http://anapress.net/a/151030791238432
كشف مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية، أن الولايات المتحدة لديها أدلة على أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أقام محرقة للجثث قرب سجن صيدنايا.
وقال ستيوارت جونز القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في وثائق استخباراتية رُفعت عنها السرية حديثاً، إن واشنطن تعتقد الآن أن النظام السوري أقام محرقة للجثث في مجمع سجن صيدنايا يمكنه التخلص من جثث المعتقلين بأقل الأدلة. ورجّح جونز أن المسؤولين في سجن صيدنايا العسكري يقتلون ما لا يقل عن 50 معتقلاً يومياً، مضيفاً: رغم أن الفظائع العديدة للنظام الموّثقة بشكل جيد، نعتقد أن بناء المحرقة هو محاولة لتغطية حجم عمليات القتل الجماعي التي تحدث في سجن صيدنايا
وأكد جونز إنه “منذ عام 2013، عدل النظام السوري أحد أبنية مجمع صيدنايا ليصبح قادرا على احتواء ما نعتقد أنها محرقة”، في إشارة إلى السجن العسكري الواقع شمال دمشق. يبقى التساؤل: ما هو السبب الذي دفع واشنطن الانتظار كل هذه الأعوام لتقديم هذا الدليل؟ ولماذا بهذا التوقيت؟؟
يقول الأمين العام لحزب التضامن عماد الدين الخطيب لـ "أنا برس": على ما يبدو ان الاجتماعات بين لافروف وزير الخارجية الروسية مع ترامب ووزير الخارجية الأمريكي تيلرسون لم ترق إلى التوافق في الحدود الدنيا حول إنهاء الصراع في سوريا ولا سيما خروج الاسد من السلطة، ما دفع الولايات المتحدة الامريكية كما يرى الخطيب للبحث عن وسائل ضغط بديلة على روسيا من خلال التأكيد على انتهاك نظام الاسد لحقوق الانسان وتشميل تلك الانتهاكات بجرائم حرب.
هذه الاتهامات -كما يؤكد الخطيب- تؤكد اعتماد الادارة الامريكية سياسة العصا والجزرة تاركة المجال امام روسيا للتحرك بالاستجابة للرؤى الامريكية لتخفيف الضغط والهجوم على النظام.
ويعتقد الخطيب بأن هناك تحركًا أمريكيًا قادمًا لم تتضح معالمه وذلك بعد زيارة ترمب للسعودية وعقد اجتماع مع زعماء دول عربية واسلامية مناهضة للمشروع الايراني في المنطقة.
وبدوره يقول الخبير الاستراتيجي منذر الديواني لـ "أنا برس": باتت أمريكا تستخدم أسلوب الضغط وخاصة مع بدء مفاوضات جنيف لتكون ورقة ضغط على روسيا التي تعتبر الداعم القوي لنظام اﻷسد. مردفًا: هي ورقة ضغط على الروس ﻹيقاف التدخل اﻹيراني في سوريا وليبقى فقط على الساحة السورية اﻷمريكان والروس بحيث تستفيد روسيا من الاتفاقيات التي وقعتها مع النظام من أجل استثمار الغاز في الساحل السوري وتتمكن أمريكا من وصل المنطقة النفطية الممتدة من الموصل إلى التنف مروراً بالرقة بوجود جندي جديد يتبع لها (وحدات الحماية الكردية).
وبدوره يقول الكاتب والصحفي السوري أحمد مظهر سعدو لـ "أنا برس": لا يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية بغافلة في السابق عما يجري للشعب السوري من قتل واجرام أسدي على مدى عمر النظام الاسدي الحاكم في سوريا. ويوضح أن القتل الممارس في السجون تعرفه الإدارة الأميركية تفصيلًا وتعرف كل صغيرة وكبيرة، أما لماذا تكشف الآن عن وجود محرقة داخل سجن صيدنايا سيء الصيت، فهذا يتعلق بجنيف وبجرعة زائدة من الضغط على الروس وهم يقومون حتى الآن بالإشراف على استانا قبلًا وجنيف حاليًا.
ويشير سعدو إلى أن هذا الكشف هو فعل سياسي بامتياز، وليس عملًا حقوقيًا او قانونيًا غايته محاكمة الأسد دوليًا أي في الجنائية الدولية او سواها. هم يعرفون كل أفاعيله واجرامه، فكيف يترك هذا النظام يرتكب المذبحة تلو المذبحة، دون محاسبة او رقيب.
ويختم حديثه قائلاً: أعتقد بأن الإدارة الأميركية ماتزال غير جادة في التعامل مع قضية الشعب السوري وهي تطلق العنان في عدم جديتها للروس والايرانيين ليفعلوا الكثير، وليضعوا المجتمع الدولي بعد فترة زمنية أمام الأمر الواقع مهما بدا سيئًا.