ثورتا الأرز والزيتون.. تعاطف وهتافات مشتركة

خرج أهالي محافظة إدلب، أمس الجمعة، بمظاهرات عبروا من خلالها عن تضامنهم مع الانتفاضة الشعبية في لبنان ضد الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد.

ورفع المتظاهرون السوريون في إدلب العلم اللبناني إلى جانب "علم الثورة السورية"، والعلم المصري والعراقي؛ تعبيراً عن تأييدهم ودعمهم للحراك الشعبي في البلدان التي بدأت بربيعها العربي من جديد.

لافتات وجداريات

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا تظهر رسومات جدارية في محافظة إدلب، تؤيد الاحتجاجات المشتعلة ضد نظام الحكم في لبنان.

الرسام عزيز الأسمر، من مدينة بنش في إدلب، رسم لوحة جدارية تضامنية مع لبنان، سماها "ثورة العطر"، وتظهر الجدارية علبة عطر مصحوبة بعبارة "من إدلب إلى بيروت عطر الثورة لا يموت"، وعاد ليرسم مجدداً جدارية حملت صورة رئيس الوزراء اللبنانيين "سعد الحريري" وعبارة بجانبها "من بنش إلى لبنان ثورة ضد الطغيان".

جدارية أخرى في مدينة سراقب جنوبي إدلب، للرسام الكاريكاتير السوري "بلال موسى"، حيث قام برسم علم لبنان على أحد الجدران في مدينة سراقب، من ثم قام باستبدال الشجرة بباقة زهور حقيقية يحملها بيده، تعبيراً عن موقفه المؤيد للثورة اللبنانية.

وفي معرة النعمان جنوبي إدلب، حمل المتظاهرون لافتات مؤيديه للانتفاضة في لبنان ومناهضة للسياسيين ورئيس حزب الله اللبناني بعبارت جاء فيها: (أهلنا في لبنان الطاغية بشار وقادتكم ولدوا من رحم واحد)، (حسن نصر الشيطان مقاومتك ضد حرية اللبنان).

أما مدينة إدلب؛ فرفع فيها المتظاهرون أعلام الثورة السورية بجانب اعلام لبنان ومصر والعراق، ورددوا شعارات مناهضة لزعماء الحكومات العربية في المناطق التي تشهد انتفاضة شعبية في وجه السياسيين والنظام الحاكم.

تعاطف مشترك

في المقابل، تداول نشطاء شريط فيديو، يظهر الحشود اللبنانية وهي تهتف لـ "الثورة السورية" وتتغنى بشعاراتها، في صورة تعكس تضامن المحتجين في لبنان مع الثوار في سوريا.

وهتف المتظاهرون ليلة أمس، من وسط ساحة الشهداء في بيروت، (يا سوريا نحن معاكي للموت)، وفي طرابلس (يا ادلب طرابلس معاكي للموت)، فيما ردد آخرون شعارات كثيرة تضامنا مع اللاجئين السوريين، منها "لاجئين جوا جوا.. باسيل برا برا" في إشارة إلى وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، الذي أعلن سابقًا عن عزمه زيارة دمشق للقاء الرئيس الأسد.

وحمل المتظاهرون في بيروت اللبنانية لافتة متضامنة مع مدينة كفرنبل السورية، كتب عليها (يسقط كل شيئ.. من بيروت الى كفرنبل)، كرد على لافتة مدينة كفرنبل التي تضامنت مع لبنان عام ٢٠١٥، وكتب ناشطو المدينة على اللافتة "لبيروت من دم قلوبنا سلام لبيروت.. من ثورة الحقيقة لثورة الكرامة ينكشف الليل ليبتسم لبنان".

قاشوش حماه في لبنان

خلال المظاهرات التي عمت معظم المدن اللبنانية الانتفاضة الشعبية في وجه السياسيين، تداول نشطاء سوريون ولبنانيون تسجيلاً مصوراً لشاب لبناني يقود المظاهرات الاحتجاجية في منطقة زحلة اللبنانية على الحان وطريقة قاشوش الثورة السورية وأظهر التسجيل ترديد قاشوش لبنان، هتاف (يالله ارحل ميشيل عون)، وسط جموع من المحتجين اللبنانيين، في إشارة إلى الرئيس اللبناني.

والقاشوش هو لقب المنشد عبد الرحمن فرهود ابن مدينة حماة الذي اشتهر خلال المظاهرات المليونية في مدينة حماة بهتافاته واغانيه المشهورة المناهضة للأسد ونظامه كان أهمها (يلله ارحل يابشار.. جنو جنو البعثية).

وتشهد المظاهرات اللبنانية تعاطفاً واضحاً بين المتظاهرين اللبنانيين والثورة السورية برموزها وأهدافها وحتى هتافاتها وأغانيها، كما يبدي المتظاهرون تعاطفاً كبيراً مع اللاجئين السوريين في لبنان، والذين تعرضوا للعنصرية من بعض الأحزاب والشخصيات والأجهزة الإعلامية اللبنانية.