المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

الأهمية الاستراتيجية لتل رفعت.. وهدف روسي تركي مشترك

 
   
12:10

http://anapress.net/a/661126715039213
632
مشاهدة


الأهمية الاستراتيجية لتل رفعت.. وهدف روسي تركي مشترك
صورة أرشيفية (انترنت)

حجم الخط:

تضاربت المعلومات بشأن سيطرة الجيش التركي على مدينة تل رفعت، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما حدث هو فقط عملية تسليم نقاط في محيط تل رفعت للقوات التركية، وأشار المرصد إلى أنه "لم يدخل إلى المدينة أي مقاتل، كما لم يجرِ تسليم مطار منغ العسكري"، ذلك بعكس ما ذكرته بعض التقارير الصحافية مؤخرًا.

ويبدو أنه لم تحسم بعد نتيجة الاتصالات بين تركيا وروسيا فيما يخص دخول القوات التركية لتل رفعت، غداة إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الوصول إلى المدينة التي يسيطر عليها الأكراد هو الهدف القادم لبلاده. 

ولكن يبقى السؤال ما هي الأهمية الاستراتيجية لمدينة تل رفعت؟ ولماذا يريد الأتراك السيطرة عليها؟ وما هي مصلحة روسيا في سيطرة الأتراك على المدينة ووصولها نحو حلب؟

يقول المحلل السياسي المطلع على شؤون بعض الفصائل داخل سوريا حسام نجار في تصريحات لـ "أنا برس": "إن المتابع للعمليات التركية التي تمت في درع الفرات وغصن الزيتون يدرك أن الأتراك يسيرون وفق مخطط ومنهج يهدف لحماية مصالحهم بالدرجة الأولى، ويؤمن لهم عمقًا استراتيجيًا في الداخل السوري"، مشيراً إلى أن "هذا العمق الاستراتيجي لن يتم إلا في حالتين، الأولى: الوصول لتل رفعت، والثانية: موافقة الروس على هذا الامتداد". وبالتالي -بحسب نجار- فإن "عمل الأتراك يصبح بلا فاعلية إلا من خلال تحقيق تلك الحالتين".

تقسيم إدلب

وحول طموح الأتراك في الوصول نحو مدينة حلب، يردف النجار قائلًا: "تحدث الأتراك أنهم سوف يصلون لحلب لكن لم يحددوا الطريقة والآلية.. لكن الطريقة من خلال التفاهمات الثنائية مع الروس وكذلك ما فرضه أمر الواقع أصبحت ظاهرة للعيان.. فمن تلك التفاهمات حصول تركيا على تل رفعت وكذلك مطار منغ وتقسيم إدلب طويلاً بين ثلاث جهات الترك والروس وبعض الفصائل". 

اقرأ أيضًا:

 تل رفعت على الطاولة التركية.. وأنظار روسيا تتجه نحو معرة النعمان

واستطرد نجار: "إن هذا يستلزم دخول تركيا إلى إدلب لوضع نقاط مراقبة تضمن بها تنفيذ الاتفاق.. لكن في حال حصول تركيا على مطار منغ، ما هي فائدة المطار للتحرك وإدارة من سيكون؟ وهل ستواجه به طائرات أخرى؟ أم يمنع عنه الطيران؟".

ويعتقد المحلل المطلع على شؤون العديد من الفصائل بالداخل بأنه "في حال بقيت تركيا تسيطر على المطار بقواتها البرية والجوية فتكون حينها مثلها مثل الروس والأمريكان والايرانيين".

ووحول مصلحة روسيا من عملية تسليم تل رفعت للأتراك ووصولها نحو حلب، يشير الخبير السياسي إلى أن "روسيا تعتبر التعاون مع حليف أفضل من التعاون مع عدو، بمعنى أنها تتعاون مع دولة أفضل من تعاونها مع فصائل سواء السورية أو الكردية، وبالتالي تضمن أمن قواتها".

 اتفاق روسي تركي

ويتابع نجار قائلًا: "هناك اتفاق لا يمكن أن تخل به روسيا مع الأتراك لمعرفتها أن تركيا من الممكن أن تسبب لها ضرراً وخاصة أنه لديها فصائل سورية تتبع لها بطريقة ما.. وروسيا لا تأمن تسليم المدينة والمطار للنظام، لأن جيش النظام مخترق من الإيرانيين وليست لديه القدرة على إدارة المطار بمعزل عن إيران؛ لذلك روسيا لن تترك لإيران فرصة للسيطرة على المطارات".

وبعد يوم واحد من إعلان الجيش التركي وفصائل من المعارضة السورية، قبل أسبوع، السيطرة بشكل كامل على مدينة عفرين التي كانت تسيطر عليها القوات الكردية، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن "القوات التركية ستواصل هجومها على وحدات حماية الشعب الكردية على امتداد الحدود التركية مع سوريا".

وأضاف أردوغان أمام حشد من القضاة وممثلي الادعاء في أنقرة، أن "تركيا ستستهدف المنطقة التي تمتد نحو 400 كيلومتر إلى الشرق من القامشلي في شمال سوريا"، معتبراً أنه "مع سيطرة القوات التركية وفصائل من الجيش الحر على وسط مدينة عفرين تكون أنقرة قد اجتازت أهم خطوة في عملية غصن الزيتون". وتابع: "بعد ذلك سنواصل حتى منبج وعين العرب وتل أبيض ورأس العين والقامشلي حتى يُزال الممر بالكامل".

أهمية استراتيجية

وعلى جانب آخر، يرى الباحث الأكاديمي بجامعة حسن قليونجي الخبير بالشأن التركي ناصر تركماني، أن "أهمية تل رفعت تمكن كونها تقع على خط عفرين- اعزاز وإشرافها على مطار منغ ولا يمكن حماية المدينتين من دون تأمين تل رفعت، إضافة أن الجيش الوطني الذي تشكل حديثاً يحتاج إلى قواعد عسكرية للتدريب والتمركز حتى يتسنى له الخروج من المدن والبلدات".

ويتابع: "كما أن تركيا تشعر بأنها مسؤولة أخلاقياً أمام الثوار السوريين الذين وقفوا وساندوا عمليات تركيا في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون لما لتل رفعت من رمزية ثورية عند الثوار".

 

وبسؤاله لماذا يقوم الروس بالاتفاق مع تركيا بتسليمها تل رفعت دون الإيرانيين؟ يؤكد التركماني على أن "الروس يعلمون جيداً أن تركيا قوية في الشمال السوري وموقفها قوي من الناحية القانونية والسياسية على عكس الإيرانيين المشمولين بالعقوبات الاقتصادية والسياسية وتوغلها في سوريا مهدد (َأي الإيرانيين) كون يتم استهدافها هي وحلفائها الميليشيات الشيعية من قبل اسرائيل والولايات المتحدة.. إضافة إلى وجود عداء عربي ضدها؛ لذا روسيا تشعر بأن وجود تركيا وإرضائها في الشمال ضمانة لترسيخ وجودها في الساحل وشريك مهم لتحديد مستقبل سوريا".

يأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات في مدينة دوما، بين روسيا وجيش الإسلام، بالتزامن مع المفاوضات الجارية بين تركيا وروسيا فيما يخص مدينة تل رفعت.