جورج صبرا لـ "أنا برس": المعارضة في 2019.. جعجعة بلا طحين

انعطفت الأزمة السورية باتجاه تحولات رئيسية في العام 2019، في ظل العديد من المتغيرات العسكرية والسياسية على نحو تراجعت فيه المعارضة السورية لحساب النظام السوري.

كثيرون توقعوا مع بداية العام 2019 أن يكون هذا العام هو عام إنهاء الأزمة السورية، بخاصة عبر شقها العسكري، إلا أن الواقع على الأرض خالف جميع التوقعات، وازدادت الأمور تعقيدا في ظل التصعيد العسكري على الشمال السوري.

على خلفية تطور المشهد الميداني، وخارطة التوازنات الدولية والإقليمية، فضلاً عن غياب أي أمل بالحل السياسي في الوقت الراهن يمكن الاستفادة منه في بناء عملية سلام، لتخرج سوريا من نفق الأزمة، وصمت المجتمع الدولي عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري من قبل الروس ونظام الأسد،  الأمور مرشحة لكي تزداد تعقيداً للمشهد السوري وهو يودع العام 2019.

يقول المعارض السوري جورج صبرا: تابع الملف السوري في العام 2019 مسيرة تراجعه والتي بدأت في العام 2018 سياسياً وعسكرياً، فاستمرت أعمال القصف والتهجير بشكل ممنهج، وهي الأعمال التي يرتكبها النظام والروس والميليشيات الإيرانية بحق الشعب السوري.

وأوضح صبرا خلال حديثه مع "أنا برس" عبر اتصال هاتفي، ضمن ملف حصاد العام 2019، أن "كل هذا المجازر والقصف تمت تحت غطاء مؤتمر استانة ومؤتمر سوتشي وكذبة الضامنين.. واستمر اجتياح المناطق المحررة على طريقة القضم والهضم و بالتدريج.. وكان ثمن ذلك غاليا وهو فقدان القرار الوطني المستقل".

وأشار صبرا إلى أنه "في هذا العام بدت وبوضوح وبشكل غير مسبوق طبيعة الصراع الدولي والإقليمي وكان مسرحها الأراضي السورية.. بعيداً عن مصالح الشعب السوري.. وبعيداً عن إطار الحل السياسي المطلوب". (اقرأ/ي أيضا: مؤسس الجيش الحر لـ "أنا برس": لا توجد عملية سياسية.. والمعارضة هزيلة لا علاقة لها بالثورية)

ولم يكن لفصائل المعارضة المسلحة إلا الغوص في  الاقتتال البيني والعداوات المصطنعة؛ لأنهم وضعوا أنفسهم كرأس حربة في الحروب بالوكالة التي تجري على الأراضي السورية.. نيابة عن الدول وجيوشها.. والنتيجة تعظيم دور هذه الدول وقواتها على الأراضي السورية.. على حساب الدماء السورية ومصالحهم.

وفي إطار الحل السياسي، أكد صبرا أنه لم تتقدم العملية السياسية أبد.. وكل أعمال هيئة التفاوض السورية ولجنة الدستور ونشاطاتها لم تكن أكثر من جعجعة بلا طحين.. فلا مفاوضات حقيقية جرت خلال عام 2019.. كما أن أعمال الأمم المتحدة السياسية والإغاثية كانت في تراجع مستمر خلال هذا العام. (اقرأ/ي أيضا: مع نهاية 2019.. معارضان سوريان يرصدان لـ "أنا برس" آفاق الحل السياسي)

واعتبر صبرا -في معرض تصريحاته لـ "أنا برس"- أن المشروع الروسي لإعادة تأهيل النظام، محكوم بالفشل حتى لو اعترفت به بعض الدول، لأن نظام الأسد لم يعد نظام حكم، فهو لا يملك أي عنصر من عناصر الدولة والسلطة الوطنية والقانون، فقد تحول إلى تجمع مافيات مسلحة متنازعة، مضيفا أن موسكو حاولت هذا العام مرارا لإعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية ولكنها فشلت.. وستفشل أيضاً بإعادة تأهيل الأسد وتعويمه.