http://anapress.net/a/187784800627584
ارتفع عدد ضحايا مجزرة الغازات السامة في مدينة خان شيخون بريف ادلب الجنوبي إلى 100 قتيل وأكثر من 400 مصاب بحالة اختناق عقب استهداف المدينة صباح أمس بالغازات السامة التي تلاها قصف جوي عنيف بالصواريخ الفراغية لم تهدأ وتيرته حتى اللحظة بالتزامن مع مجازر مشابهة طالت عدداً من مدن وبلدات المحافظة.
قامت المقاتلات الحربية من طراز سوخوي 22 عند الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الثلاثاء 4 أبريل/ نيسان، باستهداف الحي الشمالي لمدينة خان شيخون بثلاث غارات جوية بالصواريخ المحملة بالغازات السامة التي شكّلت حفرة صغيرة في الأرض بدأت تخرج منها أدخنة سوداء أدت إلى حالات اختناق هائلة في صفوف المدنيين عجزت فرق الدفاع المدني والمستشفيات والطواقم الطبية عن تقديم المساعدة لهم لكثرة الأعداد.
ولدى زيارة النقاط الطبية التي استقبلت المصابين في ريف إدلب شاهدنا مناظر مؤلمة يندى لها الجبين لهول المنظر، المئات ملقون على الأرض هنا وهنا في غرف العمليات في ممرات المشافي حتى في الساحات يقوم المسعفون بالضغط على الصدر ورشّهم بالماء وما هي إلا دقائق حتى يتم سحب المريض إلى الزاوية التي تضم من فارقوا الحياة، حيث كانت ساحة مشفى الرحمة تضم العشرات منهم.
والطيران الحربي لا يغادر الأجواء ويستهدف المدينة بين اللحظة والأخرى وكلما اقترب الطيران يهرع المسعفون للاختباء وترك المصابين في الساحة بلا حول ولا قوة ثم يعودون بعد ابتعاد الطائرة، حيث كان المشفى داخل كهف وأمامه غرفة يوضع فيها المصابون الذين يفارقون الحياة، إلا أن آخر غارات الطيران الحربي على المدينة استهدفت المشفى ومركز الدفاع المدني بشكل مباشر وتهدمت تلك الغرفة فوق جثث الموتى ليكون موتهم مرتين، وإعلان خروج المشفى ومركز الدفاع المدني عن الخدمة بعد استهدافهما بخمس غارات جوية.
وفي لقاء خاص لـ "أنا برس" مع وزير الصحة في الحكومة المؤقتة الدكتور "فراس الجندي" أشار إلى أن أكثر من مائة مدني قضوا في مجزرة خان شيخون بينهم 23 طفلاً و15 امرأة، إضافة إلى 400 إصابة معظمهم يعاني من أعراض الإصابة بالغازات السامة وهي "حدقات دبوسية واختلاجات وخروج اللعاب من الفم وارتفاعا في النبض"، وقد توزع المصابون على عموم مشافي محافظة ادلب وفتحت تركيا معبر باب الهوى الحدودي أما الحالات الإسعافية التي دخلت العشرات منها ممن عجزت الفرقة الطبية في الداخل عن تقديم المساعدة لهم.
كما نوه الجندي إلى الصمت العربي والعالمي حيال هذه المجازر فالعشرات من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء قضوا خنقاً وهم نيام دون أي تنديد لا عربي ولا عالمي حول القضية مما يبرهن على أن العالم أعطى الشرعية المطلقة للنظام لإبادة الشعب وارتكاب المجازر بحقه بالطرق التي يريدها.
وقد أشار الأطباء إلى أن بعض الحالات التي توفيت ربما تعود للحياة بعد ساعات، لأن القلب لا يتوقف في مثل هذه الحالة بشكل كامل وانما يصيبه بطئ كبير في النبض لا تكشفه أدوات الأطباء البسيطة هذه، ولذلك أوصى الأطباء ذوي الضحايا بإبقائهم لساعات وانتظار معجزة تعيدهم للحياة مرة أخرى.
هذا فيما أصيب خلال المجزرة أربعة من النشطاء الإعلاميين أثناء تغطيتهم للأحداث هناك وهم " عبد قنطار، عبد القادر البكري، أنس الدياب، محمد الدغيم" بحالات اختناق نقلوا على إثرها للمشافي الطبية، كما أصيب عدد من عناصر الدفاع المدني وطواقم الإسعاف خلال محاولتهم اسعاف المصابين بحالات الاختناق.
ولتشتيت الأنظار عن مجزرة خان شيخون وفتح المجال للحديث عن غيرها ارتكب النظام مجزرة أخرى في مدينة جسر الشغور بالريف الشمالي الغربي بعد استهداف حي الصناعة بعدد من الصواريخ التي خلّفت 7 قتلى وعدد كبير من الجرحى استمرت فرق الدفاع المدني لساعات في انتشال الضحايا من تحت الأنقاض حيث أصيب أثناء عمليات رفع الأنقاض الناشط الإعلامي "هادي خراط" أحد كوادر الدفاع المدني في جسر الشغور.
أما في مدينة سلقين التي كان لها وقع أكبر من حيث عدد الضحايا بعد استهداف الطيران الحربي الروسي لمسجد الروضة وسط المدينة والأبنية المحيطة بها، خلف مجزرة مروعة وسط المدينة راح ضحيتها حتى الساعة 23 شهيداً، بينهم 14 طفلاً، و 5 نساء، فيما بقيت عائلتان تحت الأنقاض استمرت فرق الدفاع المدني في العمل على انتشالهم حتى الصباح.
كما قتل طفلان بقصف صاروخي من راجمات الصواريخ في جورين على قرية قوقفين بجبل الزاوية، وجرح عدد من المدنيين من الطائفة الدرزية بقصف جوي استهدف قرية كفتين بريف إدلب الشمالي، تعرضت بلدة الهبيط ليلاً لقصف جوي من الطيران المروحي ببرميلين يحويان غاز الكلور السام، خلف حالات اختناق في عائلتين غالبيتهم من الأطفال والنساء، كما تعرضت مدينة سراقب ليلاً لقصف جوي من الطيران الحربي الروسي، خلفت أربعة قتلى " ام وأطفالها الثلاثة" إضافة لعدد من الجرحى، في حين استهدف الطيران الحربي الروسي مدينة جسر الشغور وأطراف الهبيط وبلدات الريف الجنوبي بعدة غارات.
