المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

دي ميستورا.. الوسيط المُتهم في نظر طرفي الصراع

 
   
17:34

http://anapress.net/a/211457250981514
591
مشاهدة


دي ميستورا.. الوسيط المُتهم في نظر طرفي الصراع
ديميستورا- أرشيفية

حجم الخط:

على مدار السنوات الأربع الماضية شكّل أداء المبعوث الأممي الخاص في سوريا ستافان دي ميستورا (الذي تولى مهام عمله خلفاً للأخضر الإبراهيمي) لغطاً واسعاً، ما بين مؤيدين يرون أنه نجح في كثيرٍ من الملفات الموكلة إليه بحكم عمله، وآخرون رأوا أنه ينحاز إلى طرف من الأطراف، وأنه يحمل أجندات بعينها، لكنّ اللافت أن دي ميستورا هو مُتهم في كل الأحوال في نظر طرفي الصراع الرئيسيين في سوريا (النظام والمعارضة).

قبيل أيام، وفي حواره مع قناة روسيا اليوم، اتهم وزير خارجية النظام وليد المعلم، المبعوث الأممي، بعدم الحيادية، وقال ما نصّه: "لو كان حيادياً لكانت اللجنة الدستورية تعمل حالياً، والسبب المجموعة المصغرة، وهي الدول التي كانت ومازالت جزءاً من المشكلة في سوريا، وهي أمريكا وبريطانيا وفرنسا والسعودية والأردن ومصر والتي تقودهم الولايات المتحدة"، وهو بذلك يتهم ديميستورا بحمل أجندات تلك الدول وتنفيذها.

بينما الكثير من أطياف المعارضة السورية تتهم المبعوث الأممي بالمماطلة، وحتى الولاء للنظام وخدمة مصالحه، وذلك في خطٍ متوازٍ مع اتهامات دي ميستورا السابقة للمعارضة بأنها "غير واقعية"، بحسب ما نشرته وكالة الأناضول في نهاية العام 2017 عن ديميتسورا الذي طالب المعارضة بأن تكون واقعية، ورأى أنها قد فقدت الدعم الدولي.

دي ميستورا المُتهم من الكثير من الأطراف أعلن عن أنه بصدد تقديم استقاله في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، مخلفًا ورائه جدل لا يكاد ينتهي حول آثار جهوده (إيجاباً أو سلباً) على الملف السوري برمته، وسط تساؤلات حول خليفته في الفترة المقبلة.

جرائم

الكاتب والمحلل السوري، يرى أن ديميستورا "أنجز مهمته بتغطية الجرائم وتمييع قضية السوريين"، بحسب وصفه على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وشدد على أنه "قد يتم استبداله بالعودة للبدايات باختيار مبعوث عربي يشبه الدابي ليلملم الأوراق بلمساته العربية الأنيقة بدفن الشعوب حية، ويعلن عبر الأمم المتحدة وجامعة العرب دخول قادة العالم إلى حظيرة الأسد؛ لتكتمل سلسلة المعابر البرية والجوية والبحرية والسياسية.. إنه ببساطة إعلان العصر الذهبي لانحطاط القيم عبر أهم منبر دولي".

بينما على النقيض، فإن نائبة رئيس تيار بناء الدولة السورية منى غانم، قد أكدت أن دور ديميستورا كان إيجابيًا، وأن سوريا تسير في طريق التعافي، مشددة على أن المبعوث الأممي "بدأ مهمته بطرح مشروع تجميد الصراع في حلب، وها هو ينهي ولايته و قد أنجز الاتفاق الدولي حول إدلب آخر المناطق الملتهبة في سوريا.. ينهي مهتمه وقد تم تفكيك كل الفصائل الجهادية والإسلامية و يتم العمل على وضع مسار العملية الدستورية التي من المفترض أن تمهد للحل السياسي الذي يضمن عودة السوريين إلى بلادهم".

إنجازات

وتابعت، في تدوينة لها عبر "فايسبوك" قائلة: "في الوقت الذي كانت تتم فيه كل هذ الخطوات في مسار الأستانة، عمل السيد دي مستورا وبشكل جدي على دعم النساء في العملية السياسية من خلال إنشاء المجلس الاستشاري النسائي لتكون بذلك خطوة سابقة وتجربة مميزة في مسيرة الأمم المتحدة في عمليات بناء السلام.. كما عمل دي مستورا على محاولة إشراك المجتمع المدني في العملية السياسية في جنيف، ورغم صعوبة هذا الأمر في واقع الاستقطاب السياسي فلقد شاركت المنظمات السورية المدنية في اللقاءات في محاولة لرأب الصدع بينها".

ولكن الشيء الأساسي الذي كان بإمكانه أن يكلل مسار جهود ديمستورا  بالنجاح –بحسب غانم- لو أنه عمل على أن الحل في دمشق، و فقط من دمشق، إذ لا إمكانية لأي عمل سياسي ناجح خارج دمشق، وفق غانم التي قالت: "آمل أن يدرك المبعوث الأممي القادم هذه الحقيقة فنعود جميعا إلى دمشق".

ولربما هذا التباين في الآراء ما بين مهاجمٍ قاسٍ ومدافع قوي عن "إنجازات" الوسيط الأممي، يرصد جانباً من اللغط الذي أثاره الرجل خلال السنوات الأربع الماضية.