المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

بعد احتلالها العسكري.. روسيا تتوغل لتغزو سوريا ثقافيا

 
   
16:28

http://anapress.net/a/963553420866352
875
مشاهدة


بعد احتلالها العسكري.. روسيا تتوغل لتغزو سوريا ثقافيا

حجم الخط:

لم تكتفِ روسيا بالوجود العسكري في سوريا، بل أصبحت توجه اهتمامها لما يمكن أن يكون له أثر أكبر وأكثر استدامة داخل المجتمع السوري "كالغزو الثقافي"

لم تهمل روسيا الجانب الاجتماعي والثقافي منذ تدخلها في الحرب إلى جانب النظام، حيث وجدت في منطقة الساحل السوري الاستراتيجية بالنسبة لها بيئة خصبة لزيادة تغلغلها، لاعتبارات عديدة أهمها القرب من قواعدها العسكرية على المتوسط، إضافة إلى وجود حاضنة شعبية في تلك المناطق التي لم تشهد عمليات عسكرية، فبات من الطبيعي مشاهدة صور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأعلام الروسية، إضافة لانتشار عشرات المراكز لتعليم اللغة الروسية، وإعلانات المنح التعليمية إلى روسيا.

نشرت وكالة "سبوتنيك" الروسية، تقريراً حمل عنوان "أبناء الضحايا في سوريا يفضلون تعلم اللغة الروسية على باقي اللغات"، في إشارة إلى عوائل قتلى النظام في المعارك الدائرة مع المعارضة، وصرح من خلال التقرير مدير المركز الثقافي في اللاذقية "ياسر صبوح" قائلا " نعمل على تعليم اللغة الروسية وتقديمها مجاناً لذوي الشهداء، لإعداد جيل يتكلم اللغة، لتكون لغة صديقة وحليفة قدم متكلميها من أبناء الدولة الاتحادية جهوداً من أجل إعادة الأمان"، وفق تعبيره.

اللغة الروسية "أساسية" في المناهج

افتتحت روسيا أوائل العام الماضي 2019 أول مدرسة روسية في الشرق الأوسط في العاصمة دمشق، وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن المدرسة تقع تحت إشراف "بشار الأسد" و "الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية" في سوريا، حيث سيتم فيها تدريس المناهج الروسية بعد ترجمتها إلى اللغة العربية.

وفي العام 2018، أُدخلت اللغة الروسية بشكل رسمي كلغة ثانية في المناهج الدراسية السورية، في المرحلتين الثانية والثالثة، إضافة لافتتاح قسم للغة الروسية في جامعة دمشق، وأًصبحت هناك كتب ومناهج روسية تدرس في المدارس، وهو ما أشارت إليه صحيفة "الوطن" الموالية للنظام بأن "المركز الصحفي لمؤسسة (روس سوترودنيتشيستفو) بصدد توريد كتب دراسية روسية مترجمة إلى العربية بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم العالي السورية، وأن وزير التربية والتعليم سيشرف على الترجمة بشكل شخصي، حيث ستحتوي الكتب المدرسية على قصص ونصوص مستقاة من الأدب الروسي 

بطلب من بشار الأسد

في خطوة  لترسيخ الاحتلال الروسي الثقافي للمجتمع السوري..  أمر رأس النظام "بشار الأسد" بإنشاء مراكز لتعليم اللغة الروسية أو دورات لغوية لحل مشكلة عدم وجود مدرسين لهذه اللغة في سوريا.

وأصدر المكتب الإعلامي لمنظمة "المحاربين القدماء" الروسية بيانًا، أكد فيه تلقيها طلبًا رسميًّا من "الأسد" خلال لقائه اليوم، بالنائب في البرلمان الروسي دميتري سابلين، بإنشاء مراكز لتعليم اللغة الروسية أو دورات لغوية لحل مشكلة عدم وجود مدرسين لهذه اللغة في سوريا"، بحسب "سبوتنيك".

ولفت البيان إلى أن "الأسد" ذكر وجود مشكلة وهي قلة عدد مدرسي اللغة الروسية في البلاد، مضيفًا أن عدد السوريين الذين يرغبون بتعلم اللغة الروسية في ازدياد، مقابل ذلك لا يوجد عدد كافٍ من المعلمين في سوريا، وبذلك من الصعب زيادة عدد الطلاب في الوقت الحالي.

وناشد "الأسد" النائب بالبرلمان الروسي، حل هذه المسألة، مشيرًا إلى أن دمشق تدرك أن موسكو لا يمكنها إرسال معلمين إلى جميع المدارس في سوريا، لذا من الممكن دراسة إنشاء مراكز لتعليم اللغة الروسية في كل المحافظات السورية، أو تنظيم دورات تعليم اللغة الروسية للسوريين المبتدئين لتهيئتهم وتكوينهم من أجل تدريس الأطفال والطلاب.

وكان "الأسد" أهدى الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، قطعة أرض بدمشق، لبناء أول مدرسة روسية بالشرق الأوسط.

 استياء روسي

استياء روسي ظهر في مركز المصالحة بقاعدة حميميم العسكرية التي تسيطر عليها القوات الروسية،  جراء القرار الذي أصدره معاون وزير التربية التابعة للنظام السوري "فرح المطلق" ونص على السماح لطلاب الصف العاشر بمحافظات ( دمشق ـ ريف دمشق ـ القنيطرة ـ السويداء ـ درعا ـ حمص ـ حماه ـ حلب ـ ادلب ـ اللاذقية ـ طرطوس ـ الرقة ـ دير الزور ـ الحسكة )بتغيير اللغة الروسية إلى اللغة الفرنسية بعد أخذ تعهد شخصي من أولياء أمورهم.

 وزارة التربية في حكومة نظام الأسد أصدرت قراراً عام 2014 ينص على إدراج اللغة الروسية في المناهج التعليمية بدءاً من العام الدراسي 2015 ـ 2016 إلى جانب اللغة الإنكليزية، على أن يتم الإختيار في الصف السابع بينها وبين الفرنسية كلغة ثانية ، وصرّح وزير التربية في حينها بأنه مع انطلاق العام الدراسي 2015 ـ 2016 تكون الوزارة قد انتهت من جميع الاستعدادات لتعليم اللغة الروسية بدءاً من المناهج وصولاً إلى المعلمين والمدرسين.

وصرح المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الروسية "ستانيسلاف غابونينكو" بأن اتفاقاً تم مع وزارة التعليم السورية سينظم دراسة اللغة الروسية في المؤسسات التعليمية الرسمية بين عامي 2019 و2021 وهناك شبكة من مراكز التعليم المفتوح باللغة الروسية ستظهر في سوريا خلال الأعوام ما بين 2019 و2025.

انتشار اللافتات الروسية على المحلات التجارية

باتت مشاهدة كتابات باللغة الروسية أمر شبه طبيعي خاصة في الساحل السوري بمدن تُعتبر تحت سيطرة مطلقة للتواجد الروسي حيث يتم تسمية كثير من المحلات التجارية ومعاهد تعليم اللغة بأسماء روسية وكتابتها بأحرف روسية.

 لافتات اللغة الروسية المنتشرة بكثرة في مناطق عديدة من سيطرة النظام.. يقول (ع - س) لـ "أنا برس" يتم نشر هذه اللافتات دون أي اعتراض من جهة حكومية على واجهات المحلات التجارية والمقاهي والمعاهد وباتت أمر طبيعي في شوارع المدن الساحلية. 

وأشار (ع - س) هناك سياسة خبيثة يتبعها الروس لاستقطاب الطلاب لتعلم اللغة من خلال احتفالات ومناسبات لفرق مسرحية، وفي ضوء المأساة الاجتماعية التي يعيشها الطلاب بظروف معيشية سيئة نتيجة الحرب السورية سيجدون متنفس وفضول للتقرب أكثر من هذه الثقافة وتعلم اللغة.

دس السم بالعسل

في متابعة للخطة الروسية لتطمين أهالي الطلاب الذين يختارون اللغة الروسية في 170 مدرسة سورية بحسب إحصاءات رسمية صرّحت عنها وزارة تربية،، إذ قامت وزارة التعليم العالي التابعة للنظام باستحداث قسم اللغة الروسية في كلية الآداب بجامعة دمشق، على أن تضاف أقسام جديدة في جامعتي تشرين في اللاذقية والبعث في حمص. 

كانت 25 جامعة روسية قد أقامت في عام 2018 معرضاً في جامعة تشرين باللاذقية سهّلت له ونظمته وزارة التعليم العالي ليتعرف الطلاب على هذه الجامعات التي عرضت منح مجانية بكل الإختصاصات و لدرجتي الماجستير والدكتوراه ضمن خطوة اعتبرها المراقبين.. بأن ما يجري هو دس السم بالعسل.

أطفال سوريا.. والمدارس العسكرية الروسية

وأصدرت الحكومة الروسية في يوليو 2018، مرسومًا يسمح للأطفال السوريين بالالتحاق بالمدارس العسكرية الروسية مجانًا، شرط تعلمهم اللغة الروسية، وانطلقت أولى الدفعات في سبتمبر من نفس العام، وتتراوح أعمار الأطفال الـ8 المختارين بين 10 و15 سنة، نقلتهم طائرة عسكرية روسية من قاعدة حميميم في اللاذقية للالتحاق بالمدرسة العسكرية الروسية بمدينة سان بطرسبرغ.

وأكدت سفارة النظام لدى موسكو..أن ذلك يأتي ضمن إطار اتفاق دائم وسنوي لتدريس مجموعة من الأطفال السوريين، حيث يخضعون للتدريب ضمن فيلق الطلاب الروس.

افتتاح المركز الثقافي بعد إغلاق 6 سنوات

وكالة تاس الروسية.. أكدت في مطلع عام 2019 إن روسيا ستعيد افتتاح المركز الثقافي الروسي في العاصمة السورية دمشق، بعد إغلاق دام ست سنوات نتيجة العمليات العسكرية في دمشق وريفها.

ويقع المركز الثقافي في شارع 29 أيار وسط العاصمة دمشق، وأُسس في عام 1966 بعد اتفاق بين الحكومة السورية والروسية بهدف تقوية التبادل الثقافي.

وأُغلق المركز مطلع عام 2013 نتيجة لإيقاف إرسال روسيا موظفين للعمل فيه، وكانت تقام فيه أنشطة وفعاليات ثقافية مثل تعلم الموسيقى واللغة.

الأكاديمي الدكتور عماد الأيوبي وخلال حديثه لـ "أنا برس" حول ازدياد اهتمام روسيا بالجانب الثقافي والتعليمي في سوريا.. يرى أن الاهتمام الروسي هو مؤشراً على إقبال الروس المتزايد بسوريا على المدى البعيد في مختلف المجالات، وليس فقط فيما يخص الوجود العسكري والميداني.

إذ تسعى روسيا.. بحسب الأيوبي.. إلى استخدام ما يسمى "القوة الناعمة" في سوريا، حيث تضغط بوسائل مختلفة بعيدا عن الإكراه أو العنف لجذب أكبر عدد من السوريين إلى صفها، وطرح نفسها على أنها الحليف الأكبر للنظام.. وخاصة فيما يتعلق بنشر الثقافة الروسية والتوغل في المناهج الدراسية. 

مسلسلات روسية باللهجة السورية

مسلسلات روسيّة قصيرة ناطقة باللّغة العربيّة، وقد تم اختيار اللّهجة السّوريّة التي اعتدنا على وجودها في الدراما التّركية لتكون اللّهجة التي تتحدث بها الشّخصيات في المسلسلات الروسية.

 لم يسبق أن دبلجت المسلسلات الرّوسية إلى اللهجة السورية سابقاً، ولا سيما أنّ الدراما الروسية لا تحظى بمتابعة عربيّة، كما أنّها لا تحظى بذات الاهتمام والقيمة التي تتمتع بها الدراما الأميركية أو اللاّتينية، أو حتى التّركية، على المستوى العالمي. 

ففي العامين الأخيرين، بدأ الروس يدخلون في سوق الإنتاج الثقافي والفني العربي، فتم إنشاء موقع "المسكوبية" الإخباري الروسي، الموجه لمنطقة الشرق الأوسط باللغة العربية.

ويشار إلى أنّ اللّهجة السورية كانت قد استخدمت في البداية لدبلجة المسلسلات التركية، قبل أن تُستخدم لدبلجة الدراما الإيرانية والهندية على نطاق محدود.

خلاصة القول:

النظام بوزارتيه التعليمية والثقافية وآمرهم الروسي يريدون للأبجدية الروسية والحلم الروسي أن يحتل أدمغة طلابنا منذ طفولتهم على حساب بلد دمروه عسكرياً ويريدون تدميره ثقافياً.