المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

أسباب فشل روسيا في حملتها الأخيرة على الشمال السوري

 
   
10:54

http://anapress.net/a/30322264608168
243
مشاهدة


أسباب فشل روسيا في حملتها الأخيرة على الشمال السوري
جانب من الدمار في سوريا- أرشيفية

حجم الخط:

بعد الخسائر المتتالية التي منيت بها قوات النظام السوري ومن خلفها روسيا الداعم الأكبر في معارك الشمال، والتي أعلنت قبل شهرين عن حملتها ضد من سمّتهم "الإرهابين" في الشمال السوري. بدأ التخبط وحالة عدم الرضا العامة التي تعم أوساط القيادة الروسية إثر خسائرهم وتعثر حملتهم الأخيرة ضد محافظة إدلب.

وفي مسعى منه لكسب توافق دولي، وخاصة الدور الأوروبي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأول الجمعة، إن روسيا تشعر بالقلق إزاء تسلل المسلحين من (إدلب) السورية إلى ليبيا.

وقال بوتين، في مؤتمر صحافي بعد محادثاته مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أنّ "ما يقلقه بشكل خاص، هو أننا نشاهد في ليبيا تركيز المسلحين من منطقة إدلب السورية. وذلك خطر على الجميع، لأنهم بإمكانهم التنقل من ليبيا إلى أي مكان"، وفقاً لوكالة (سبوتنيك) الروسية.

ووفقا لخبراء عسكريين ومحللين سياسيين تحدثوا لـ "أنا برس"، فإنه وفقا للمؤشرات الميدانية على الأرض.. وما جرى من تطورات خلال الأسابيع الماضية على جبهات حماة وإدلب، فأن الترسانة العسكرية الروسية أثبتت فشلها في اقتحام ريف حماة ومدينة إدلب.

وبالتالي تثار أسئلة حول أسباب فشل الروس في حملتهم العسكرية في ريف حماة وإدلب، منذ أن تم إعلانها قبل شعرين تقريبا.. ولماذا لم تستطع موسكو الحسم العسكري في الشمال السوري؟ بل خسر النظام مناطق عديدة في ريف حماة كانت تحت سيطرته.

ضربة

يقول الخبير العسكري المعارض، العميد أحمد الرحال: "لم ينزع فتيل الاشتعال بعد في الشمال السوري.. ولكن الضربة التي تلقاه الروس والنظام السوري كانت مؤلمة ولم تتوقعها موسكو التي وضعت في مخططاتها أن تصل للطرق الدولية ولمناطق حاسمة وفاصلة".

وبحسب الرحال، فإن هناك حشوداً قادمة من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة عشر ومن بعض الألوية في دمشق كاللواء 121 واللواء 91.. مشيرا إلى أن هناك عمل عسكري يتم تحضيره من قبل الروس والنظام في الشمال السوري.

وتابع الخبير العسكري: هناك تحضيرات عسكرية روسية تتم في منطقة الكبانة في ريف اللاذقية.. كما أن هناك تحضيرات أيضا في ريف حماة.. منوها إلى أن هذه التحضيرات تتزامن مع اجتماعات دولية مكثفة خلال هذا الشهر حول إدلب.. فالاجتماع الأول (تركي روسي فرنسي الماني) والاجتماع الأخر (روسي تركي إيراني).

وأوضح الرحال خلال حديثه مع "أنا برس" أن روسيا وصلت إلى قناعة مطلقة أن مناطق المعارضة أصبحت عصية لوجود الجيش السوري الحر الذي أخذ مواقعه في تلك المناطق ومتمرس فيها ووجود مواقع دفاعية مؤثرة، مضيفا إلى وجود نقاط تركية في مواقع حساسة.. وخاصة النقطة 10 التي تكشف كل تحركات النظام.

"وهناك ضغوطات تمارس على موسكو من واشنطن والاتحاد الأوروبي وأنقرة أيضا.. بأن الحل العسكري لن يجدي نفعا.. إذ أن واشنطن ترفض منح المناطق المحررة للروس إلا بشرط إخراج إيران من سوريا.. أو انتاج حل سياسي في سوريا.. وهذه الشروط غير موجودة عند الروس حاليا"، وفق الرحال.

فشل

وبدوره، فند الخبير بالشأن التركي، عبد الله سليمان أوغلو، خلال حديثه مع "أنا برس" أسباب فشل الروس والنظام في حملتها العسكرية الأخيرة على ريف حماة وإدلب.. وأرجعها إلى عدة أسباب.. فهناك أسباب متعلقة بالجانب الروسي والنظام، وأسباب متعلقة بالجيش السوري الحر.

وحول الأسباب المتعلقة بالروس والنظام، يرى أوغلو أن الروس اعتمدوا فقط على القصف الجوي، وعدم وجود قوات برية منظمة ومساندة وعدم وجود تنسيق بين القوات البرية، بدليل أن النظام استبدل قيادات قواته أكثير من مرة.

حيث تم إعفاء "سهيل النمر" بسبب فشله في قيادة تلك المعارك.. ومن ثم جاءت قوات الفرقة الرابعة.. ومن ثم الحرس الجمهوري.. ما يدل على التخبط في صفوف النظام ووجود خلافات ما بين قوات النظام مما أدى إلى الخسائر المتلاحقة والضربات التي تلقاها من الجيش الحر. وفق أوغلو.

أما الأسباب المتعلقة بفصائل المعارضة.. يعتبر أوغلو أنه كانت هناك استماتة من قبل فصائل المعارضة للدفاع عن أخر معقل للثوار.. مشيرا إلى أنه تم رمي كل الخلافات والتي قد تكون عميقة بين بعض الفصائل وخاصة بين (جبهة تحرير الشام والجبهة الوطنية) والقتال في خندق واحد ضد قوات الأسد.

ومن ناحية أخرى -كما يقول أوغلو- كان هناك الدعم اللوجيستي والعسكري والسياسي التركي لفصائل المعارضة التي كان لها دور بارز في صد هجمات النظام على ريفي حماة وإدلب.. منوها أن أنقرة تعلم علم اليقين أن سقوط إدلب بيد النظام سيفقد تركيا العديد من الأوراق الهامة.. كما أن سقوط إدلب سيشكل تهديد مباشر للأمن القومي التركي.

تكتيك ناجح

وبدوره، أفاد المحلل السياسي المعارض عبد الرزاق الحسين، بأن الفشل الروسي متعلق بجانبين عسكري وتقني استخباراتي وقرار دولي أمريكي تركي، إذ أن رغم القوة التدميرية الروسية والنظام الا أنها غير دقيقة.. بالإضافة إلى تكتيك القوات المعارضة كان ناجع أيضا في تحريك الجبهات وتداخلها وهنا اختفت تقريبا خطوط التماس مما جعل القصف الجوي غير ناجع.

وأوضح الحسين لـ "أنا برس" أن القرار التكتيكي الأمريكي التركي كان مهما وكان له دور في تصدي هجوم النظام والروس.. وفي إسقاط جميع قرارات استانة السابقة والإعادة إلى نقطة الصفر والتوجه نحو جنيف والأمم المتحدة

 ولفت الحسين إلى أن المادة الاستخباراتية عبر تركيا للمعارضة كانت نشطة وحاسمة في دعم واسع في الجبهات مع سماحية أوسع في استخدام التاو وغيرها، مضيفا أن رغبة علنية تركية بضم إدلب إلى عفرين و ضمن عملية غصن الزيتون .. وهذا مؤشر عن اتفاق تركي أمريكي.. كان الرد فيه عبر جبهة إدلب.