خذلان دولي و" مؤتمرات " بلا طحين.. تعرف على أبرز أحداث 2017 في سوريا

مع اقتراب رحيل عام 2017 أصبح المشهد الرئيسي في سوريا خلال هذا العام هو الخذلان الدولي للشعب السوري والتراجع عن المطالبة برحيل الأسد من معظم الدول المحسوبة على أصدقاء الشعب السوري، وبروز سيطرة روسيا على القرار السياسي نتيجة تراجع الدور الأمريكي في سوريا سياسياً.

وظهرت الهيمنة الروسية على الملف السوري خلال علم 2017 باستخدام روسيا لحق الفيتو ثلاث مرات خلال هذا العام، وأيضاً بسحب البساط من جنيف لصالح الاستانة وأخيراً سوتشي.

جولا ت آستانة

محادثات أستانة للسلام في سوريا، هي محادثات جرت بين ممثل نظام الأسد وعدد من قادة فصائل المعارضة السورية برعاية روسية وتركيا وذلك في العاصمة الكازاخستانية "أستانة، وأهم ما جاء في هذه المحادثات التأكيد على الحل السياسي في سوريا، والاتفاق على إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا.

وأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية، وضرورة الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية، وأن "الوفود المشاركة" تصر على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا).

آستانا 1: جرت يوم 23 يناير/كانون الثاني 2017.

آستانا2: بدأت أعمالها يوم 15 فبراير/شباط 2017.

آستانا 3: انطلقت في 14 مارس/آذار 2017.

آستانا 4: بدأت أعمالها في 4 مايو/أيار 2017.

آستانا 5: انطلقت يوم 4 يوليو/تموز.

آستانا 6: بدأت أعمالها في 14 سبتمبر/أيلول 2017

آستانة 7: انطلقت في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2017

آستانة 8: انتهت أعماله في 21 كانون أول/يناير، وأقر البيان الختامي وثيقة حول تشكيل فريق عمل خاص لبحث ملف المفقودين والمعتقلين وتبادل الجثث، رغم معارضة وفد نظام الأسد حتى اللحظة الأخيرة. (اقرأ تفاصيل عن الاستانة خلال العام). وتقرر في "أستانة-8" عقد مؤتمر "الحوار السوري" في سوتشي الروسية بين 29-30 كانون الثاني/يناير.

اتفاق وقف إطلاق في الجنوب السوري

على هامش قمة العشرين، التي عقدت في هامبورغ الألمانية أعلنت موسكو وواشنطن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الجنوب السوري، تزامنا مع لقاء الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين في قمة العشرين، التي عقدت في هامبورغ الألمانية.

وأهم ما جاء في هذا الاتفاق، انسحاب عناصر قوات نظام الأسد والمسلحين الموالين لها وانسحاب الفصائل المقاتلة والإسلامية من خطوط التماس في جميع المحاور، وانتشار قوات الأمن الداخلي التابعة لنظام الأسد في هذه الخطوط، ونشر قوات شرطة عسكرية روسية في مناطق وقف إطلاق النار في المحافظات الثلاث الموجودة في الاتفاق، (القنيطرة، درعا، السويداء) للإشراف على وقف إطلاق النار وتنفيذ الهدنة. 

الفيتو الروسي

استخدمت روسيا حق النفض (الفيتو) ثلاث مرات خلال عام 2017 لتحمي نظام الأسد من إدانة المجتمع الدولي له وخاصة في مجزرة الكيماوي التي ارتكبها نظام الأسد في شهر نيسان/أبريل.

ففي 28 فبراير/شباط 2017: استخدمت روسيا والصين حق النقض ضد مشروع قرار لمجلس الأمن بفرض عقوبات على النظام السوري لاستخدام السلاح الكيميائي، وهو مشروع رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه "غير ملائم". 

12 أبريل/نيسان2017: استخدمت روسيا حق النقض ضد مشروع قرار أميركي بريطاني فرنسي مشترك بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، ولا سيما الهجوم الذي وقع في خان شيخون، وأيدت مشروع القرار 11 دولة وامتنعت الصين وإثيوبيا وكزاخستان عن التصويت.

 24 أكتوبر/تشرين الأول 2017: موسكو تستخدم مجددا حق النقض في مجلس الأمن الدولي لتحبط مشروع قرار أميركي يدعو إلى تجديد تفويض آلية تحقيق دولية مشتركة في الهجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا.

جولات جنيف العقيمة

أربعة مؤتمرات في جنيف كان العنوان الأبرز لها هو الفشل والمراوغة وإضاعة الوقت من قبل النظام ليتمكن من قضم أكبر قدر ممكن من مناطق المعارضة. رفض نظام الأسد أي مبادرات حسن النية بوقف القصف أوفك الحصار أو إطلاق سراح المعتقلين وتمسكه بالحوار دون شروط ورفضه مشاركة بعض أطراف المعارضة، وقدم دي مستورا رؤية للمحادثات التي أسماها السلال الأربع التي رحبت بها المعارضة ورفضها نظام الأسد. وانتهت جولات المحادثات الأربعة غير المباشرة دون إحراز تقدم.

وجولات جنيف كانت كالتالي، جنيف 5: انطلقت أعمالها في 24 مارس آذار، جنيف 6: انطلقت هذه الجولة في 16 أيّار، جنيف 7: انطلقت أعماله في 10 تموز، جنيف 8: بدأت الجولة الثامنة من جنيف في 28 تشرين الثاني ورغم تعثرها كسابقاتها.

أقرأ أيضاً: ملف المعتقلين.. من جنيف إلى الاستانة والوعود الروسية

فقد ظهرت فيها متغيرات أهمها دعوة المعارضة لمفاوضات مباشرة مع وفد نظام الأسد، في حين اقترح ستيفان دي مستورا المبعوث الأممي ترحيل ملفي الدستور والانتخابات إلى مؤتمر سوتشي المزمع عقده في روسيا.

مؤتمر الرياض2 وتوحيد المعارضة

أهم ما جاء في بيان الرياض2 الذي جاء لهيكلة المعارضة وتوحيدها، بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية، بخلاف نص بيان الرياض1 على أنه "لا مكان لبشار الأسد وزمرته" في النظام السياسي الناشئ عن عملية الانتقال السياسي، أما بيان الرياض 2 فيقول إنه يجب أن يرحل في بداية المرحلة الانتقالية.

قوبلت نتائج المؤتمر بردات فعل متفاوتة، البعض أيد النتائج، وآخرين اعترضوا، والبعض أخذ موقفا وسطاً. لكن أغلبية السوريين ظلت صامته، ليس لأن الأكثرية، اعتادت الصمت في سنوات السابقة بفعل ما أصابها، ولحقها من كوارث. بل لأنها تأمل بخطوة ما، تقربها من نهاية الكارثة، التي صار السوريون وسوريا في عمقها. خطوة تضع القضية على سكة تغيير عميق للواقع السوري في أهله وكيانه.

التحولات السياسية لأصدقاء الشعب السوري

تراجعت فكرة إزاحة رأس النظام بشار الأسد من المشهد السياسي السوري، وثمة مؤشرات تقول إن دائرة القبول ببقائه آخذة فى الاتساع، خاصة بعد التغيير الجذري في مواقف أمريكا وبريطانيا وحلفائهما من الدول الغربية تجاه القضية السورية، وتخليها عن مطلبها الذي تمسكت به لفترة طويلة بضرورة تنحِّيه عن السلطة.

وأيضاً التغيير في الموقف السعودي تجاه الثورة السورية لعلها كانت الشعرة التي قسمت ظهر الثورة، ولعل تصريحات دي مستورا عندما تحدث للمعارضة بأنهم لم يعد يبقى لهم داعمين دوليين حقيقيين ولعل الأمور تتجه نحو بقاء الأسد وخاصة بعد تصريحات الروس، بأن لهم الدور الأكبر في بقاء الأسد في الحكم، وأن التواجد العسكري الروسي في سوريا أرغم الغرب على قبول الأمر الواقع، وبالتالي بقي رأس النظام.

فهل تغيرت المعادلة الدولية وأصبح بقاء الأسد في سوريا أمرًا لا مفرّ منه؟ أما أن هناك ثمة تغييرات استراتيجية إقليمية أو دولية تغير هذه المعادلة...

أقرأ أيضاً: النظام يُعرقل مفاوضات جنيف.. وهذا هو الموقف الروسي