http://anapress.net/a/184254199525132
لم تشفع لقاسم طفولته؛ فصاروخ حربي غادر قتل الأم وأودى بالطفل في غرف المشافي.. تعرض "قاسم" البالغ من العمر سنتين لتشوه في الوجه وخسارة بفكه العلوي بينما لديه الآن صعوبة في التنفس والأكل دون القدرة على العلاج داخل الغوطة الشرقية المحاصرة من نظام الأسد.
يرعى "كريم" والده وجدته.. يحاولان الحفاظ على حياته ريثما يستطيعون إخراجه من داخل الحصار المفروض على الغوطة لتلقي العلاج.. 400 ألف مدني محاصر بغوطة دمشق بينهم قاسم ومائتي حالة صحية بحاجة للعلاج تنتظر الموافقة على الخروج للحفاظ على حياتهم.
هل يستطيع حنان الأب أن يُغني الطفل عن حنان والدته؟ في وصف دقيق لحادثة إصابة قاسم يقول والده: "منذ ٢٥ يومًا تقريبا خرج قاسم مع والدته من المنزل في أجواء هادئة، بعد لحظات وبشكل مفاجئ استهدف الطيران الحربي الطريق العام، مكان وجودهم بصاروخ شديد الانفجار أدى لوفاة والدته على الفور وإصابة قاسم إصابة كبيرة جدا ًوفقد أجزاء كبيرة من عضم الوجه".. وأوضح أن ابنه فقد الحنان الذي كان يستمده من والدته، ويتمنى الخروج السريع لابنه لتلقي العلاج ليتعافى مما أصابه.
الطبيب عثمان المشرف على علاج قاسم أكد لـ "أنا برس" صعوبة متابعة علاج قاسم في مشافي الغوطة وقال "إن حالة الطفل لا ترضي صديق ولا عدو للأسف؛ فهو بعمر السنتين بريعان طفولته وحالته النفسية متدهورة جداً، وحتى الكلام لم يعد كما كان قبل الاصابة فتأثر مجال النطق لديه".
أكد الطبيب عثمان أن حالة الطفل لم تعد بحاجة لعلاج طبي فقط، وإنما بحاجة لرعاية نفسية من مختصين لكي يعود الطفل إلى وضعه السابق.
تعتبر حالة الطفل قاسم واحدة من مجمل الحالات التي هي بحاجة فعليه لإجلاء فوري من داخل الغوطة الشرقية لتلقي علاج سريع ومناسب، فهناك تأكيد من الاطباء أن قاسم وغيره من الأطفال والكبار مصابي الاورام الخبيثة والامراض المزمنة، هم الآن يوضع حرج جدا وبحالة خطرة.
قطر الندى نموذجًا
توفت الطفلة قطر الندى قبل وصول الموافقة بخروجها لتلقي العلاج قبل عدة أيام، يفاجئ الأطباء والهلال الأحمر عند ذهابهم لمنزل الطفلة قطر الندى لإخبارهم بالحصول على الموافقة بخروج الطفلة للعلاج بأنها فارقت الحياة منذ أيام.
هذا حال مجمل المصابين والمرضى في الغوطة فهم اليوم بيننا ينتظرون خروجهم لتلقي العلاج أو ربما نفقد المزيد منهم فالتاريخ يسجل فما وفاة الطفلة سحر والطفل حسين وقطر الندى ببعيد.
