http://anapress.net/a/148797505972461
هل تجردت من مشاعر الأمومة، أم أن تلك المشاعر ذاتها هي التي دفعتها لارتكاب ما ارتكبته من جريمة شنعاء؛ مدفوعة بالخوف على أبنائها من واقع مرير كالقطة حينما تأكل أبناءها؟! أم أنه المرض النفسي الذي دفعها للإقدام على تلك الجريمة دون وعي؟
"امرأة سورية في الثلاثين من عمرها قتلت أبناءها، يوم أمس، في أحد مخيمات التهجير في ريف حلب الغربي، وحاولت قتل نفسها قبل أن يصل إليها الجيران ليمنعوها من ذلك"، مُلخص مثير لواقعة هزت أرجاء ريف حلب الغربي ورددتها الألسنة هناك، واختلف حول تفسيرها والدوافع التي ورائها.
العائلة تعيش في مخيم من مخيمات ريف حلب الغربي، وهي مكونة من الأم وثلاثة أبناء، أكبرهم يبلغ من العمر 16 عاماً وابنة بالغة من العمر 15عاماً وطفل آخر يبلغ من العمر تسعة أعوام، ووالدهم متوفٍ. (اقرأ/ي أيضاً: سوريّة تضرم النار بنفسها لعدم استطاعتها تأمين الغذاء بمخيم الركبان؟).
قامت الأم بقتل الفتاة والطفل الصغير، وعند محاولتها قتل ابنها الأكبر لم تستطع، إذ أفلت من بين يديها وهرب ليخبر الجيران من حولهم بالواقعة، ليسرعوا إليها ويمنعوها من قتل نفسها.
الناشط الإعلامي المهجر من ريف دمشق حبيب الشامي، وهو شاهد عيان على الواقعة، رصد لـ "أنا برس" تفاصيلها، موضحاً أن تلك السيدة وصلت الشمال السوري من ريف دمشق منذ شهرين فقط، (أي أنها لم تخرج مع قوافل التهجير إلى هنا). وأفاد حبيب بأن "الأم تتلقى العلاج بدواعي مس الجن لدى أحد المشايخ في ريف حلب الغربي"، على ما لديه من معلومات خاصة بشأن تلك الأسرة.
مرض نفسي
وقال إنه على الأغلب فإن"الأم لم تقتل ابنها وبنتها بدوافع مباشرة من الفقر والحاجة المادية، وإنما بسبب المرض النفسي الذي تحمله (...) ربما من شدة المرض النفسي أقدمت على ضرب نفسها بالسكين الحاد وعمدت على شرب كميات من المازوت الخاص بالمدفأة".
وبحسب حبيب، فإن "فرق الدفاع المدني التي كانت بالقرب من المكان قامت بإسعافها مباشرة لأقرب مشفى؛ ليتم علاجها ومراقبة حالتها، إلى أن عادت لوعيها بشكل جيد".
وحصلت "أنا برس" على معلومات من مصادر خاصة مسؤولة -رفضت ذكر أسماؤها- مفادها أنه بعد أن تم علاج الأم تم تحويلها إلى مركز الأمن العام؛ ليتم التحقيق معها والتأكد من عدم وجود ملابسات مختلفة متعلقة بقضية قتل الأطفال.
شهادات
عملية القتل التي أقدمت عليها السيدة -طبقاً لشهادات رصدتها "أنا برس" من بعض جيرانها لم يذكروا أسماءهم- كانت بطريقة الخنق. وأفاد مقربون من العائلة من أبناء مدينة دوما لـ "أنابرس" بأن السيدة "على الأغلب لم تكن بوعيها الكامل عند قيامها بقتل أبنائها ومحاولة قتل نفسها وكانت تهلوس بكلام غير واقعي".
يذكر أن المهجرين في الشمال السوري والقاطنين في المخيمات عموما يعيشون أحوالاً سيئة خلال الأشهر الأخيرة وتعرض بعضهم للوفاة إما بالبرد القارص أو سقوط المنزل على رؤوسهم أم بحيوانات غيربة تقتل الأطفال في الخيمة.