المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

استهداف المنشآت الطبية في إدلب.. إدانات بالجملة وقصف مستمر (ملف خاص)

 
   
14:14

http://anapress.net/a/205780300979386
1120
مشاهدة


استهداف المنشآت الطبية في إدلب.. إدانات بالجملة وقصف مستمر (ملف خاص)
جانب من استهداف المنشآت الطبية- أرشيفية

حجم الخط:

تعرضت العديد من المنشآت الطبية في محافظة إدلب، شمال سوريا، إلى القصف الجوي على يد الطيران السوري والروسي إضافة الى القصف المدفعي والصاروخي الذي استهدفهما بشكل مباشر.

 وخرجت معظم هذه المنشآت الصحية عن الخدمة، بعد تواصل القصف والحملات العسكرية الأخيرة، والتي قادتها قوات النظام السوري المدعومة بالطيران الروسي على أرياف إدلب وحماه واللاذقية.

تباين في حصر المنشآت الطبيّة التي تعرضت للقصف في ظل تقديرات مختلفة
 

وطبقاً لإحصاءات "مديرية صحة إدلب الحرة"، والتي أوردتها في بيان لها، فإن عدد المنشآت الطبية التي استهدفتها قوات النظام والطيران الروسي منذ الثامن والعشرين منذ شهر أبريل/ نيسان من العام الجاري، ارتفع إلى 40 مستشفى ومركز صحي في أرياف إدلب وحماة وحلب.

ويُلاحظ أن هناك تبايناً في حصر المنشآت الطبيّة التي تعرضت للقصف في ظل تقديرات مختلفة، لم يتسن لـ "أنا برس" التأكد من دقتها. في الوقت الذي تقدر فيه الأمم المتحدة عدد المنشآت التي تعرضت للقصف بـ 60 منشأة. (المصدر: بيان للأمم المتحدة، تداولته تقارير إعلامية)

في السياق ذاته، أصدر فريق منسقو استجابة سوريا، الخميس، بياناً بشأن عودة استهداف المنشآت والبنى التحتية. وثق فيه استهداف أكثر من 14 نقطة خدمية من قبل قوات النظام السوري وروسيا خلال الأيام القلية الماضية في محافظة إدلب.

ووثق الفريق استهداف منشأتان تعليميتان وأربع منشآت طبية وإسعافية، وأربعة مراكز للدفاع المدني، ومخبز واحد، وتجمع واحد للنازحين، ومنشأتان خدميتان.

ودان الفريق في بيانه قيام قوات النظام السوري وروسيا باستهداف المنشآت والبنى التحتية في شمال غرب سوريا من جديد، مؤكداً أنه "لم يكن لقوات النظام وروسيا أن يتمادوا في اعتداءاتهم وجرائمهم لولا صمت المجتمع الدولي وعجزه عن الوفاء بالتزاماته وواجباته بفرض القانون الدولي الإنساني وتوفير الحماية للمدنيين والمنشآت التي تقدم الخدمات لهم"، وفق البيان. (اقرأ/ي أيضاً: الأمم المتحدة تكشف عن عدد المنشآت الطبية التي تعرضت للقصف في إدلب).

إدانة

ودانت، أمس الأول، الولايات المتحدة الأميركية، في بيان لها، الغارات الجوية التي يشنها النظام السوري وحليفه الروسي على المدنيين والمنشآت الطبية.

وجاء في البيان: "تدين الولايات المتحدة بشدّة الغارات الجوية التي يشنّها نظام الأسد، بدعم روسي، والتي لا تزال تتسبب في وقوع العديد من الإصابات بين المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وتوقع الأضرار بالمستشفيات والبنية التحتية المدنية في إدلب وغيرها من المناطق في شمال غرب سوريا. لقد أصابت هذه الهجمات على مدار الساعات الثماني والأربعين الماضية مدرسة ومستشفى للولادة ومنازل سكنية، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة ما يقرب من 40 آخرين".

وأضاف البيان: "لقد تسببت آلة الحرب القاتلة التابعة لنظام الأسد في مقتل وجرح الآلاف في شمال غرب سوريا، بينهم العديد من النساء والأطفال؛ وتعكس الأحداث الأخيرة التي أشارت اليها التقارير نمطًا من الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية من قبل القوات الروسية والسورية، تمّ توثيقه بشكل جيد".

وجاء في البيان أيضاً: "إننا ندعم بشكل كامل عمل مجلس التحقيق التابع للأمم المتحدة للتحقيق في الهجمات على المنشآت الطبية التي تدعمها الأمم المتحدة في شمال غرب سوريا".

60 منشأة

وقال متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس، إن أكثر من 60 منشأة طبية في محافظة إدلب السورية تعرضت لقصف على مدى الشهور الستة الماضية أربع منها خلال الأسبوع الحالي. وتابع المتحدث أن هذه المنشآت استهدفت عن عمد فيما يبدو من جانب قوات تابعة للحكومة. 

إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا هدفا لهجوم دعمته روسيا في الصيف الماضي لاستعادتها والمناطق المجاورة. وهي جزء من آخر منطقة رئيسية لا تزال خاضعة لسيطرة قوات المعارضة في سوريا. ووفق ما نقلته وكالة رويترز، قال المتحدث روبرت كولفيل للصحفيين إنه منذ 29 أبريل نيسان تعرضت 61 منشأة طبية للقصف بعضها تعرض لقصف عدة مرات.

وبدوره، قال مدير صحة إدلب  د.منذر خليل، إن "كل المنطقة الواقعة جنوب أوتوستراد اللاذقية - حلب تعاني اليوم من نقص كبير في الخدمة الطبية؛ نتيجة تدمير المنشآت وتعليق عمل الكثير من البرامج الإنسانية نتيجة الأوضاع الأمنية".

 هدف استهداف المنشآت الطبية هو قتل كل أشكال الحياة ومقومات الصمود للناس في هذه المناطق
منذر خليل

وشدد، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" على أن "هدف استهداف المنشآت الطبية هو قتل كل أشكال الحياة ومقومات الصمود للناس في هذه المناطق ودفعهم للتخلي عن مناطقهم والهجرة باتجاه الشمال، لذلك يقصفون (النظام وحلفاؤه) المنشآت الطبية والمدارس والأسواق ومحطات المياه ومراكز الدفاع المدني والجوامع"، على حد قوله.

ولفت إلى أنه "منذ بدأ الحملة العسكرية الأخيرة في 26 أبريل/ نيسان 2019 تم استهداف 61 منشأة طبية معظمها في منطقة ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي"، مشيراً إلى أن "قسماً كبيراً من العائلات التي لم تغادر المنطقة هي من العائلات الأكثر ضعفاً والتي لم تتمكن خلال الأوقات الماضية من الهجرة باتجاه الشمال، لعدم توفر القدرة على الإخلاء، وعدم وجود خيام متاحة في منطقة المخيمات؟.

وتابع: "استيعاب المخيمات بلغ نسبة 400%، واعتمدت هذه العائلات خلال الفترات الماضية على المساعدات الغذائية المقدمة من قبل المنطمات، وبالتالي اليوم تعيش هذه العائلات صراعاً حقيقياً من أجل الحياة، نتيجة نقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب، والخدمات الطبية، إضافة للاحتياجات الأخرى التي تزيد معاناة الناس مثل توقف عدد كبير من المدارس في هذه المنطقة، وبالتالي الخوف من الحاضر والمستقبل". (شاهد: اجـتـمـاع هـنـا وقـصـف هـنـاك)

وعن الجهود التي يبذلونها في مديرية إدلب، قال خليل، في معرض حديثه مع "أنا برس": "من جهتنا ما نقوم به من أجل تخفيف معاناة الناس هو إعادة تفعيل بعض النقاط الطبية كلما سمحت الظروف لنا بذلك، وتدعيم منظومة الإسعاف ومنظومة الإحالة؛ من أجل نقل المرضى والمصابين نتيجة عمليات القصف العشوائي على المدنيين باتجاه المشافي في الأماكن الأكثر أمناً".

وذكر أن "هناك قصوراً كبيراً وعجزاً في آليات عمل الأمم المتحدة (..) يجب عليها أن تتبنى مواقف أكثر جرأة تجاه الاستهداف المتعمد للمنشآت الطبية، بخاصة مع استهداف الكثير من المنشآت التي قامت هي بتزويد إحداثياتها لروسيا، بعد أن حصلت على ضمانات بتحييد هذه المنشآت"، على حد قوله. (اقرأ/ي أيضاً: روسيا تدافع عن نفسها وتزعم "سلامة" المستشفيات في إدلب).

ولفت إلى أن "سمعة الأمم المتحدة ومصداقيتها على المحك في هذا الملف (..) ونتمنى من لجنة التحقيق التي باشرت عملها مؤخراً تحت مظلة الأمم المتحدة، أن تكون قادرة من إعلان الجهة التي قامت باستهداف المنشآت الطبية، وعدم الاكتفاء بتأكيد حوادث الاستهداف، لأنها مؤكدة حسب آليات التوثيق المعتمدة لدى الأمم المتحدة".

ضغوط على المدنيين

وإلى ذلك، كشف مدير منسقو استجابة سوريا، محمد حلاج، عدد المنشآت الطبيّة التي تم استهدافها مؤخراً في سوريا على يد قوات النظام وحليفه الروسي.

وأوضح، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس"، أنه "منذ بداية الحملة العسكرية وحتى الآن هناك 72 منشأة طبية تم استهدافها (..) هناك هدفان للاستهداف؛ الأول: حرمان المدنيين في المنطقة من الحصول على الخدمات من هذه المراكز بشكل كامل".

 والسبب الثاني –وفق حلاج- يرتبط بـ "محاولة روسيا الضغط على المدنيين بانعدام الخدمات وحركة النزوح، وعدم استقرار النازحين في المناطق التي يذهبون إليها، ما يجبر المدنيين على القبول بوجهة نظر النظام وروسيا، بالتوجه الى مناطق سيطرة النظام السوري، وإفراغ المنطقة من المدنيين، إضافة الى إعطاء الصبغة العسكرية على المنطقة".

وقال "حلاج" في حديثه مع "أنا برس" عن الوضع الطبي في المنطقة: "نتيجة انخفاض الدعم وتقليص المنح من الداعمين على القطاع الطبي، أصبح القطاع في وضع حرج، ذلك بسبب الضغوطات الكبيرة على هذه المراكز".

وأشار إلى أنه "يتم تقديم عدد من الخدمات ضمن تلك المراكز، ويتم تقديم بعض المنح للقطاع الطبي بصفة عامة، ولكن هي غير كافية لأكثر من أربعة ملايين مدني مقيم في محافظة إدلب"، مطالباً بتحرك دولي واضح وسريع باتجاه استهداف المنشآت الطبية". (اقرأ/ي أيضاً: مدير صحة إدلب لـ "أنا برس": نقص حاد في الخدمة الطبية.. وسمعة الأمم المتحدة على المحك).

قصف

وفي السياق، قال مدير مشفى الأطفال في قرية شنان، جنوبي إدلب، تعرض للقصف مؤخراً من قبل طيران النظام والطيران الروسي، إن هذه ليست المرّة الأولى التي يتعرض لها المشفى إلى القصف الذي يخرجه عن العمل.

وكانت مديرية صحة إدلب، قد كشفت في بيان لها، عن استهداف الطيران الحربي الروسي، في حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ليل يوم الأربعاء الماضي وبغارتين جويتين، مشفى الإخلاص للنسائية والأطفال في قرية شنان بجبل بالزاوية، ما أدى لتدمير المشفى بشكل كامل وإصابة عدد من كوادر المشفى بجروح طفيفة.

 استهداف المنشآت الطبية من قبل الطيران الروسي والسوري ليس بجديد؛ فمنذ بدأ الحملة العسكرية الأخيرة على إدلب تم استهداف حتى أكثر من 22 نقطة طبية
  مدير مشفى قرية شنان

وطبقاً للدكتور زهير قراط، مدير مستشفى الأطفال والنسائية في قرية شنان جنوبي إدلب، فإن "عملية استهداف المشفى لم تكن الأولى من نوعها؛ فسبق وأن استهدفه الطيران السوري (طيران النظام) في منتصف العام 2017 وأخرجه عن الخدمة".

وقال، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" اليوم: "للأسف لا يوجد بديل لهذا المشفى؛ على اعتباره مشفى النسائية والأطفال ومركز اللقاح روتيني الوحيد".

وشدد قراط، على أن "استهداف المنشآت الطبية من قبل الطيران الروسي والسوري ليس بجديد؛ فمنذ بدأ الحملة العسكرية الأخيرة على إدلب تم استهداف حتى أكثر من 22 نقطة طبية في إدلب، بين مشفى ومستوصف ونقطة طبية، أدت إلى دمارها ونزوح كبير في المنطقة؛ بسبب عوامل القصف وانعدام المراكز الطبية".

وأضاف قراط:  "الوضع الطبي في تراجع مستمر؛ وذلك بسبب الاستهداف المباشر والمكثف لـلمنشآت الطبية، إضافة إلى قلة الكوادر الطبية المتواجدة في مناطق سيطرة المعارضة السورية".

وارتفع عدد المنشآت الطبية التي استهدفتها قوات النظام والطيران الروسي إلى 40 مشفى ومركز صحي في أرياف إدلب وحماه وحلب، طبقاً لبيان المديرية يوم الخميس الماضي. اقرأ/ي أيضاً: مدير منسقو الاستجابة يكشف لـ "أنا برس" عدد المنشآت الطبيّة التي تم استهدافها

 




كلمات مفتاحية