المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

سيناريوهات ما بعد الانسحاب الأمريكي.. منبج وشرق الفرات إلى أين؟

 
   
10:00

http://anapress.net/a/188331411407272
498
مشاهدة


سيناريوهات ما بعد الانسحاب الأمريكي.. منبج وشرق الفرات إلى أين؟
ترامب- أرشيفية

حجم الخط:

تسارعت الأحداث والتحرّكات على المستويين الدولي والإقليمي بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قرار انسحاب القوّات الأميركيّة من شرق الفرات في سوريا؛ فقوّات سوريا الديمقراطيّة "قسد" توجّهت نحو نظام الأسد لعقد صفقاتها معه، فيما توجّهت تركيا نحو روسيا للتفاهم حول مصير مدينة منبج، بينما زار وفد عسكري من ضبّاط إماراتيين ومصريين مدينة منبج السوريّة -بحسب ما نشره موقع ديبكا الإسرائيلي وتناقلته مواقع وقنوات فضائيّة عربيّة وعالميّة- في إشارة لدور عربي أيضاً في تلك التحركات.

وتأتي تلك التحركات في إطار التسابق حول ملئ فراغ أميركا في سوريا، والتداعيات الميدانية والسياسية التي يسفر عنها قرار الانسحاب الأميركي الذي قلب المعادلات رأساً على عقب في اللحظات الأخيرة بالشهر الأخير من العام 2018.

وحول السيناريوهات المطروحة بعد الانسحاب الأميركي قالت الباحثة في الشأن السياسي روان الرجولة، إنّ "الانسحاب الأميركي هو أمر حتمي، إنما قد يختلف التوقيت وهو أمر تكتيكي يعود للبيروقراطية الدفاعية في البنتاغون.. هو ليس بالأمر الصدفة التي تحدث عنه الجميع، ولكن يأتي ضمن إعلان مسبق للرئيس الأميركي في منتصف 2017".

ويأتي الإعلان -بحسب الرجولة- عن الانسحاب الأميركي من سوريا ضمن رؤية أوسع للسياسة الأميركية التي بدأت في أيام الرئيس السابق باراك أوباما والتي أبدت اهتماماً اقل بمنطقة الشرق الأوسط والانسحاب التدريجي من المنطقة للتركيز على أماكن أخرى أكثر أهمية للاقتصاد العالمي.

ورأت أن "الوجود العسكري الأميركي المتمثل بـ 2000 عسكري أميركي هو رسالة عسكرية تعني الوجود ولكن ليس للبقاء وإنما للمحاصصة (البازار أو المناكفة)، وهو الأمر الذي التقطته روسيا، إذا أن ترامب لم يزد من أعداد العسكريين على الأرض وإنما اكتفى بعمليات عسكرية محدودة وتكليف إسرائيل بضربات جوية محددة تستهدف مواقع إيرانية بالتنسيق مع روسيا".

منبج

وفيما يخصّ منبج قالت الباحثة إنّ منبج لم تكن مشكلة إلى أن جاء الأميركي داعما للميليشيات الكردية أو قوات قسد والآن مع انتفاء الأسباب التي أدت إلى أن تصبح منبج في واقع معقد، مردفة: "لا أعتقد بأن منبج ستصبح عقدة وإنما ستكون مشمولة باتفاق أوسع.. هذا الاتفاق ضمن خارطة منبج التي من المفترض أنه تم العمل عليها بين الأطراف التركية والأميركية، ويبقى السؤال الأهم الآن هو من سيقوم بتمويل عمليات إعادة الاعمار في منطقة شرق الفرات علما أن العقوبات الدولية ستكون عائقا كبيرا في حال تم تسليم هذه المناطق مباشرة لقوات النظام".

وأضافت أنّه "من المحتمل جداً أن نرى عودة مؤسسات النظام -التي لم تذهب كلها- إلى المنطقة مع تواجد روسي متمثل بالشرطة العسكرية الروسية، وهو الأمر الذي تقبل به تركيا وهو العودة الى الحدود ما قبل العام 2011 وتفعيل معاهدة أضنة وتحديد منطقة منزوعة السلاح، وهو الأمر الذي دفع تركيا لبناء جدار عازل بطول 700 كم إلى الآن، لكن يبقى السؤال في حال انسحبت أميركا وقوات قسد والبي واي دي من منطقة شرق الفرات واختفاء هذا التهديد للأمن القومي التركي، ماذا سيكون مصير القوات التركية في ادلب وما هو نفوذ تركيا في مناطق درع الفرات؟ ما هي الحجة الشرعية أو القانونية لتواجدهم؟ وكيف ستكون ديناميكية العلاقة مع روسيا؟ هذا الامر من المرجح أن يكون صلب النقاشات في الاجتماع المقبل في أوائل العام 2019".  (أنباء عن تمديد مهلة انسحاب القوات الأميركية من سوريا)

فيما رأى الباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي، أنّه لابدّ من لفت الانتباه إلى أنّ الإدارة الأميركية الحالية تريد اتخاذ مقاربة أو آليات جديدة في سبيل حماية مصالح الولايات المتحدة بسوريا والمنطقة، وذلك عبر سياسة "ملء الفراغ" أو سياسة "خلق الفراغ" في حال أتمت انسحابها العسكري، وكلتا الآليتين تسهمان بشكل أو بآخر بأحد معاييرهما في الضغط على تركيا واحتواء أو تطويع سياساتها الخارجية والداخلية التي تتعارض مع مصالح واشنطن الاستراتيجية وأمنها القومي.

ملء الفراغ

وأضاف، في تصريحات لـ "أنا برس"، أنّ ملء الفراغ يعني محاولة الإدارة الأمريكية التعويل على دور عربي وظيفي شرق الفرات للتأثير على سياسات تركيا إلى جانب إيران. وبطبيعة الحال لن يساهم هذا الدور إلا في سياق الضغط والتأثير وغالباً لن يتجاوزه.

ورأى أن الدول العربية تشاطر رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في الضغط على تركيا لأنها تريد الرد على سياسات هذه الأخيرة داخل الخليج العربي والتي تقف إلى جانب قطر وتعترض على مساعي التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضدها.

وتابع العاصي أنّه لا يبدو أن أمام تركيا سوى احتواء التدخل العربي أو العمل على الحد من مستوى التأثير والضغط الذي قد تدفع باتجاهه تلك الدول، وربما يكون عبر التركيز على بعض المناطق الحيوية في الشريط الحدودي التي تساهم في عزل مناطق سيطرة وحدات الحماية الكردية.

ويبدو أن القرار الأميركي بالانسحاب من سوريا لن يكون له أي وقع أو تداعيات حقيقية إلا إذا دخل حيز التنفيذ الفعلي، وستبقى كل السيناريوهات والاحتمالات ضمن إطار التكهنات والفرضيات ما لم يكن هناك انسحاب كامل على أرض الواقع، بخاصة بعد ما تداولته تقارير إعلامية اليوم نقلا عن "نيويورك تايمز" بشأن اعتزام زيادة مهلة خروج القوات الأميركية من سوريا إلى أربعة أشهر. (أبرز دلالات الرسائل الأميركية الأخيرة: لن نترك الساحة لإيران في سوريا) 




كلمات مفتاحية