المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

مصعب.. صاحب الهمة الذي لم تقعده إعاقته وظروف الحرب

 
   
14:00

http://anapress.net/a/238870630323553
286
مشاهدة


مصعب.. صاحب الهمة الذي لم تقعده إعاقته وظروف الحرب
ساق صناعية- صورة أرشيفية

حجم الخط:

"بترت ساقي وأصيب أخي بالشلل الكامل وفقدت أخي الآخر وتشردنا ونزحنا وتهجرنا مرارًا من مكانٍ إلى آخر.. لم تقل عزيمتي يومًا ولم أتراجع عن أداء واجبي للحظة، بل في كل واقعة أزداد إصرارًا وتحديًا على إسقاط النظام الذي سلب حقوقنا واعتقل أهلنا وأحبابنا".

بهذه الكلمات يلخص مصعب جميل أبو عامر (32 عامًا من دمشق) حجم المعاناة والمصاعب التي لاقاها خلال سنوات الحرب من إصابات وفقد ونزوح. يعيش أبو عامر في الغوطة مع أهله وأقاربه، وكان قد "دخل العمل الثوري مساعدًا للناس الضعفاء في بداية الأمر باحثًا عن محتاجين ليؤمن لهم ما ينقصهم من دواء وطعام، يبحث عن الأيتام وأبناء المعتقلين في سجون نظام الأسد ليساعدهم"، كما يقول لـ "أنا برس".

ويتابع: "مع تطور الأحداث انتقلت من بلدتي في حرام العواميد لأعيش في بلدة أخرى هاربًا من دخول الدبابات لبلدتي، لكن لم أكن أعلم أن ما ينتظرني في المكان الذي نزحت إليه مؤلمًا أكثر مما كنت أتوقع.. الطيران الحربي كان بانتظاري بصواريخ متفجرة دمرت منزلنا والمحيط الذي نعيش فيه بالكامل ما أدى لبتر ساقي اليمنى من فوق الركبة". (اقرأ/ي أيضًا: الإعاقة ليست نهاية الحياة.. أبو أحمد نموذجًا مُلهمًا).

"حادثة بتر ساقي قاسية، لم أصدق ذلك، لم أصدق أننى سأكمل باقي حياتي دون ساق، وهل سيتوقف الأمر فعلًا دون إصابات أخرى؟ وهل انتهت القضية بهذه الإصابة أم أننا لا نزال في الحقيقة تحت تهديد الطيران الحربي وإجرام الصواريخ الحربية؟"، يتساءل مصعب.

 الأمل في عيني ميزان أعمل به
 

"وبعد فترة زمنية ليست بطويلة وأنا أتلقى علاجي في أماكن عديدة وأتنقل من هنا إلى هناك باحثًا عن حل لإيقاف الالتهابات وألم البتر في ظل الحصار والنقص في الدواء والطعام والأطباء، لتأتي الطائرة الحربية من جديد في مكان آخر وتلقي بأخي الأكبر بالفراش مشلولًا لا يستطيع التنقل ولا الوقوف ولا حتى الجلوس مع إصابات وجروح فاجعة لم يشفى منها لأكثر من سنتين لشدة التهاباتها وضعف جسده بسبب شدة الإصابة".

ويستطرد: "كُسرَ ضهري، أخي الذي كنت أتكئ عليه في علاجي وجراحي وأحزاني، وزاد القهر في قلبي، وزاد إصراري على فعل شيء ما للاستمرار في تحقيق أهداف الثورة والتي تبنيتها بالمطلق.. بحثت عن حل جديد.. كنت أريد العمل وأريد الخروج ومساعدة الناس وفعل شيء ما للنهوض بأفكار الثورة السليمة ومنع تحريفها.. بقيت لمدة سنة كاملة أبحث عن وسيلة لإيجاد طرف اصطناعي مناسب لساقي لتركيبه؛ ليساعدني في عملي.. كان لي أقرباء في دمشق فأرسلت لهم تفاصيل الساق والقياس المناسب بشكل دقيق لتركيبه -حسب ما وصف لي الأطباء حينها- لكن للأسف عند تأمينه من لبنان ووصوله عن طريق تهريب إلى دمشق تم القبض على أقربائي، وهما شاب وفتاة، وبحوزتهم الطرف الصناعي الذي كان سببًا باعتقالهم لسنتين ونصف.. كانت حادثة مؤلمة جدًا لأن أملي كان في الساق التي كنت أتمنى الحصول عليها لمتابعة أعمالي".

يضيف مصعب أن الحادثة زادت لديه الإصرار في إيجاد طريقة لتأمين طرف آخر، وخلال تلك الفترة وفي عملية لنظام الأسد لدخول أحد المناطق في الغوطة أصيب أخاه الثالث إصابة بالغة ليفقد حياته في اليوم الثاني تاركًا خلفه مزيدًا من الألم والحزن المنصب عليه وباقي أفراد العائلة. (اقرأ/ي أيضًا: أنس.. تحدى الإعاقة بسلاح العلم).

"بعدها افتتحت إحدى المؤسسات في الغوطة مركزًا طبيًا يعمل على تركيب الأطراف الصناعية، فكان لي نصيب بتركيب طرف، وهنا بدأت مسيرة جديدة بهمة عالية.. دخلت المجال الإنساني ومساعدة الفقراء ،وعملت في المجالس المحلية، كما عملت على تقويم الخطأ ومتابعة السير في الطريق السليم، ووصلت لرئيس في المجالس المحلية رغم إصابتي.. وبعد فترة أصبحت أتنقل بين الناس وأقود الدراجة دون أن يعلم الناس شيئًا عن ساقي.. لم تثنني مصاعب الحياة، فالأمل في عيني ميزان أعمل به، وأنا حتى يومي هذا أعمل في مجالي في المنظمات والمجالس المحلية".




كلمات مفتاحية