المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

في ظل التصعيد الأمريكي- الإيراني.. طهران تتودد لدول الخليج

 
   
13:00

http://anapress.net/a/868078852601320
383
مشاهدة


في ظل التصعيد الأمريكي- الإيراني.. طهران تتودد لدول الخليج
خامنئي وقادة الحرس الثوري- أرشيفية

حجم الخط:

حملت تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حول استعداد بلاده للحوار مع دول الخليج بشكل عام والسعودية بشكل خاص، في ثناياها الكثير من التساؤلات حول الضغوط الكبيرة المفروضة على طهران من قبل واشنطن، ولجوء طهران لفك عزلتها باللجوء إلى دول الخليج.

أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الأربعاء، استعداد بلاده للحوار مع السعودية في حال كانت المملكة مستعدة لذلك.. مشيرا إلى أن طهران مستعدة للحوار مع دول الجوار، وفق ما ذكرته وكالة "الاناضول".

وتأتي تصريحات الوزير الإيراني غداة زيارة وفد عسكري إماراتي إلى طهران، حيث انعقد اجتماع مشترك لخفر سواحل البلدين، بهدف بحث قضايا التعاون الحدودي.. وجاء الاجتماع رغم التوترات المستمرة بين البلدين، والتي تفاقمت على وقع أزمة الناقلات في الخليج العربي.

وكان السفير السعودي في الأمم المتحدة في وقت سابق، أكد أن الرياض لا تريد أي حرب مع طهران في أي مكان، مشددا على أن أزمة اليمن آن لها أن تنتهي، ومؤكدا استعداد الرياض لإقامة علاقات تعاون بين الدول العربية وإيران.

تساؤلات

وهنا يتردد أكثر من تساؤل حول تصريحات طهران بالتقارب من دول الخليج في هذا التوقيت، فهل تبحث إيران عن منفذ للخروج من الحصار والعقوبات الأمريكية بلجوئها نحو دول الخليج  بفتح حوار مع السعودية؟ وهل ترحب دول الخليج وخاصة السعودية بالتعاون مع إيران؟

يقول الباحث في مركز الشرق للسياسات، سعد الشارع لـ "أنا برس"، إنه "يجب التفريق أولاً بين الموقف الإماراتي من إيران والموقف السعودي منه، إذ أن عموم المنطقة لا تريد حرباً مع إيران، وتدرك دول الخليج ومنها السعودية والإمارات أن أي انزلاق مع الأخيرة من شأنه أن يجر المنطقة إلى ويلات وهي أساساً لا تستطيع مجابهة إيران عسكريا وأمنياً". (اقرأ/ي أيضاً: إيران.. تكتيكات خاصة لغسيل الأموال والتحايل على العقوبات).

ويعتقد الشارع بأن "دول الخليج ذاهبة إلى مسار السياسة الأمريكية باتجاه إيران، فهي تريد حرباً ردعية تأخذ جميع الأشكال باستثناء الشكل العسكري، والإمارات بدورها تدرك تماماً أن الذهاب بخيار الحرب يسبب أزمات اقتصادية كون هناك إحصائيات تشير إلى وجود عدد كبير من رؤوس الأموال الإيرانية في الإمارات والتي هي قائمة على الوضع الاقتصادي وأية هزة اقتصادية تعرض وضع الدولة كلها للخطر".

وتابع الباحث: "الفوضى التي يمكن أن تحدثها وأحدثتها سابقاً إيران في دول الخليج تضر بشكل كامل على الإمارات التي تأذت بحادثة السفن الإماراتية ولم ترد على الإرهاصات التي قامت بها إيران"، مشيراً إلى أنه "في الفترة المقبلة سنشهد نشاطاً إماراتياص وإيرانياً خاصاً، بدا ذلك من مؤشر بعيد وهو تخفيض الإمارات لعدد من قواتها العسكرية الموجودة في اليمن، والمؤشر الثاني زيارة الوفد الأخير.. كل ذلك يرجح إلى إعادة دفء العلاقة بين الطرفين".

 أما بالنسبة للسعودية، استبعد الشارع أن تكون السعودية بصدد تغيير أو إحداث أي تغير في سياستها تجاه إيران إن لم تجد حلا مع قطر، وقد أكدت الأخيرة بشكل صريح سابقا علاقتها المفتوحة مع إيران"، منوها أن ما طرحه وزير الخارجية الإيراني يحتاج إلى وقت زمني لإعادة العلاقة بين دول الخليج وإيران.

وكل ذلك مرتبط بموقف الولايات المتحدة الأمريكية، بمعنى أنه إذا ذهبت واشنطن إلى صدام مع إيران لا تقوى دول الخليج أن تقول لا، وإذا ما الولايات المتحدة الأمريكية توصلت مع دول الاتحاد الأوربي لإعادة اتفاقية النووي أيضاً دول الخليج لا تقوى أن تقول لا، بحسب الشارع.

ويختم الشارع حديثه مع "أنا برس" بالإشارة إلى أن "دول الخليج موقفها مماشي لموقف الولايات المتحدة، وربما تكون هناك جزئيات تدخل ضمن حيز التكتيك وليس الاستراتيجية كما شاهدنا في الزيارة الأخيرة، وأن حدود العلاقات مع إيران ستبقى على هذا المستوى". وحول إذا كانت لدى دول الخليج رغبة بفتح صفحة جديدة مع إيران أجاب: "هذا يعتمد على سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وموقفه اتجاه إيران".

زيارة عادية

ومن جهة أخرى، يرى الأكاديمي والباحث المصري في الشؤون الإيرانية علاء السعيد أنه "لا يمكن التعويل على زيارة الوفد الإيراني، فالوفد كان عادياً وليس له علاقة بالأحداث الراهنة في المنطقة، حيث كان وفداً من خفر السواحل لتتنسق الأمور بين الطرفين وحتى إذا كانت هناك حالة حرب لا تنقطع الوفود عن الزيارة".

إيران -وفق سعيد- تستغل زيارة الوفد الإماراتي؛ من أجل إحداث التفرقة بين الدول العربية، وليعتقد بعض العرب بأن الامارات قد تخلت عنهم وارتمت في أحضان إيران على أساس قيام حرب بين الأطراف والتي ستكون ضحيتها الإمارات لقربها من إيران وخوفها على منشآتها في حال حدوث حرب.

وأوضح السعيد لـ "أنا برس" أنه لا يمكن للجانب الإيراني حتى في حالة حرب أن يقوم بمجرد التفكير في إطلاق أي صاروخ أو قذيفة على الأبراج والمنشآت؛ فهي مدنية وسيتضامن العالم كله مع الإمارات التي لا يمكن لها أن تتخلى عن الصف العربي وخصوصا عن السعودية.

أما فيما يخص تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأن طهران مستعدة للحوار مع السعودية، يعتبر خبير الشؤون الإيرانية أنها تصريحات استهلاكية، إذ يجب على إيران لو كانت صادقة توقيع معاهدة سلام مع كل الأطراف. وأشار إلى أن إيران غير مضمونة النوايا، فهي تدعي السلام دائما وهي البادئة بالحرب سواء في العراق أو اليمن وسوريا. 

وتابع السعيد: لا يمكن التعويل على تصريحات ظريف بأن إيران مستعدة للحوار مع السعودية التي تعي أن هناك عدواً اسمه إيران لا يمكن الوثوق به..  بدأت إيران تبحث عن منفذ للخروج من الحصار والعقوبات الأمريكية لذلك تسعى لشق الصف وتحاول أن تستميل دول الخليج مثل هذه العبارات الرنانة على حد وصفه

 ووفق السعيد، فإن دول الخليج لن تستطيع اتخاذ أي قرار أو إعادة للعلاقات المفتوحة مع إيران ولن يتم فتح صفحة جديدة حتى وإن طلبت إيران ذلك إلا بشروط مسبقة لن تتمكن إيران من تنفيذها.. لأن إيران دولة قائمة على التوسع ونشر ما يسمى بالثورة وإحداث زعزعة في المنطقة العربية.

 لذلك دول الخليج لن تلجأ للمصالحة وإن طلبت إيران ذلك سيكون من أجل تأمين مصالحها وفتح جبهات جديدة للتنوع الاقتصادي ولشق الصف العربي.. مؤكدا أن زيارة الوفد الإماراتي روتينية وليس لها أي تأثير، بحسب السعيد. (اقرأ/ي أيضاً: قاسم سليماني.. رأس الأفعى في السياسات التوسعية الإيرانية).

تصريحات ظريف والكثير من القادة الإيرانييم تتناقض وتصرفات وسياسات إيران تجاه المنطقة.. وبرغم مساعيها لفتح حوار مع السعودية والتقرب من الإمارات وزيارة الوفد الإماراتي لطهران إلا أن ذلك لا يلغي نيتها في تفرقة الموقف العربي ومعرفة دول الخليج حق المعرفة لذلك.