المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

أطراف إقليمية تتسابق لملئ الفراغ بعد انسحاب أميركا

 
   
14:43

http://anapress.net/a/474267434373149
608
مشاهدة


أطراف إقليمية تتسابق لملئ الفراغ بعد انسحاب أميركا
من يملأ الفراغ الأميركي- صورة أرشيفية

حجم الخط:

القرار الأميركي بالانسحاب من سوريا لم يكن مفاجئاً فحسب، بل يبدو أنه سيغير حسابات وتوازنات كثيرة ليس في سوريا فقط، بل في المنطقة كلها بسبب الثقل الأميركي في الشرق الأوسط وارتباط عدة أنظمة إقليمية مع القرار الأميركي بالمنطقة.

وبقدر ما كان القرار الأميركي بالانسحاب من سوريا مفاجئا، بقدر ما كان غامضاً ومجهول الأسباب حتى هذه اللحظة، وهذا ما أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والذي قال -في تصريحات نقلها موقع روسيا اليوم- إن بلاده ليس لديها أي تصور كامل بشأن أسباب الانسحاب الأميركي من سوريا.

وفي المقابل، يرى محللون -في تصريحات متفرقة لـ "أنا برس"- أن التنسيق التركي الأميركي كان واضحاً منذ اتخاذ الإدارة الأميركية قرار الانسحاب من سوريا.. وقد ظهر جلياً وفق المستجدات الأخيرة إلى أن هناك طرفاً ما سيملأ الفراغ الأميركي، وهذا ما بدا واضحاً من خلال تصارع أطراف النزاع السوري إلى التسابق نحو ملئ الفراغ الأميركي في سوريا.

واصلت تركيا إرسال تعزيزات إلى جنوب تركيا والمناطق المحاذية لسيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد) ذات الغالبية الكردية، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول".  وتركزت تعزيزات تركيا في محيط مدينة منبج ما يرجح إطلاق عملية قريبة فيها وسط انباء متضاربة عن اتفاق بين الكرد والنظام برعاية روسيا لنشر قوات من النظام السوري على المنطقة الفاصلة مع قوات "درع الفرات" لمنع عملية وشيكة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

أطراف إقليمية

يقول المحلل السياسي أرفاد بدران لـ "أنا برس": "حان الوقت لكي يتحارب أطراف الصراع الإقليميين.. الإيرانيون على استعداد لخوض تلك الحرب، والروس دفعوا بتعزيزات لدير الزور، والأتراك دفعوا بتعزيزات كبيرة جداً لمحيط منبج وجرابلس وتل أبيض خلال الأيام الماضية".

ويشير بدران إلى أنه "يوميا يستمر دخول أرتال تركية بعد القرار الأميركي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقول سندخل القامشلي عدا المربع الخاص بالنظام، أي أن هناك اتفاقاً بين تركيا وبين نظام الأسد لتغيير الوضع في شرق الفرات".

ويوضح المحلل السياسي أن "هناك ورقة مخبأة منذ بداية الثورة وهي الآلاف المدربة من الكرد السوريين الموالين لمسعود البارزاني (بيشمركة روج آفا)، والذين مولتهم الولايات المتحدة الأميركية بمبلغ  700 مليون دولار هذا العام، وأعتقد بأنه سيتم طرحها الآن".

ويشير إلى أن "هذه القوات معادية للأسد وإيران وستسحب البساط من تحت أقدام تركيا بتهمة الإرهاب لحزب العمال الكردستاني.. كما أن هذه الورقة تعبت عليها الولايات المتحدة الأميركية منذ سنوات.. وستدخلها واشنطن لمصلحة دولة كردستان وبذات الحجة محاربة داعش". (اقرأ/ي أيضًا: تفاصيل رسالة "شديدة اللهجة" من تركيا للنظام السوري).

وسيدخل بيشمركة "روج آفا" خلال الفترة المقبلة وستسحب الولايات المتحدة قوات الـ "BKK".. وسيكون الرد على تركيا أن هذه القوات ليست إرهابية.. وهي جزء من المجلس الوطني الكردي.. وهي مخبأة ويُنفق عليها من الموازنة الأمريكية سنويا ومبالغ ضخمة جدا.. ومن غير المعقول أن تبقى هذه القوات دون عمل.. فالورقة الأخيرة هي بيشمركة.. والـ "BKK" مرحلي مثل داعش، بحسب بدران.

ملئ الفراغ

ومن جهته، يقول الخبير بالشأن التركي عبد الله سليمان أوغلو لـ "أنا برس": هناك قوى كثيرة تريد ملئ هذا الفراغ الذي ستتركه أميركا؛ فهناك النظام من طرف وإيران من طرف آخر وحتى روسيا التي تطمح بسد الفراغ الأميركي، كما وجدنا أن فرنسا تريد سد هذا الفراغ.. ولكن لن تستطيع فرنسا أن تحل محل واشنطن لأن الجنود الفرنسيين لا يتعدى عددهم 800 جندي ولا توجد عندهم أسلحة ثقيلة ولا طيران كباقي الأطراف.

ويوضح أوغلو أنه "إذا تم الاتفاق بين تركيا وروسيا وأميركا، فإن المرشح الأكبر هو تركيا لملئ هذا الفراغ.. لكن من جهة أخرى قد تكون هذه المنطقة بمثابة فخ لتركيا باعتبار أن المنطقة كبيرة جدا ومترامية الأطراف، إضافة ما تملكه وحدات الحماية الكردية من أسلحة وعتاد ثقيل ونوعي التي قُدمت من واشنطن لهذه القوات الامر الذي يصعب مهمة تركيا إذا دخلت في حرب طويلة مع هذه القوات".

وفيما يخص منبج، أشار الخبير بالشأن التركي إلى أن القيادة التركية أكدت أن موضوع منبج سيحل قبل الانسحاب الأمريكي من المدينة.. مضيفا بأن موضوع منبج مفروغ منه حيث ستدخل الجيش التركي مع فصائل الجيش الحر.

وحول التنسيق الأمريكي التركي الأخير حول الانسحاب من سوريا، والتصريحات الأميركية الأخيرة المتعاطفة مع تركيا، يقول أوغلو: إن وزير الخارجية أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن نقول عنها أصبحت حليف.. بمعنى أن واشنطن قد تخلف مع تركيا بأي لحظة وقد يتراجع ترمب عن قراره في أي لحظة أيضا. 

وكان مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف غينادي غاتيلوف، قد أكد في حديث لصحيفة "إزفيستيا" الروسية، إن تركيا تمتلك حدوداً مشتركة طويلة مع سوريا، ولها مبررات معينة في أن تستجيب لتهديدات أمنها، بخاصة إذا كانت تلك التهديدات إرهابية.

 ورجح غاتيلوف أن يكون "نشاط تركيا في الشمال السوري ظاهرة موقتة ترتبط بالمخاوف المتعلقة بالأمن القومي والخطر الإرهابي".. مؤكدا أن "لا شيء يدفعنا إلى التشكيك في صدقية الموقف التركي"، لافتاً إلى أن أنقرة تعلن تأييدها الكامل لوحدة أراضي سوريا وسيادتها."




كلمات مفتاحية