أستانة 6 ترسم خارطة الطريق.. وخلاف حول ملف المعتقلين ودور إيران

تم إسدال الستار على مباحثات أستانة6، وأعلن عن البيان الختامي الذي أكد على أن مناطق خفض العنف في سوريا، هو اجراء مؤقت لمدة 6 أشهر قابلة للتمديد، وأن محادثات أستانة تؤكد على وحدة الأراضي السورية.

قال وزير خارجية كازاخستان، "خيرات عبد الرحمانوف" في ختام المحادثات إن الجولة القادمة من المحادثات ستجرى في أواخر أكتوبر المقبل، بعد ان توصل اتفاق روسي إيراني تركي على مناطق خفض العنف في سوريا، مشيراً إلى أن الدول الضامنة توصلت لاتفاق بإنشاء منطقة خفض توتر في محافظة إدلب (شمال)، وفقا للاتفاق الموقع في أيار/مايو الماضي بينها. ولفت إلى أن إنشاء مناطق تخفيف التصعيد والمناطق الأمنية، هو تدبير مؤقت مدته 6 أشهر مبدئيا، وتمدد تلقائيا على أساس توافق الضامنين.

واكتفى البيان بالإشارة إلى ملف المعتقلين "بالتشديد على ضرورة أن تتخذ الأطراف المتصارعة تدابير لبناء الثقة، بما في ذلك الإفراج عن المحتجزين والمختطفين، وتسليم الجثث، فضلا عن التعرف على الأشخاص المفقودين، من أجل تهيئة ظروف أفضل للعملية السياسية والوقف الدائم لإطلاق النار".

وكشفت وكالة "الأناضول"، أنه تم تأجيل ملف إطلاق سراح المعتقلين إلى الاجتماع المقبل لأستانة، حيث لم يتم التوافق على ذلك، بسبب موقف النظام، كما أن المعارضة رفضت أي دور لإيران في أن تكون ضامنة أو مراقبة فيما يخص خفض التوتر في إدلب.

يقول الباحث والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو لـ "أنا برس" كان واضحًا ومنذ البداية أن مسار أستانة المحدث روسياً، يراد منه فتح خط جديد، يُحوِّر ويُحوِّل ويعوق مسار جنيف إلى توجهات أخرى، لا تؤدي إلى عملية الانتقال السياسي المزمعة، بل يساهم في تأجيل ذلك لصالح النظام السوري، كما يساهم في شق صف المعارضة السورية، ليكون هناك سياسيين وعسكريين.

ويوضح سعدو مع ذلك فإن أستانة الحالي استطاع، وسوف يستطيع أكثر وأكثر، الخروج من عنق الزجاجة، وصولًا إلى اتفاقات خفض تصعيد جديدة، وخاصة في ادلب، المعقدة والصعبة، وما ينتج عن هذا الاتفاق ليس من السهولة تحقيقه، وسيلقى الأفخاخ تلو الأفخاخ، من إيران وميليشياتها، أو من فصائل أخرى متشددة قد لا ترى في منتجات أستانة حلًا ممكنًا أو معقولًا، خاصة بوجود ضامن ثالث هو إيران العدو الاستراتيجي للشعب السوري. 

ويرى أن ما أداه الروس في هذا المسار لم يزعج إدارة ترامب، بل ساهم في تمكين الروس من المسألة السورية، ومنح الأمريكان للروس كل أوراق اللعبة تقريبًا، وفق سياسة أميركية شرق أوسطية تهتم لمصالحها ومصالح إسرائيل أولًا، دون إيلاء الأهمية لمعاناة الشعب السوري عمومًا. (اقرأ أيضًا.. ميشيل كيلو يوضح لـ "أنا برس" مخرجات الحل السوري من الأستانة).

ويصل سعدو إلى خلاصة القول بأن الأمور مازالت غير ناضجة لحل تسوية حقيقية، ومازال في الوقت متسع، لدى الغرب والشرق غير المهتمين بالواقع السوري، وهم لا يولون وقتهم وجهدهم لمسارات الحل فيما يعرف ومنذ جنيف 1 على أنه الدخول في موضوع حل المرحلة الانتقالية.

ويشار إلى أن رئيس كازاخستان، أعلن يوم أمس الخميس، أن بلاده مستعدة لإرسال قوات سلام إلى سوريا إذا وافق مجلس الأمن على ذلك، في حين ذكرت بعض الأطراف إلى أن دولة الامارات ولبنان ومصر يمكن أن تكون دول مراقبة لخفض التوتر في المناطق المحددة. وانطلقت اجتماعات "أستانة 6" حول سوريا، أمس الخميس في العاصمة الكازاخية، بمشاركة واسعة وسط توقعات بحصول توافقات كبيرة بين الدول الضامنة.