http://anapress.net/a/205766646943110
انتشار كبير لتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية في الريف السوري المحرر في ظل الانقطاع التام للكهرباء عن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام منذ أعوام مضت، فكان لابد من إيجاد حلّ بديل يوفر الكهرباء ويساعدهم على الاستمرار.
محافظة إدلب نموذج لاستخدام عشرات الطرق البديلة التي عوضتهم عن كثير من الخدمات التي كانوا ينعمون بها سابقاً وفقدوها في ظلّ الحرب المستمرة منذ ستة أعوام، فلم يكن من السهل على الانسان بعدما اعتاد الحضارة والتقنية أن يعود به الزمان للخلف ويستعيض عن الكهرباء بالشمعة والماء بالدلو والاتصالات بالرسائل، فكان لا بد من استخدام وسائل بديلة تعطي الخدمات ذاتها.
منذ أكثر من أربعة أعوام ومحافظة ادلب بالكامل تغوص في ظلام الليل الحالك الذي قطعت الحرب عنهم الكهرباء إما بفعل القصف الذي استهدف محطات الكهرباء التي تغذي مناطقهم أو عن طريق القطع المتعمد من قبل النظام والنتيجة واحدة، بدأت العملية باستخدام المولدات التي لم توفر نتيجة مرضية بسبب تكاليف تشغيلها وكثرة أعطالها، وانتقالاً إلى توليد الكهرباء باستخدام المراوح الهوائية التي بدورها لم تكن بالدرجة المرضية لأن المروحة تحتاج إلى هواء مستمر لتحريكها ومحافظة ادلب ليست من المناطق الجبلية أو الساحلية التي تتوفر فيها الرياح على الدوام.
آخر ما تتم التوصل إليه من تجارب توفر الكهرباء، كانت ألواح الطاقة الشمسية التي انتشرت بشكل كبير جداً في المناطق الشمالية المحررة ولاقت قبولاً وزيادة كبيرة في الطلب كونها أثبتت فاعليةً أفضل من سابقتها بكثير، وعن آلية عملها يتحدث "مصطفى الأحمد" ممن يقوم بتركيبها والعمل بها يقول: "ألواح الطاقة الشمسية لها مقاسات مختلفة واستطاعات أيضاً فمنها يعمل باستطاعة 12 فولط يوصل على بطارية واحدة ومنها باستطاعة 24 فولط يوصل على بطاريتين معاً، وللألواح عدّة مقاسات بدءاً بـ 50 واط و100 و150 و250 واط حسب رغبة المشتري، يتم وضع اللوح في منطقة معرّضة لأشعة الشمس والضوء ويُوصل اللوح على البطارية بواسطة كابل ليقوم بتزويدها بالشحن، وهذا يوفر الكهرباء في البطارية باستمرار التي يتم وصل محول كهربائي عليها واستخدام الكهرباء في أي مجال".
لم يقتصر استخدام الطاقة الشمسية على المنازل في ادلب وانما تعداه للمنشآت العامة والمعامل وغيرها عبر زيادة عدد الألواح والبطاريات حسب الحاجة للكهرباء وربط الألواح ببعضها وتثبيتها على جسم معدني يتحرك بآلية "التتبع الشمسي" التي تعمل على محرك صغير يحرّك الألواح باتجاه الشمس طوال النهار ما يوفر الكهرباء بكميات كبيرة.
ليست الطاقة الشمسية باختراع جديد أو استخدام وليد في المناطق المحررة وانما الحديث عن الانتشار الواسع الذي حظيت به في الآونة الأخيرة بسبب الانقطاع التام للكهرباء والحاجة إلى البديل فكانت الطاقة الشمسية الطريقة الأنفع والأفضل بدون أي كلفة تذكر توفر الكهرباء باستمرار دون عناء.