المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

الأكاديمية السورية مرح البقاعي في حوار تفاعلي مع قراء أنا برس

 
   
10:23

http://anapress.net/a/21780925409221
1006
مشاهدة


الأكاديمية السورية مرح البقاعي في حوار تفاعلي مع قراء أنا برس

حجم الخط:

أجرت وكالة أنا برس حواراً تفاعلياً بين متابعيها والأكاديمية لإعلامية مرح البقاعي بهدف تذليل المسافات التي طالما شهدتها الساحة السياسية ولتقريب وجهات النظر بين المتابعين من جهة والعاملين ضمن القطاع السياسي من جهة أخرى لا سيما أن "البقاعي" كانت إحدى الشخصيات التي أشرفت على إعداد مؤتمر لرياض 2 الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض قبل أن تجتمع أطياف المعارضة السورية في ملف وفد موحد لتتجه به فيما بعد إلى مفاوضات جنيف 8.

المتابعين من معظم المحافظات السورية بدءً من درعا مروراً بدمشق وحمص ووصولاً إلى مدينة إدلب تبلورت معظم أسئلتهم التي توجّهوا بها للأكاديمية السورية حول مستقبل الأسد في سوريا، وهل بات من الممكن أن نصل إلى حل سياسي ينهي ما تمرّ به المدن السورية من تهجير وقصف وتنكيل بتلك المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد.

وذهب بعض رواد موقع ANA PREES للسؤال في الشقّ السياسي طالبين من البقاعي توضيح ما لا يُذكر على وسائل الإعلام وشاشات التلفزة بغية الوصول لإجابات شفافة بعيداً عن البروتوكولات الرسمية التي سئم منها شريحة كبيرة من السوريين، وإلى تفاصيل الحوار:

س 1- دكتورة مرح تحياتي لك. أريد أن أسألك بخصوص الحل، هل الحل في "جنيف" أم في "البيت الأبيض". وكيف ترين الدور الروسي؟

مفاوضات جنيف في نسختها الثامنة  قد وصلت إلى حائط مسدود

البقاعي: بداية، جنيف هو سقف أممي لأية مفاوضات سياسية تحت مظلة الأمم المتحدة والقرارات الدولية لمجلس الأمن ومن ضمنها القرار 2254، ولا بد أن تنتهي على طاولة جنيف الأوراق الأخيرة لأي اتفاق سياسي ممكن. لكن السؤال هنا هل تقدمت المفاوضات خطوة واحدة في نسختها الأخيرة جنيف 8؟! هذا السؤال الذي يجب علينا أن نتوقف عنده لنقيّم كل ما حدث في الجولات السابقة ونستفيد من الإيجابيات ونتعلم من السلبيات. أنا أعتقد أن الجولة السابعة كانت بطيئة جدا، أما الثامنة فبرأي هي جولة معطَّلة تماماً وبفعل فاعل رغم امتدادها على فترة  خمسة عشر يوماً.

برأيي أن مفاوضات جنيف في نسختها الثامنة  قد وصلت إلى حائط مسدود، فالوفد النظامي الذي يمثل حكومة الأسد يرفض التعامل مع مخرجات مؤتمر الرياض ولا يحترم الجدول الزمني أو السياسي المحدد لتناول  الملفات الأربعة التي حددها المبعوث الأممي وصولاً إلى تطبيق فعلي لقرار مجلس الأمن 2254

والمبعوث الأممي من جهة أخرى، والذي كان قد فاجأ هيئة التفاوض المعارضة بموقف فج اتخذه بصورة بعيدة كل البعد عن طبيعة موقعه كوسيط دبلوماسي، مهدداً بانتقال المحادثات إلى قبضة سوتشي إذا لم تعي المعارضة حجم  خساراتها المتوالية وفِي آخرها خسارتها للدعم الدولي، وحتى بعض  الإقليمي منه، وفِي مقدمته دعم أنقره التي وجد رئيسها نفسه مضطراً للانحياز مع الأهواء الروسية.

أقرأ أيضاً: الحل السوري ومصير الأسد ما بين جنيف وسوتشي

رداً على التحالف الأميركي الكردي الذي أنتج وضعاً جيوسياسياً غير مريح لأردوغان على الإطلاق على حدود بلاده الجنوبية، وأخيراً أزمة المعارضة التي وجدت نفسها عالقة بين سندان آستانا العسكري وما يحضّر لسوتشي التي ستكون أشبه بآستانا السياسي، اليوم فقط قد تكتمل اللعنة التي رافقت مسيرة المعارضة في سبع عجاف ليكون حوار سوتشي المرتقب هو حوار طرشان الضمير الإنساني الذي يدفن رأسه هذه المرة في رمال شواطىء سوتشي الروسية الافئة.. ويرتاح!

س2- في ظل التجاذبات الدولية الحاصلة في الفترة الأخيرة أين تقف المعارضة السياسية السورية برأيك بعد أن فقدت الكثير من مؤيديها في الداخل السوري؟ وهل تعتقدين بأن المعارضة لديها شيء لتقدمه للمدنيين أم انها استنفذت جميع اوراقها؟

البقاعي: على المعارضة السورية أن تقف وقفة جريئة ومسؤولة مع نفسها وتبدأ بمراجعة سريعة لكن دقيقة لأدائها السياسي منذ نهايات 2011 حين أسسنا أول منظومة سياسية معارضة في الخارج هي المجلس الوطني السوري، والتي هي برأيي من أفضل ما حدث للمعارضة مقارنة بتراجع الأداء في المؤسسات المتعاقبة التي تلتها.

فلا رقابة على مسارها السياسي، ولا تصويب لأدائها حين تخطئ أو تحيد عن مسار الثورة، ولا شفافية في تعاملاتها البينية بين أفراد المعارضة من جهة، ولا تعاملاتها العامة في غياب المكاشفة مع الشعب السوري من جهة أخرى، هذا ناهيك عن أن وجودها القسري بالطبع خارج سوريا هو عامل يزيد من المسافة بينها وبين الشارع السوري. أحاول من خلال هذا النقد أن أكون إلى جانب بناء مؤسسات المعارضة وتطوير أدائها وليس العكس. فما أحوجنا اليوم إلى مؤسسة مهنية مراقبة وتخضع لكل شروط الشفافية والمحاسبة، لنكمل الطريق سوية.

س3- بكل صراحة هل ستقبل المعارضة ببقاء الأسد بسبب الضغوط الدولية عليها حتى لا  تخسر الدعم الدولي خلال الفترة الإنتقالية؟ وماذا سنفعل بالدعم الدولي وما حاجتنا له حين نتنازل عم أبرز مطالب الشارع السوري الذي دفع فاتورة غالية جداً للتغيير الديمقراطي قي سوريا؟!

البقاعي: الثبات وقوة الحق والتشبث بإرادة التغيير هو أفضل ما تمتلكه المعارضة من أسباب الاستمرار. وكل انحياز عن المسار الرئيس للثورةً التي بلغت عامها السابع لن بكون لا في صالحها كصوت يمثل إرادة الشعب في الخارج ولا في مصلحة أشخاصها الذين يمكن أن يفقدوا مصداقيتهم ورصيدهم الشعبي في حال حادت خطاهم ولو قيد أنملة عن مسار المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الإنسانية التي هي حق طبيعي لم يتمتع به الشعب السوري للأسف منذ عقود بسبب تعاقب جولات الاستبداد عليه.

أقرأ أيضاً: 2017عام الانكسارات والتراجع العسكري لفصائل الثورة السورية

5- ماذا قدمت المعارضة السورية للمدنيين حتى اللحظة ولماذا قبلت بحضور منصة موسكو برفقتها مع علمها المسبق أنها تمثل تطلعات الجانب الروسي؟

سوتشي هو رحلة إلى المجهول ويجب أن لا نكون جزءاً منها

البقاعي: كان اتجاهنا منذ العام ٢٠١٢ تفعيل مبدأ حماية المدنيين الأممي الذي كان بإمكانه لو تم تفعيله في حينا أن يجنبنا التكلفة البشرية الباهظة التي دفعناها حتى اليوم والتي تقارب الملايين من السوريين بين شهيد وجريح ولاجئ ونازح.

لقد تقدمنا منذ العام ٢٠١٢ بمذكرة قانونية لحماية المدنيين أعددناها في واشنطن مع مجموعة من المحامين الدوليين المتبرعين وقمت بنفسي بتقديمها باليد للأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت ولكن للأسف لم يتم تحريك تلك المذكرة أبداً. وللعلم أرغب أن أرفق هنا معلومات عامة عن هذا المبدأ الذي أفردت له فيح بنها صفحة خاصة على فيس بوك لاطلاع السوريين عن الخطوات التي نقوم بها في هذا الاتجاه.

في تقرير يعود لعام 2009 قام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتوصيف مبدأ “مسؤولية الحماية” من خلال ثلاث قواعد مبدئية: الأولى: أنه على كل دولة أن تتحمل المسؤولية الدائمة في حماية شعبها من الإبادة، وجرائم الحرب، والتطهير العرقي، والجرائم ضد الإنسانية، أو من التحريض على ما سبق.

ثانيا: تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية مساعدة الدول في تأدية واجباتها الواردة في القاعدة الأولى...ثالثا: إذا فشلت الدولة بشكل واضح في حماية شعبها فإن على المجتمع الدولي تحمل مسؤولية التعامل الفوري والحاسم، وفقاً للفصل السادس والسابع والثامن من ميثاق الأمم المتحدة، مستخدما بذلك إجراءات تتراوح بين استخدام الطرق السلمية والعسكرية.

إضافةً إلى ذلك وفي الحالات الطارئة فإنه يُسمح للتحالفات الدولية بأن تتدخّل بشكل مشروع لإيقاف الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي، وذلك بدون موافقة مسبقة من مجلس الأمن.

ولكون الخيارات السلمية لحماية المدنيين قد استُنفدت، فإنّه من واجب المجتمع الدولي أن ينظر في إجراءات أكثر صرامة في الوقت الذي يبدو فيه الحصول على إذن من مجلس الأمن لعمل ذلك مستحيلا من الناحية السياسية، ونظرا للظروف الملحّة فإنه من حق المجتمع الدولي أن يتخذ الإجراءات اللازمة تحت مبدأ “مسؤولية الحماية” لحماية الشعب السوري.

بإمكان مجلس الأمن السماح بالتدخل تحت الفصل السابع من اتفاقية الأمم المتحدة لكون الصراع في سوريا بدأ يشكّل تهديداً للأمن والسلام العالميين. وعندما تفشل الإجراءات السلمية في إنهاء أزمة تشكل تهديدا للسلام والأمن العالميين، فبإمكان مجلس الأمن أن يفوض دولاً أعضاء فيه باستخدام القوة لحماية المدنيين تحت الفصل السابع والمادة 42 من ميثاق الأمم المتحدة.

وبشكل نمطي، تستخدم قرارات مجلس الأمن عبارة “كل الإجراءات الضرورية” للسماح للمجتمع الدولي باستخدام القوة، وهذه الإجراءات يمكن أن تتضمن الحصار وعمليات أخرى عبر البر أو البحر أو الجو، بما في ذلك إقامة مناطق آمنة أو مناطق حظر طيران، وذلك لحماية حق الإنسان في الحياة الآمنة لهؤلاء المعرضين للخطر، والسماح باستخدام “كل الإجراءات الضرورية” أو “كل الأساليب الضرورية” لحماية المدنيين.

6- الشعب السوري يستصرخ الشرفاء من المعارضة السورية للإجابة بكل شفافية عن مستقبل سوريا وهل الحل ما يزال بعيداً برأيك أم أنه اقترب؟

عمل النظام على إطالة أمد الأزمة السورية

هذا سؤال صعب جداً بعد أن خرج مسار الحل من يد السوريين، معارضة وموالاة، وبات يحكمه التعقيد الدولي والتجاذبات الإقليمية المتشابكة. ولهذا السبب للأسف الشديد، ولأن الحل لم يعد سورياً خالصاً، فأنا لست متفائلة على الإطلاق بقرب الحل الناجع والعادل في سوريا. لقد عمل النظام على إطالة أمد الأزمة السورية ليستفيد من شراء الوقت على حساب الدم السوري الثمين.

وحتى في المفاوضات يشتري الوقت ويفتح بازاراً على بضاعته الخاسرة. وآخر ما فعله بعد أن جلب شياطين الأرض لنصرته، ها هو يستدعي قوى عسكرية من الصين بناء على نصيحة من مستشارة الأسد بثينة شعبان! هذا النظام يعلم أن وقف الحرب في سوريا يعني رحيله ويبدو أنه مازال حتى الآن لم يستوعب هذه الفكرة.

7- هل ستقبل المعارضة بالذهاب إلى سوتشي؟ وهل تخلت تركيا عن دعمها للمعارضة السورية بعد تقاربها مع روسيا ؟ وأين قطر والسعودية من وعودهم التي مللناها كسوريين بأنه لا بقاء للأسد ؟

ممكن أن تذهب شخصيات معارِضة إلى سوتشي وفِي هذه الحالة فهي تمثل نفسها ولا تمثل المؤسسة التي تنتمي إليها ونكون المسؤولية شخصية وليست عامة على تبعات قرارها. ثم ماذا ستجلب سوتشي لنا ما لم تجلبه جنيف بقراراتها المدعومة دولياً وبزخم الحضور الدبلوماسي والأممي فيها وبجلاء الصورة تماماً في جولتها الأخيرة حين أعلن ديمستورا أن المعطل ( بكسر الطاء) هو وفد النظام وهو المسؤول عن فشل الجولة بامتياز. سوتشي هو رحلة إلى المجهول ويجب أن لا نكون جزءاً منها.

أما على الموقف التركي المتأرجح فهو للأسف يخضع للمصالح القومية التركية والتي لم تكن أن تميل مع الريح الروسية إلا لترد على التحالف الأميركي الكردي الذي ترى فيه تهديداً لأمتها القومي وحدودها الجنوبية واستقرارها.

أما عن الوعود الإقليمية والدولية فأنا أرى أن المعارضة السورية قد حظيت بدعم عربي ودولي لقضيتها ما لم تحظى به أية معارضة أخرى، لكن وللأسف الشديد، لم يتم استثمار هذا الدعم سياسياً ودبلوماسياً وحتى إعلامياً بما يوازي حجم ذاك الدعم. ثم لا ننسى أن هناك متغيرات وتقلبات شديدة حدثت على مؤسسات المعارضة، وهذا الأمر زاد في تشتت جهودها وافتراقها في غير موقع يوم كان المطلوب هو وحدة الصف والرؤية معاً.

أقرأ أيضاً: ستة أسباب رئيسية تدفع بتوقعات سلبية للأزمة السورية في 2018

وتجدر الإشارة إلى أن وكالة أنا برس أطلقت سلسلة من الحوارات المباشرة ما بين سياسيين ومفكرين واكاديميين سوريين مع القراء والمتابعين لبناء جسر بين الطرفين تسهل من خلاله التواصل والاستفسار المباشر عن قضايا الثورة السورية بشقيها الداخلية والخارجية في آن واحد.