عفرين تترقب.. والاجتياح التركي قاب قوسين

لم يقدم أي تفاصيل عن موعد الحملة العسكرية التركية على مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تسيطر على عفرين الواقعة عند الحدود التركية الجنوبية، ولكن أكد أن تركيا يمكن أن تدخل عسكرياً في أي وقت في عفرين شمال سوريا. هذا ما أعلنه وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي.

وصدر بيان عن الرئاسة التركية في ختام اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان يؤكد أن بعثة المراقبة في إدلب شمال غرب سوريا أنجزت عملها بنجاح، ولضمان قيام بيئة هادئة وآمنة لا بد من توسيع نطاق عمل هذه البعثة ليشمل منطقة عفرين وغرب حلب.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شدد في وقت سابق على أن بلاده ستكمل عملية إدلب، لتحرير عفرين وتسليم منبج لأصحابها الأصليين، وتطهير المناطق الأخرى من بقية المنظمات الإرهابية، على حد تعبيره.

يقول ناصر تركماني الخبير بالشأن التركي: إن تركيا تفكر بشكل جدي بشن عملية عسكرية ضد مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين، خاصة أن مدينة عفرين غير محسوبة على الولايات المتحدة الأمريكية كون القواعد الأمريكية بعيدة عن مدينة عفرين.

ويوضح تركماني خلال حديثه لـ " أنا برس": أن القوات الأجنبية الوحيدة الموجودة في عفرين هي قوات روسية، وروسيا قبل السماح للأتراك بالقيام بأي عملية عسكرية في عفرين تريد أن تطمئن للموقف التركي تجاه مؤتمر استانة ومؤتمر سوتشي الذي من المقرر أن يكون عقدة الحل للمسألة السورية وفق مصالح روسيا وحلفائها.

وعن أهمية عفرين الاستراتيجية للأتراك، يؤكد أن عفرين مهمة جداً كونها واقعة في منطقة جغرافية وهي عبارة عن مناطق جبلية مطلة على عدة ولايات تركية في جنوب تركيا منها كلس والعثمانية وولاية هاتاي، والمشكلة الأساسية في عفرين أن الجدار الفاصل الذي تم بناؤه من قبل الحكومة التركية، لا يمنع تسلل قوات كردية تابعة للعمال الكردستاني إلى تركيا.

  ويشير تركماني إلى أنه بين الفترة والأخرى تقع اشتباكات بين ميليشيات كردية مع القوات التركية في المنطقة الموازية لمدينة عفرين عند الحدود التركية، وحيث تتخوف القيادة التركية من تسلل ميليشيات من حزب العمال الكردستاني إلى جبال الأمونوس الحدودية مع عفرين،

لذلك ترى القيادة التركية أنه يجب القيام بعملية عسكرية واسعة وبسرعة ضد هذه الميليشيات في مدينة عفرين، سواء بالتنسيق مع واشنطن أو موسكو أو بدون التنسيق معهما لأن هذه المنطقة أصبحت تشكل مصدر يهدد الأمن القومي التركي، وفق تركماني.

يشار إلى أن تركيا تعتبر "وحدات حماية الشعب" الكردية التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، والمكون الأبرز لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، تنظيماً إرهابياً تابعاً لحزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، وتشدد أنقرة على رفضها إقامة أي كيان كردي شمال سوريا قرب حدودها.