http://anapress.net/a/113219275174585
قال مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية توم حرب، إن الانسحاب الأميركي من سوريا لم يكن مفاجئاً وله عدة أسباب؛ أهمها أن الرئيس الأميركي كان واضحاً أكثر من مرة في تصريحاته، ذلك أنه أكد مراراً على أن بعد هزيمة داعش سيقوم بسحب قواته من سوريا، وهذا ما وعد به خلال حملته الانتخابية وما بعد الحملة.
والنقطة الثانية بحسب ما أكده حرب لـ "أنا برس"، أن بعض الدول العربية وعدت ترامب بتشكيل جيش عربي والدخول إلى سوريا وتغيير النظام ووضع دستور للبلاد، لكن هذه الدول خذلت ترامب ولم تقم بتنفيذ ما وعدت به، وكذا لم تتحرك تلك الدول لحل القضية السورية، وتركت الملف السوري بيد روسيا وإيران وتركيا، ما دعا واشنطن ترك الأمور وسحب قواتها، على حد قوله.
والنقطة الثالثة أو السبب الثالث ضمن أسباب الانسحاب الأميركي كما يعتقد حرب، رؤية ترامب الهادف لترك الملف السوري لروسيا وتحميلها مسؤولية إنهاء الصراع السوري والتمهيد لعملية سياسية تتحمل موسكو مسؤوليتها، وإذا عاد تنظيم داعش الإرهابي للمنطقة تكون روسيا وقتئذ وشركاءها المسؤولين عن عودته.
وبحسب مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي، فإن ترامب لا يريد أن تتحمل واشنطن مسؤولية أي اتفاقات بخصوص الحل في سوريا بخاصة أن زمام الأمور في سوريا على الأرض بيد الروس ولا يريد الانجرار إلى أي مستنقع، إضافة إلى أن واشنطن ترى أن الدول العربية هي المسؤولة في النهاية عن دول الجوار وعن تأمين الاستقرار فيها.
وبخصوص إيران يؤكد حرب أن إدارة ترامب وضعت عقوبات قاسية جداً على إيران، وحتى في تصريحاته الأخيرة قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري إن بلاده ستحارب إيران في سوريا سياسياً واقتصادياً؛ ولذلك فإن الانسحاب الأميركي لن يؤثر على الحملة الأميركية ضد إيران.
وفيما يخص الأكراد في الشمال السوري، يرى مدير التحالف الأمريكي الشرق أوسطي، أن الدعم الأمريكي سيبقى مستمراً للأكراد وللأقليات هناك، كالدعم المقدم للأكراد في العراق، مشيرًا إلى أن واشنطن لم تنسحب من التحالف إنما سحبت فقط جنودها البالغ عددهم 2000 عسكري، وبالتالي ستظل إدارة ترامب تمد الأكراد بالسلاح والعتاد، كما أن هناك خطوط حمراء لتركيا بعدم تجاوزها في مناطق الأكراد.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن يوم الأربعاء الماضي، في خطوة مفاجئة بأنه سيسحب كل قواته من سوريا مع اقترابها من نهاية حملتها لاستعادة كل الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" وفقاً لوكالة "رويترز".