http://anapress.net/a/235728475757194
ما تخطط له واشنطن لتقسيم سوريا إلى فيدراليات وكنتونات، قد يصبح أمراً واقعاً وفق الاستراتيجية التي تسلكها الإدارة الأمريكية في سوريا، فأمريكا تسعى جاهدة وبمختلف الخطط الديناميكية لعملية الفدرلة وتقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ متعددة.
يقول المحلل السياسي حسام نجار لـ "أنا برس": قلنا بشكل مستمر إن المخطط الذي يسعى لتقسيم سوريا أمريكي إسرائيلي بامتياز، فالأمريكان سعوا جاهدين وبمختلف الخطط الديناميكية لعملية الفدرلة والكنتونات ونلاحظ هذا من خلال عدم اتخاذهم أي موقف حيال الأسد من بداية الثورة حتى الأن رغم الضربة لمطار الشعيرات والتي كانت عبارة عن تمهيد للحصول على مطار التنف وبناء القاعدة عليه والوصول للعمق السوري.
وفي حال جرى التقسيم كما يعتقد النجار فإن الساحل سيكون في قبضة النظام وروسيا مع منطقة الوسط وغرب الغاب بما أطلق عليه سوريا المفيدة نتيجة وجود الغاز المستكشف والزراعة ووسائل الحياة الكاملة.
وبالسؤال ما مصلحة اسرائيل وأمريكا بالتقسيم ما دام الأسد يتبع القرار الاسرائيلي وهو ضمن المنظومة الماسونية التي تحكم العالم؟ يقول النجار إن حجم الثورة السورية والكم الهائل من الدماء والدمار والآشلاء خرجت عن سيطرة الأسد وبقاؤه يعني انه يبني بناء في الجمر و ستكون سوريا على صفيح ساخن بشكل دائم لذلك سعت اسرائيل إلى تمركز داعش بالقرب من مصادر المياه المطلوبة لتحقيق حلمها من الفرات إلى النيل وحاولت دائم سابقاً الوصول لعين العرب لتكون أكثر قرباً للحدود التركية والسيطرة على المنطقة بشكل كامل.
لذا نجد السياسة الأمريكية، كما يرى النجار، كانت في مجملها تبحث عن أسباب للفدرلة وقد أعطوا وعوداً للأكراد من خلال زيارات متعددة لهؤلاء للبيت الأبيض بإقامة كنتون لهم.
أما عن مؤتمر جنيف يقول النجار، فهو للمماطلة وتصفية رؤوس الثورة بكل الطرق الاغتيالات أو حرقهم سياسياً من خلال وضعهم تحت تنازلات عن الثوابت.
أما تحديد موعد لجنيف فإنه سيكون هو الخطة القادمة لعملية الفدرلة وستكون بقالب أممي ويتخذ اشكال متعددة، وعلينا أن نأخذ من البلقان مثال لنا في هذه المأساة. كذلك تطورات استفتاء انفصال كردستان العراق وبعض التصريحات الخليجية غير الرسمية بأن بعضها وافق على كنتون للكرد.
ويؤكد النجار أن سوريا في طريقها الفدرلة، وفيي نظر المجتمع الدولي وأصحاب القرارهي الحل وقد سموها بتسميات متعددة أهمها ما تم طرحه أنه مناطق أمنة أو أكثر أمناً، ويتابع النجار، لو كانوا يريدون حل الصراع لكان نهجهم غير هذا ..فتركيا تعرف النوايا وما يخطط للمنطقة وعملت علة منع تمدد الكراد ووضعت تلك المنطقة لذلك، لكن الأمريكان لا يريدون وبالتالي رفضوا لكنهم بالمقابل وبعد دعم الكرد بمختلف الأساليب وضعوا خطة المناطق المنة
فقد أصبح هناك مناطق نفوذ كبيرة ومتعددة الوجوه في سوريا، واللعبة لن تقتصر على سوريا بل ستتعداها لدول أخرى تعتقد أنها أمنة ما دامت في السرب الأمريكي. كما أن هناك تغيرات في الخليج العربي وبلاد الشام والبلاد العربية الأفريقية وسيتم تعديل كبير في الخارطة الجغرافية.
وبدوره يقول المحلل السياسي جواد الحسيني لـ "أنا برس": الأمريكان يبحثون على التقسيم لإرضاء الإسرائيليين وتفيد سايكس بيكو جديد مع شرق أوسطي أما الروس فلا يهمهم بهذا الموضوع سوى تحقيق مصالحهم أينما وجدت. أما الايرانيين لا يرغبون بالتقسيم لأنه سيطالهم والأتراك ايضا حسب ما يزعم الكورد بدولتهم الكبيرة، إنما الإيرانيين يريدون منطقة في سوريا خاضعة لسياستهم ومدهم الشيعي كما هو في لبنان.
ويوضح الحسيني أن السياسة الأميركية متخبطة حتى اللحظة تسير على طريقة البلطجة لمن يدفع أكثر سيكون في الحلف الذي تقوده ومن يرفض فهو عدو ستطاله يدها. (اقرأ أيضًا: نشر القوات الروسية والتركية في إدلب.. بين خفض التوتر والتقسيم).
وهناك احتمالين أن تناسب التقسيم للسياسة الأميركية فسيكون التقسيم وارد وحسب البلطجة –حسب الحسيني- وإن لم يتناسب سيتجمد المشروع حاليا وسيقوم الأمريكان بجمع السلاح من الميلشيات الكوردية، وهذا احتمال كبير كما تم تسريبه.