المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

تهديدات إيرانية إسرائيلية متبادلة.. تصعيد قادم أم مسرحية هزلية؟

 
   
11:14

http://anapress.net/a/659635359004520
546
مشاهدة


تهديدات إيرانية إسرائيلية متبادلة.. تصعيد قادم أم مسرحية هزلية؟
إيران وإسرائيل.. تصارع أم تبادل مصالح؟ - أرشيفية

حجم الخط:

بعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة لإيران بضرورة إخراج قواتها وميليشياتها من سوريا، جاء الرد الإيراني سريعاً ومن أعلى مستويات القيادة الإيرانية برفضها الخروج نهائيا من سوريا، ومحذرة تل أبيب من أية "حماقة" ضد نظام بشار الأسد، وسط نُذر تصعيد وتراشقات أوسع، فيما يعتقد محللون آخرون بأن الأمر لا يعدو "تبادل أدوار ومصالح بين الطرفين" في "مسرحية هزلية". 

نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عن قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، قوله: "ستبقي الجمهورية الإيرانية على جميع مستشاريها العسكريين وقواتها الثورية وأسلحتها وأجهزتها في سوريا، لتعزيز المقاومة الإسلامية، وتدريب المقاتلين والمناضلين، وحماية شعب البلد الإسلامي".

وحذر جعفري "إسرائيل" من "العبث بنظام الأسد"، وواصفاً التهديدات الإسرائيلية بـ "المزحة".. وهدد الجعفري بالانتقام "لدماء مسلمي المنطقة المظلومين التي أريقت دون حق"، حسب تعبيره، مؤكداً أن على "إسرائيل" أن تخشى "اليوم الذي تمطر فيه الصواريخ الإيرانية الدقيقة" على رأسها.

وكان رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، قد أقر قبل أيام باستهداف الطائرات الحربية "الإسرائيلية" لما وصفه بمخبأ للأسلحة الإيرانية في سوريا، وهدد باستهداف القواعد العسكرية الإيرانية هناك، مؤكداً أن على إيران "الخروج سريعاً من هناك لأننا سنواصل اتباع سياستنا الحازمة".

ووفقاً للحكومة "الإسرائيلية"، فقد نفذت "إسرائيل" أكثر من مئتي هجوم عسكري على أهداف إيرانية في العامين الماضيين، وتزداد المخاوف الإسرائيلية من احتمال وجود إيراني عسكري طويل الأمد في سوريا.

وتثار تساؤلات عما يمكن أن تذهب إليه أبعاد التصعيد والتوتر بين إسرائيل وإيران في سوريا، فهل سيكون هنالك أي تصادم بين الجانبين على الأراضي السورية؟ أم أن ما يحدث من تصعيد ما هو إلا مسرحية حبكت سيناريوهاته في الغرف السوداء؟

يقول الأكاديمي والمعارض السوري الدكتور عماد الأيوبي: "لم يبق أمام إيران إلا التصريحات الإعلامية النارية للرد على إسرائيل، فلو كانت تستطيع الرد عليها لما توانت لحظة واحدة؛ فإيران تعلم أن واشنطن تقف بقوة وراء تل أبيب في حال فكرت بشن أي هجوم عليها".

ويوضح الأيوبي، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس"، أن "هناك حلفاً تشكل في المنطقة ضد الوجود الإيراني، من بينها دول عربية وإسرائيل وأمريكا"، مشيرا إلى أن الوجود الإيراني في سوريا لن يطول، بخاصة أن هناك ميول روسي أيضا للحد من نفوذ إيران في معظم المناطق السورية وخاصة في العاصمة دمشق. (اقرأ/ي المزيد: تساؤلات حول مؤتمر "وارسو".. وهذا ما يقلق إيران).

الدور الإسرائيلي

مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات الدكتور عمر عبد الستار، يشير في تصريحات لـ "أنا برس" إلى أن "دخول إسرائيل في المشهد السوري هو الذي سيؤدي إلى تغيير المشهد في منطقة الشرق الأوسط، إذ أنه يعتبر هدفاً استراتيجياً لإسرائيل؛ فهي لم تدخل في شؤون المنطقة منذ العام 1949 وقد أصبحت الآن جزءاً من العملية السياسية في الشرق الأوسط بسبب تدخلها في الملف السوري".

ويتابع مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات: "إسرائيل ستدخل بدور إقليمي فاعل، بخاصة من الورقة الإيرانية، إذ تسعى جاهدة لإخراج إيران من سوريا، وقد تخرجها من المنطقة فعلاً، وهذا الأمر قد يفتح لها المجال لتسوية عربية واسعة" على حد تصريحاته.

وبحسب عبد الستار، فإن "وجود روسيا وإيران في سوريا لا يمكن أن يكون هناك أي مشروع غربي إسرائيلي في المنطقة، لذلك ستسعى واشنطن وإسرائيل لضرب إيران أولاً لإضعاف روسيا التي ستكون وحيدة في سوريا"، مشيراً إلى أن "لإسرائيل دور هام في المنطقة وفي سوريا ضد الروس إذا أصبحت سوريا أفغانستان ثانية، وضد إيران أيضاً".

ويوضح أنه "في المنطقة هناك ثلاث دول رئيسية هي حلفاء لواشنطن وهي (تركيا والسعودية وإسرائيل) مهما تنافسوا ومهما تخاصموا، ستبقى هذه الدول حلفاء للولايات المتحدة الأمريكية، وكل ما عداهم من الدول الموجودة في المنطقة هي خصوم.. وتعتبر إسرائيل هي رأس الحربة في محاربة ولاية الفقيه ابتداء من سوريا".

تبادل أدوار

ومن جهة ثانية يرى الأكاديمي والخبير بسياسات الشرق الأوسط الدكتور علاء السعيد، أن المسألة بين إيران وأمريكا هي لعبة تبادل أدوار بين الطرفين للحصول على أكبر المكاسب على حساب الدول العربية والانسحاب الأمريكي قد يكون ناتجا عن اتفاقيات أمريكية إيرانية، لأن وجود إيران في سوريا إنما هو في الحقيقة خدمة للكيان الصهيوني. (اقرأ/ي أيضًا: إسرائيل تمتطي "حصان طروادة" السوري للتغلغل بالشرق الأوسط).

 ذلك يأتي بخاصة بعد تصريح  وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الذي قال فيه "إننا أبدا لم نقل إننا سندمر إسرائيل" ومع ملاحظة تحديه للصحافي في أن يذكر له مسئول إيراني ذكر هذا ويعني هذا الأمر أن إيران لا تهتم بتدمير إسرائيل وجاء التصريح ملازماَ لتصريح ترامب بانسحاب قواته من سوريا.

 "وما يقوم به ترامب التاجر من أجل ترك المجال لإيران"، كما يعتقد السعيد، لكي تجد متنفساَ لها بعد تطبيق العقوبات على غرار ما حدث في حزم العقوبات السابقة والتي خلالها وعلى الرغم من الحصار كان أقوى فترة عمل فيها النظام الإيراني على تطوير نظامه النووي.

وبحسب السعيد، فإن ما يحدث في سوريا هي لعبة امريكية إيرانية كي لا تنتهي المشكلات في المنطقة مما يسمح لإيران بالتوسع ويسمح لأمريكا بنهب ثروات المنطقة عن طريق بيع الأسلحة ويعطى الفرصة لإسرائيل بالعيش في أمان ومحاولة عمل تطبيع مع الدول العربية والتي بدأت بالفعل.

 وما يحدث اليوم هو نفس ما حدث في الحرب المزعومة لحزب الله مع اسرائيل عام 2006 حيث وجود اتفاقات مسبقة بين جميع الأطراف على حساب العرب. وفق السعيد.