http://anapress.net/a/300939119982914
يبدو أن العد التنازلي قد بدأ فعليا لتدخل منطقة شرق الفرات مشهد الأحداث والتوترات الإقليمية وقد تكون دولية أيضاً، وبالمقابل يبقى التفاهم والتعاون التركي الأمريكي هو محور أي تدخل عسكري في المنطقة.
في تصريحات -ربما هي الأولى من نوعها- حول البدء فعليا في شن عملية عسكرية على شرق الفرات، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن أن الهجوم على الوحدات الكردية المسلحة، المتمركزة بمناطق شرقي الفرات، سيبدأ خلال اليومين المقبلين، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول" اليوم.
وأشار أردوغان إلى أن بلاده "جنبت إدلب أزمة إنسانية كبيرة، وجاء الدور للقضاء على بؤر الإرهاب، في مناطق شرقي الفرات".. مشددا في الوقت نفسه على أن بلاده "لا تستهدف الجنود الأمريكيين" في ظل وجود قواعد لواشنطن في مناطق شرقي الفرات، لتقديم الدعم والتدريب للوحدات الكردية، المصنفة لدى أنقرة منظمات إرهابية.
وأضاف الرئيس التركي: "لم نكن أي عداء لا لأميركا ولا للجنود الأميركيين الموجودين في سوريا ورغم كل شيء نراها كشريك إستراتيجي يمكننا أن نسير معه في المستقبل شريطة أن نتلاقى على أرضية صحيحة".. لكنه في المقابل قال: إن "الولايات المتحدة، نقلت علاقاتها مع المنظمة الانفصالية، إلى مستويات متقدمة مع كل يوم يمر، حتى أنها ترفع رايات المنظمة إلى جانب أعلامها".
ولفت إلى أنه "رغم أن 80-85 في المئة من سكان منبج من العرب، إلا أن المدينة واقعة الآن تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية التي تتصرف بغطرسة هناك والولايات المتحدة غير قادرة على إخراج الإرهابيين؛ إذن نحن سنخرجهم فقد بلغ السيل الزبى".
وشدّد على ضرورة عدم السماح لـ "لخلافات العميقة في السياسة تجاه سوريا التي تعد مسألة وجود بالنسبة إلى تركيا، بأن تكون عائقًا أمام تعاون أكبر بين البلدين في المستقبل".. مؤكدا أنهم "مصرون على جعل مناطق شرقي الفرات، مناطق آمنة يمكن العيش فيها" وتابع: "ستتاح فرصة للتعاون البناء، مع الولايات المتحدة أيضا".
دعم مؤقت
تأتي تصريحات أردوغان بعد أيام من تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري الذي أكد أن دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد تكتيكي ومؤقت، مؤكدا على ضرورة التعاون الوثيق مع تركيا للوصول إلى حل نهائي في سوريا. (اقرأ/ي أيضًا: واشنطن: دعمنا لقوات سوريا الديمقراطية مؤقت).
وفي ظل تصريحات الرئيس التركي بشن عملية عسكرية على شرق الفرات يتبادر إلى الذهن: هل أخذت أنقرة موافقة وضوء أخضر من واشنطن لشن هذه العملية؟ أم أنها ستكون بداية توترات عميقة بينهما؟
يقول الخبير بالشأن التركي عبد الله سليمان أوغلو لـ "أنا برس": التصريح يؤكد مرة أخرى عزم تركيا القيام بعمل عسكري ضد وحدات الحماية الكردية وإبعاد خطرها عن الحدود التركية. ويوضح أوغلو أنه "ما زال الخلاف الأميركي التركي حول منبج وشرق الفرات قائمًا وأمريكا تماطل في تنفيذ خارطة الطريق الخاصة فيما يخص منبج التي من المفترض أن تكون منفذة مع نهاية العام 2018 لكن التطورات على الأرض تظهر عدم تنفيذ أي تعهد والتزام من قبل الولايات المتحدة سوى تنفيذ دوريات مشتركة".
وبحسب أوغلو، فإن "نقاط المراقبة الأميركية على طول الحدود مع تركيا ومشاركة قوات سعودية وإماراتية في تدريب قوات الحماية الكردية كلها تثير قلق ومخاوف تركيا وتدفعها للاستعجال إلى تنفيذ عمل عسكري شرق الفرات". ويختم الخبير بالشأن التركي حديثه قائلا: هناك مشاكل كبيرة وخلافات حقيقية بين تركيا وأمريكا يمكن أن يكون أي واحد منها سبباً للتصعيد والتوتر في أي لحظة.
أخذت الولايات المتحدة على نفسها إعداد 35-40 ألف مقاتل محلي في سوريا في منطقة شرق الفرات.. هذا ما أعلنه رئيس هيئة الأركان العامة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، في السادس من ديسمبر الجاري، خلال كلمته في منصة نقاش نظمتها صحيفة واشنطن بوست.
ويبلغ عدد المقاتلين المزمع تدريبهم وتجهيزهم على الضفة الشرقية لنهر الفرات وفق "دانفورد" حوالي نصف المنضوين تحت راية التحالف العربي الكردي (قوات سورية الديمقراطية)، الذين يتراوح عددهم بين 60 و75 ألف مقاتل.
وكان البنتاغون قد أعلن أنه نصب نقاط مراقبة في شمال سوريا قرب الحدود التركية، لمنع وقوع أي مواجهة بين الجيش التركي والمقاتلين الأكراد المدعومين من واشنطن. وفق ما ذكرته وكالة RT الروسية.
في المقابل أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إنه يجب على واشنطن إنهاء علاقتها بوحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني، والتخلي عن نقاط المراقبة شمالي سوريا. بحسب الأناضول.
معلومات
ومن جانبه، يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي أحمد الرحال لـ "أنا برس"، إنه ووفق معلوماته الخاصة "فإنه خلال زيارة جيمس جيفري قبل أيام لتركيا تم الاتفاق على معظم النقاط المطروحة على طاولة الفريقين، ولكن عندما تم التطرق لموضوع شرق الفرات كان هناك خلاف تركي أمريكي شديد جداً"، على حد وصفه
كما أوضح الرحال أن "جيفري قد هدد بأن أي قوة تدخل إلى شرق الفرات سيكون مصيرها مثل مصير القوات الروسية التي حاولت دخول منطقة شرق الفرات، والذي ضربهم طيران التحالف وقتها".
وقال الرحال: وفق معلوماتي لن يكون هناك اجتياح بري، سيكون هناك ضربات جوية بالعمق من 30 إلى 50 كم داخل الأراضي السورية في منطقة شرق الفرات.. وأشار الرحال إلى أن هناك إصرار تركي على الضربة مقابل رفض أمريكي ولكن لن يصل لمرحلة التصادم مع الأتراك، فهناك تحالف تركي أمريكي قديم، إنما لا توافق على الأجندات المرحلية في سوريا.