http://anapress.net/a/150771805407798
تمكن تنظيم الدولة "داعش" مساء أمس الثلاثاء من فرض كامل سيطرته العسكرية على مدينة حميمة الواقعة في ريف حمص الشرقي بعد معارك عنيفة خاضها ضدّ قوات الأسد والميليشيات الموالية له على الأرض وعلى رأسهم الحليف الأستراتيجي حزب الله اللبناني الذي مني بخسائر بشرية فادحة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وبعد تمكن عناصر التنظيم من التقدم بوتيرة متسارعة أفضت إلى سيطرتهم على مدينة السخنة في بداية الهجوم الذي بدأته في الثلاثون من سبتمبر/ أيلول الماضي مروراً بمدينة القريتين وآبار النفط والغاز "حق الهيل" وصولاً إلى منطقة حميمة وسط حالة من الإرتباك الواضح في صفوف قوات الأسد التي عززت قدراتها العسكرية باستقدام الفرقة 11 مدرعات للحد من عمليات التنظيم وتقدمه نحو مدينة تدمر التي باتت هدف شرعي يضعونه نصب أعينهم.
في ذات السياق، بدأت احياء مدينة حمص تشهد لجوء عدد كبير من عائلات الضباط التي كانت تقيم في مدينة تدمر تخوفاً من إعادة سيناريو السيطرة عليها من قبل التنظيم، وكذلك بدأت حملات التعبئة العسكرية لميليشيا الدفاع الوطني من مدينة حمص للزج بمقاتليها في الريف الشرقي، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل أغلب العناصر وأدى لإنعكاسات سلبية على المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد في ريف حمص الشمالي.
وبدأت الحواجز المنتشرة على خطوط الجبهات باستهداف المدن والبلدات بهدف إشعال جبهات القتال لألا يتم سحب مقاتلي الميليشيات "لواء الرضى الشيعي" من مواقعهم التي يتمركزون بها في قري الأشرفية والمختارية والنجمة وجبورين.
وبحسب ما نشرت مواقع موالية في حمص فإن قوات الأسد بدأت باستدعاء عناصر الشرطة المدنية لتعويض النقص الكبير الذي حل بمقاتليها في معاركهم ضد تنظيم الدولة من جهة وانسحاب ثلاثة مجموعات مقاتلة في الريف الشرقي تابعة لحزب الله اللبناني بعد تعرضها لغارة من قبل الطيران الحربي الروسي الأمر الذي أدى لمقتل تسعة مقاتلين من ضمنهم "عباس العاشق" مسؤول العمليات في وحدة التدخل السريع للمجموعات المقاتلة.
وأفاد مراسل "أنا برس" في حمص عن قيام الطيران الحربي الروسي بتنفيذ أكثر من 50 طلعة جوية استهدفت محيط مدينة السخنة ومنطقة حميمة قبل أن يتمكن مقاتلي التنظيم من فرض سيطرتهم عليها بالكامل، بالتزامن مع وصول عشرات القتلى والجرحى لجنود الأسد جراء المعارك الدائرة في المنطقة إلى مشفى صدد ومشفى الزعيم داخل مدينة حمص.
وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم الدولة بات على مقربة من مدينة تدمر التي خسرها مرتين على التوالي خلال الثورة السورية وبحسب تصريحات سابقة من الخبير الإستراتيجي "أديب العليوي" فإن سيطرة التنظيم على مدينة تدمر ليست بالأمر المستبعد خلال الفترة القريبة القادمة في ظل تصفية الحسابات بين روسيا والولايات المتحدة على الأراضي السورية.