المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

بعد سبعة أعوام من "الثورة".. هل جاءت مرحلة جمع الغنائم؟

 
   
13:07

http://anapress.net/a/258749207381861
680
مشاهدة


بعد سبعة أعوام من "الثورة".. هل جاءت مرحلة جمع الغنائم؟

حجم الخط:

سبع سنوات مرت على الحرب الوحشية التي يشنّها رئيس النظام السوري بشار الأسد على شعبه، تحت عنوان مكافحة الإرهاب، وبينما يطوي الشعب السوري صفحة السنة السابعة من ثورته المجيدة، ويفتح معها صفحة السنة الثامنة منها، فإن الأمال تحدوه بفرج قريب.

ومع انطلاقها قبل 7 سنوات، سرعان ما تعامل معها رأس النظام السوري بالعنف، مستخدما ضد المدنيين صنوف الأسلحة المحرمة، ليصل تعداد ما قتله الأسد بعد 7 سنوات أكثر من 800 ألف قتيل، وأكثر من 6 ملايين نازح. وفق المنظمة السورية لحقوق الأنسان

ويرى مراقبون أنه بعد سبع سنوات من الحرب السورية، قد تواجه سوريا وضعا يشبه وضع لبنان في مراحل عديدة من حربها الأهلية بين عامي 1975 و1990، عندما انقسمت إلى جيوب للمليشيات المتصارعة، شهدت خلالها البلاد فترات طويلة من الهدوء على صعيد العمليات الحربية وتخللتها أحداث مروعة.

دخل التحالف الدولي لضرب تنظيم داعش المسلح عبر دول عربية وأجنبية، إلى جانب دخول قوات روسيا وتركيا كل منها تحارب لمصالحها، أنقرة لتفرض منطقة آمنة على حدودها والقضاء أي حلم كردي بإقامة دويلة شمالي سوريا، في حين ربح الروس عسكرياً بعد أن جربوا من خلال وجودهم في دمشق أكثر من 200 سلاح بين أرضي وجوي.

وأبعدت واشنطن حليفها التركي في (حلف الناتو) لمحاربة تنظيم الدولة داعش في الرقة وفي شرق الفرات، وتمكن التحالف الذي يضم الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية من إنجاز مهمته، إذْ تكبدت داعش هزيمة من الناحية الإقليمية في سوريا.

ولم تتضح السياسة الأمريكية في سوريا خلال السنوات الماضية إلا أنها سيطرت على منطقة شرق الفرات وجعلت قوات سوريا الديمقراطية هي الواجهة لهذه السيطرة، ويتعارض ذلك مع مواقف كل من إيران وتركيا وروسيا والنظام السوري، التي أُجبرت على الدخول في تحالفات متشابكة وفي بعض الأحيان متناقضة تقوم على المصلحة.

واختارت روسيا وتركيا العمل مع إيران أيضًا، التي ربما تعتبر أقوى المؤيدين لرئيس النظام السوري، من خلال مبادرتين مترابطتين. تتمثل الأولى، التي تُعرف بعملية الأستانة، في آلية دبلوماسية ثلاثية للإشراف على سلسلة من عمليات وقف إطلاق النار وما يُطلق عليه مناطق خفض التصعيد؛ وتتمثل الثانية في عملية السلام المُجامِلة التي عُقِدت مؤخرًا في سوتشي، بهدف إطلاق المفاوضات سريعًا لإنهاء الحرب وصياغة الدستور.

اقرأ أيضًا:

زخرت عملية سوتشي بالتناقضات وتطلب الأمر في النهاية من روسيا أن تتنازل إلى تركيا فيما يخص عددًا من القضايا، من بينها تقليص نطاق اختصاص المؤتمر. ويساعد الشد والجذب الدبلوماسي بين تركيا وروسيا على تفسير الوضع القائم وإيضاح الديناميات في عفرين.

ويرى مراقبون أن الحملة التركية ضد الأكراد أفسدت علاقاتها مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، ترى كل من دمشق وطهران أن اضطراب العلاقات الأمريكية التركية أقل أهمية من التهديد الحالي الذي يشكله التواجد العسكري التركي غير محدد المدة. وفي الوقت ذاته، لم تُظهر أنقرة أي دلائل على امتثالها للضغط الخارجي لسحب قواتها.

وتنقل وكالة RT الروسية عن السفير السابق فورد بعدما أجرى مناقشات مؤخرا مع خبراء روس مطلعين على سياسة موسكو، إنهم يعتقدون بأن الجيش السوري مرهق، وإنه سيكون من الصعب على الأسد استعادة السيطرة على البلاد بأكملها، ويضيف أنه "لا بد من حدوث تحول عن المركزية، وهذا وارد بالطبع في مقترح الدستور الذي طرحه الروس"، حيث إنه لا يمكن للأسد حتى أن يأمل إدارة سوريا بقبضة السيطرة المركزية الحديدية التي كان يديرها بها في وقت من الأوقات، غير أن الأسد رفض هذا المقترح.

ويصف مراقبون أن ما يحدث في سوريا بعد 7 سنوات من الثورة بأنه وقت تقسيم الغنائم، عام 2018 لن ينتهي إلا بتقسيم سوريا فعليا، مناطق خاضعة للأتراك وأخرى للروس وثالثة لشيعة إيران، ورابعة للأسد في دمشق، وأخرى تكون للأمريكان في شرق الفرات.

اقرأ أيضًا:

يقول القيادي في الائتلاف الوطني محمد يحيى مكتبي، إن العنوان الأبرز للثورة السورية هو الشعب السوري الذي دفع ثمناً باهظاً لينال حريته وكرامته من عصابة حكمت البلاد لأكثر من 45 سنة.

 ويرى أن الجميع تكالب على الشعب السوري من فصائل متطرفة كداعش والنصرة والمليشيات الإيرانية إضافة لإرهاب الدولة المنظم من قبل النظام السوري لوأد ثورته التي طالب بالديمقراطية والكرامة. ناهيك عن دخول الجيش الروسي بكل عتاده وسلاحه لقصف الشعب السوري.

وحول توقعاته عن مستقبل الثورة يؤكد القيادي في الائتلاف أن الثورة ستستمر إلى إسقاط الطاغية، لأن الثورة هي قيم وفكر ومبادئ، ومشيراً إلى أنه رغم المنظومة الأمنية والحديدية للنظام حول رقاب الشعب طوال 40 عاماً لم تمنع من خروج الشعب بثورة ضده وإسقاطه.

ويختم المكتبي قائلا: لا ننكر أن الوضع خطير وخاصة في الفترة الأخيرة وما تشهده الغوطة ومناطق غيرها في سوريا، ويعتقد أن التطرف سيزداد وينتشر إذا لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات حاسمة ضد أركان النظام السوري.

 بدوره، يقول المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حمادة الأسعد، إن النظام السوري حول سوريا إلى بلد قمعي أمني، حيث إن عدد السجون والمعتقلات أكثر بكثير من عدد الجامعات والمعاهد في سوريا، فقد استطاع أن يختزل سوريا إلى "مزرعة خاصة لعائلة الأسد".

ويستطرد: الثورة السورية جاءت لتصحيح هذا المسار والمطالبة بالعيش بالحرية والكرامة التي كان يفقدها للأسف الشعب السوري في ظل حكم الأسد لسوريا، ويشير إلى أنه صحيح أن الثورة مرت بسنوات عجاف بسبب التدخلات الإقليمية والدولية في سوريا والتي وقفت مع نظام الأسد ضد الشعب السوري.

ويؤكد الأسعد على أن النظام يلعب حالياً على عامل الوقت لتحقيق انتصارات عسكرية بدعم من حلفائه، ويتملص من كل استحقاقاته الدولية وكل القرارات الدولية الخاصة بإنهاء النزاع في سوريا.

ويلفت إلى أن الثورة مستمرة ولن ترجع إلى الوراء أبداً، وستنصر في نهاية المطاف، فالثورة هي فكر وعقيدة وهي ثورة متجددة بوجود شباب الثورة. وسيتم طرد المليشيات الإيرانية وكذلك إسقاط هذا النظام.

اقرأ أيضًا:

بحسب إحصائيات للأمم المتحدة فإن ما يقارب من (12) مليون شخص أي نصف عدد سكان سوريا تقريباً بحاجة ماسة إلى المساعدة، في حين أن الاقتصاد محطم، فأربعة سوريين من أصل خمسة يعيشون في فقر مدقع في حين بلغ معدل البطالة نسبة الـ (50%).

وتقول منظمة الصحة العالمية إن (57%) من مستشفيات سوريا العامة قد تضررت، وإن نسبة (37%) منها خرجت تماماً من الخدمة (بسبب استهداف قوات بشار الأسد للعديد من المرافق)، فالكثير من أطباء البلد هربوا للخارج مما أدى إلى عودة مرض شلل الأطفال لبعض الوقت، وبلغ اليوم متوسط سن السوريين إلى (55) عام أي بواقع (20) سنة أقل مما كان عليه المتوسط قبل بدء الحرب.

يبدو أن الجميع ربح من الحرب السورية إلا الشعب السوري، تركيا ربحت مناطق آمنة على حدودها واستطاعت دحر حلم الدويلة الكردية، بينما الروس ربحوا قواعد عسكرية دائمة حميميم وطرطوس وغيرها، وجربوا أكثر من 200 سلاح جديد غالبيته محرم دولي.

وربحت الولايات المتحدة أيضا مكاسب عديدة، باعت أكبر عدد من الأسلحة لها لجماعات كردية وللمعارضة، واستطاعت فرض قوتها في شرق البلاد. وإيران عززت من تواجدها العسكري في سوريا عبر ميليشياتها سواء حزب الله أو المليشيات العراقية التابعة لها، كما بسطت سيطرتها على غالبية مدن دمشق وكذلك بناء 4 قواعد عسكرية في سوريا.