من جهة أخرى، وخير دليل على ذلك تصريح لافروف (وزير الخارجية الروسي) الأخيرة التي قال فيها إنه "لا مبرر للوجود العسكري الايراني في سوريا بعد اليوم". (اقرأ/ي أيضًا: حصاد 2018.. أميركا تُغير السيناريوهات في اللحظات الأخيرة).

طرف بديل

ومن جهة أخرى لا يعتقد الأكاديمي والمعارض السوري عماد الأيوبي، أن تقوم واشنطن بسحب كامل قواتها من سوريا ومن قواعدها المنتشرة في مناطق متفرقة من الأراضي السورية إلا إذا وضعت طرفاً بديلاً مكانها، وهذا غير ممكن حالياً -على حد تصريحاته- وفق المستجدات الحادثة على الأرض في ضوء تنازع الأطراف في سوريا.

وبحسب الأيوبي، فإن واشنطن لن تخرج من سوريا إلا إذا حققت كامل مصالحها، والتي تتجسد بهزيمة داعش بشكل نهائي، والأهم من ذلك هو عدم السماح لإيران التوسع أو التمدد في سوريا والعمل على إخراج "الميليشيات الإيرانية"، إضافة أن واشنطن لن تترك الأكراد هكذا بدون حماية.. وذلك لضرب كل الأطراف ببعضهم البعض. (اقرأ/ي أيضاً: أطراف إقليمية تتسابق لملئ الفراغ بعد انسحاب أميركا).

يأتي ذلك في خط متوازٍ مع جملة اللغط الذي أثاره قرار أميركا بالانسحاب من سوريا قبل نهاية العام 2018، والتساؤلات الواسعة التي دارت بداية حول أسباب ذلك القرار وكذا تداعياته وانعكاساته المختلفة على الملف السوري.