المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

إدلب والطرق الدولية خط أحمر لروسيا!

   
15:04

http://anapress.net/a/220910561477672
548
مشاهدة


إدلب والطرق الدولية خط أحمر لروسيا!

حجم الخط:

التصعيد العسكري الروسي ومعها قوات النظام على أرياف إدلب وحلب  وبوتيرة عالية.. باستراتيجية وسياسة قضم المناطق في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي، يدل على أن "هناك مشروعا عسكريا واسعا ينتظر المنطقة"، وفق ما أشار إليه محللان سوريان خلال حديثهم لـ "أنا برس".

كثف النظام والروس وخلال مطلع الشهر الجاري عملياتهم العسكرية على بلدات الريف الجنوبي والشرقي لإدلب. وتقدمت قوات النظام.. فجر اليوم السبت 25/1/2020 في بلدات الريف الشمالي الشرقي لإدلب، وباتت على بعد نحو 4 كيلومترات من مدينة معرة النعمان، كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي.

إذ تقدمت قوات النظام والروس، فجر اليوم السبت، على محور معرة النعمان، وسيطرت على قريتي "الدير الشرقي و معرشمارين" بريف إدلب الجنوبي، عقب معارك عنيفة دارت بين الأخير وفصائل المعارضة، وأصبحت على بعد 4 كيلومترات فقط من مدينة معرة النعمان.

وأفاد مراسل "أنا برس" بريف إدلب؛ أن قوات النظام ومعها المليشيات التابعة لها تقدمت على محور معرة النعمان، وذلك نتيجة الغطاء الناري المكثف التي شهدتها المنطقة بالأمس وفجر اليوم السبت.. مما أدى لانسحاب فصائل المعارضة من قريتي "الدير الشرقي و معرشمارين" بريف إدلب الجنوبي، مشيرا أن قوات النظام أصبحت على مسافة 4 كم عن مدينة معرة النعمان.

وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن النظام يواصل خرقه للتهدئة التي اتفقت روسيا وتركيا عليها، والتي نصت على وقف إطلاق النار في منطقة "إدلب".

أقرأ أيضا: رئيس المخابرات التركية يجتمع مع قادة الفصائل.. وأردوغان: "تجهزوا للمعركة الكبرى"

وفي تصريح لوزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو.. حول مصير نقاط المراقبة التركية في إدلب في ظل الأوضاع الراهنة.. أكد الوزير التركي بأن إحدى هذه النقاط قد باتت حالياً داخل المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد.

وأوضح بأن بلاده ستقوم بما يلزم في حال تعرضت هذه النقطة لأي اعتداء، وذلك في إشارة إلى نقطة "الصرمان" بريف إدلب الجنوبي الشرقي، والتي باتت محاصرة من قبل قوات نظام الأسد وميليشياته أواخر الشهر الماضي بعد تقدمهم في المنطق

وكان الجيش التركي قد نشر 12 نقطة مراقبة عسكرية في أرياف حماة وإدلب وحلب، في إطار اتفاق "منطقة خفض التصعيد" الذي توصلت إليه كل تركيا وروسيا وإيران في أيار مايو من عام 2017، وتم تعزيزه في اتفاق سوتشي في أيلول سبتمبر من عام 2018.

تجهزوا للمعركة الكبرى

وكان وفد من الاستخبارات التركية بقيادة رئيس الاستخبارات التركية "حقان فيدان"، قد التقى مع قادة فصائل في المعارضة السورية في العاصمة التركية أنقرة، وطلب منهم الصمود في التصدي لهجمات قوات النظام المدعومة من الطيران الروسي.

وشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في جانب من الاجتماع عبر اتصال مرئي وقال للفصائل تجهزوا للمعركة الكبرى.. وأبلغ الجانب التركي قيادات فصائل الجيش الوطني أن المباحثات مع روسيا لم تحقق نتيجة، وأن الأخيرة ماضية في الحل العسكري، وبالتالي يجب على فصائل المعارضة السورية أن تدافع عن نفسها في وجه الحملة التي تتعرض لها.

في ظل ما تم ذكره.. ما هي وظيفة نقاط المراقبة التركية في ظل ما يجري من خرق للهدن والاتفاقات من قبل روسيا والنظام السوري؟ وما هو دور الجانب التركي؟ ولماذا لم تلتزم روسيا باتفاقها مع تركيا حول مناطق خفض التصعيد؟ 

روسيا ليس لها أمان

يقول المحلل السياسي من النرويج، حسام نجار، خلال اتصال هاتفي مع "أنا برس"، "بعد كل هذه الأحداث متسارعة يتبين لنا أن الروس ليس لديهم أمان حتى لحلفائهم وليس لتوابعهم.. فقد اقتضت اتفاقيات أستانا ومعها سوتشي أن يكون للتركي دور فعال و هام يتمثل في عدة بنود".. منها :نقاط المراقبة التي تم التوافق عليها والتي تمتد من الحدود التركية حتى مورك..

كان من المفروض لهذه النقاط أن تكون الحد الفاصل بين جيش الأسد وميليشياته وبين الفصائل وتكون منطقة فصل أو ما يسمى خفض تصعيد وليس إيقاف قتال.. وفق النجار.

وكانت النقاط التركية كما يرى النجار أنها تتحصن بشكل جيد لكن بأسلحة متوسطة و تم تأمين المناطق المحيطة بها… لكن هذا الإتفاق لم يعجب الروس والذين بإستمرار يعملون بالخديعة وبنود معلقة فطلبوا من الأتراك أن تكون هناك دوريات مشتركة بينهما وعللوا هذا الطلب أنه حماية للأتراك من ضربات و استهداف النظام لتلك النقاط.

وبحسب النجار فأنه كان الهدف الأساسي إشتراك الروس بالدخول لمناطق الفصائل ودراستها والعمل على السيطرة عليها بالخداع والهدن والتسليم، لكن الأتراك لم يوافقوا على تسيير الدوريات المشتركة وهنا سحب الروس ايديهم وقالوا أننا لن نستطيع ضمان عدم إصابة تلك النقاط

ويعتقد النجار بأن الأتراك كانوا وما زالوا مترددين من عهد أوباما إلى الأن فرغم إصابة النظام لتلك النقاط إلا أنهم لم يردوا على تلك الضربات بل على العكس انحسرت تلك النقاط.

ويتابع النجار.. لكن كانت هناك ناحية خفية في الإتفاق الروسي التركي لتلك النقاط والتي لم يستطع الأتراك تلبيتها ألا وهي إبعاد المجموعات الراديكالية من المنطقة و المقصود بالطبع هيئة تحرير الشام وأنصار الدين وحراس الدين.

طرحت تركيا تطبيق تلك النقطة بالتعاون مع الفصائل لكن هذه الفصائل امتنعت لأسباب عديدة مما حدا بتركيب لعدم قدرتها على التنفيذ وهذا أوقعها بفراغ مع الروسي.

ويختم النجار حديثه لـ "أنا برس" قائلا: إن الروسي أقل التزاماً من التركي بالاتفاقيات سواء بالدعم أو المشاركة في القتال مرده التردد التركي وعدم القدرة على المبادأة.. وهنا نقول أن أي دولة تريد أن تكون ذات شأن و قوة إقليمية أن لا تتردد في تنفيذ أجندتها و أن تعمل بنفس الخطة التي يعمل عليها الحليف.. وأن تبعية بعض الفصائل وتهديدها للأخر بعدم الدعم أدى لخسارة نقاط المراقبة وجزء من الأرض.

الطرق الدولية خط أحمر

ومن جانبه يرى الخبير العسكري أحمد الرحال  أن روسيا استطاعت بخبثها أن تفصل بين المطالب التركية عن مطالب المعارضة، بحيث ما تتطلبه تركيا من روسيا فهو مجاب لها.. بشرط فصل مطالب المعارضة -التي لن تلبى أبدا- عن المطالب التركية.. ما تريده أنقرة من مناطق الشمال الشرقي، مثل مناطق درع الفرات أو غصن الزيتون ستأخذه.. ولكن إدلب والطرق الدولية خط أحمر فهي لروسيا.

وبالتالي كما يعتقد الرحال فإن روسيا هي الرابح الأكبر.. ونظام الأسد يشاركها الربح.. وأيضا إيران تشاركها الربح بعد ما سيطرت فعليا على مناطق في شرق البلاد (أبوكمال والميادين).. وبالمقابل فإن الخاسر الأكبر هي فصائل المعارضة السورية.. ولم تعد للأسف فصائل للثورة..إذ أصبحت هي وكل من يحمل السلاح في كل الجغرافيا السورية عبارة عن أدوات"، وفق رحال.

وحول دور تركيا في المرحلة الراهنة يقول الرحال، هناك اتفاقا سابقا بين تركيا وروسيا لتسليم وفتح الطرق الدولية.. وبالتالي تريد روسيا السيطرة على ريف حلب الغربي من أجل هذا الموضوع.. ودخول الجيش الوطني إلى إدلب هو لكي يستلم أماكن تحرير الشام، لكن خرق الهدنة من قبل روسيا خلط الأوراق.