المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

حالة وفاة جديدة في مخيم الركبان.. والوضع "خارج السيطرة"

 
   
15:25

http://anapress.net/a/196273406886053
495
مشاهدة


حالة وفاة جديدة في مخيم الركبان.. والوضع "خارج السيطرة"
مخيم الركبان- أرشيفية

حجم الخط:

شهد مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية حالة وفاة جديدة، في ضوء الظروف الصعبة التي يواجهها أهالي المخيم المحاصرين منذ أكثر من شهر، وانعكاسات ذلك بصورة مباشرة على الوضع الطبي والصحي داخل المخيم.

وتوفت يوم أمس فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا، بعد أن تمكن منها المرض مع عدم توافر الأدوية المناسبة لعلاجها داخل المخيم، بحسب ما أكده المدير الطبي بالمخيم يزن عليوي.

وكانت الفتاة تعاني من الجفاف الناتج عن الإسهال، أودى بها ذلك إلى الوفاة؛ نتيجة عدم توافر الأدوية والغذاء المناسب، وهو ما يعكس مدى المعاناة التي يعيشها أهالي المخيم.

وبحسب المعلومات المتوافرة عن الفتاة، فهي تنحدر من أصول حمصية وتعيش في درعا، وانتقلت مؤخراً إلى مخيم الركبان وعائلتها هاربين من نظام الأسد والأفرع الأمنية بعدما تعذر عليهم الخروج خارج سوريا، واستقروا داخل المخيم مع ما يقارب 1500 عائلة محاصرة تنقطع عنهم الأغذية والدواء وفرق المساعدة والرعاية الطبية.

تدهور

ووفق ما أكده عليوي لـ "أنا برس"، فإن "المزيد من الحالات الصحية تتعرض للتدهور بشكل يومي، من بينهم أطفال وكبار في السن.. لا يمكن السيطرة على الحالات التي لدينا لعدم توفر الإمكانيات اللازمة لذلك".

وشدد على أن مرض الفتاة لم يكن خطيرًا، فقد كان مجرد إسهال نتج عنه إصابتها بالجفاف، وأمام الواقع الذي يشهده المخيم والظروف الصعبة التي لا يتوافر فيها الطعام والأدوية المناسبة، أدى ذلك كله إلى وفاتها.

ويذكر أن ناشطين بمساعدة إدارة مخيم الركبان أصدروا بياناً –نشروه عبر صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي-  موجهاً إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيرش" ومدير عام منظمة يونيسف، وأمين عام مجلس حقوق الإنسان، شددوا خلاله على أن الأوضاع الإنسانية تفاقمت بعد استمرار حصار النظام للمخيم لأسابيع، ما أدى لارتفاع حالات الوفاة الناتجة عن سوء التغذية وفقدان الرعاية الطبية.

ووفق البيان، فإن "خيم النازحين تحولت إلى قبور مؤقتة لهم"، وأعلنوا أن مخيم الركبان منطقة منكوبة، وأن آلاف الأطفال والنساء عرضة للموت بشكل يومي بسبب انعدام المبادرات وانسداد أفق الحلول.

مساعدات

وأعلنت الأمم المتحدة، يوم أمس الخميس، عن التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري حول "إدخال مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان على الحدود مع الأردن" الذي يخضع لحصار النظام منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي، ويشهد أوضاعاً إنسانية صعبة.

وقال منسق الشؤون الإنسانية في سوريا علي الزعتري، في بيان له، إن الاستعدادات جارية لإدخال قافلة إلى مخيم الركبان. وحدد ذلك "في غضون الأسبوع المقبل، بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري". وشدد المسؤول الأممي في السياق ذاته على أن "القافلة سوف تقدم مساعدات إنسانية تكفي لنحو 50 ألف طفل وامرأة ورجل، محاصرين داخل المخيم". 

 الوضع سيزيد سوءاً بالنسبة لما يقدر بـ 45 ألف شخص، من بينهم الكثير من الأطفال، مع حلول أشهر الشتاء الباردة
 كابلان

وقبل أيام، سلطت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، الضوء على معاناة آلاف العالقين في منطقة الركبان، وعلى وقع المصاعب التي يواجهونها في ظل الأوضاع الراهنة التي أدت لتدهور الحالة الصحية للكثيرين.  (اقرأ/ي أيضًا: عن المأساة في مخيم الركبان.. "فاطمة" تخشى مصير أقرانها).

ودعت المنظمة في بيان لها،  أطراف النزاع في سوريا إلى السماح بوصول الخدمات الصحية لعشرات آلاف السوريين العالقين في منطقة الركبان على الحدود الأردنية السورية، محذرة من تدهور أوضاعهم. ونقل البيان عن المدير الإقليمي للمنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خيرت كابالاري: "مرة أخرى، تعود اليونيسف لتناشد جميع أطراف النزاع في سوريا والذين لهم نفوذ عليهم، لتسهيل وصول الخدمات الأساسية والسماح بها، بما فيها الصحية، إلى الأطفال والعائلات، إنها كرامة الإنسان في حدها الأدنى".

وأوضح، بحسب الصادر قبيل أيام، أنه "في الساعات الثماني والأربعين الماضية، توفي طفلان آخران، طفل عمره 5 أيام وطفلة عمرها 4 أشهر، في الركبان، الواقعة قرب الحدود الشمالية الشرقية للأردن مع سوريا، حيث الوصول إلى مستشفى غير مُتاح". (اقرأ/ي أيضًا: مصير المعابر الحدودية بين سوريا والأردن). وأشار إلى أن "الطفلين من منطقة الركبان هما ضمن العديد، بل العديد جداً من الأطفال في سوريا والمنطقة، الذين لقوا حتفهم في نزاع لا ذنب لهم فيه، ولا مسؤولية على الإطلاق". (اقرأ/ي أيضًا: مأساة إنسانية في مخيم الركبان).

وحذرت اليونيسف في وقت سابق من أن "الوضع سيزيد سوءاً بالنسبة لما يقدر بـ 45 ألف شخص، من بينهم الكثير من الأطفال، مع حلول أشهر الشتاء الباردة، خاصةً عندما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمد، وفي ظروف صحراوية قاسية". وبحسب تقرير للأمم المتحدة صدر منتصف العام الماضي فإن أعداد السوريين العالقين في منطقة الركبان تراوح بين 45 و50 ألف شخص.