http://anapress.net/a/189043615169754
قال الأكاديمي السوري المختص في التربية وعلم النفس د.فايز القنطار إنه "في الحروب تكون الأطفال والنساء هم الأكثر تضررا، فهم الحلقة الأضعف" مشددًا على أن الحرب السورية تشكل مأساة غير مسبوقة بالنسبة للأطفال.
وأردف في تصريحات لـ "أنا برس": إن معاناة الأطفال لا توصف وتعرضهم للخوف المستمر من القصف، وأصوات الصواريخ والطائرات تترك أثارا لا تمحى.
تابع: استهدف الأطفال في مدارسهم في المناطق التي خرجت على سيطرة النظام، فأصبح مجرد الذهاب إلى المدرسة يشكل كابوسا مرعبًا.. استهدفوا أيضا في المشافي والمراكز الطبية، وفي الطرقات وفي الحدائق وفي المنازل، كان الرعب والموت يلاحقانهم في كل مكان.
وشدد الأكاديمي السوري على أن ملايين الأطفال هجروا وتشردوا وأصبحوا خارج المدرسة. موضحًا أن حرب بشار الأسد وروسيا وإيران لا شبيه لها، حيث ارتكبت كل الفظاعات بحق الصغار والكبار ولم يتقيد أحد بقوانين الحرب.
وأوضح قنطار أن معظم ضحايا السلاح الكيماوي الأسدي كانوا من الأطفال.. الشهداء الذين تساقطوا أمام المخابز وفي الأسواق كانوا أطفالا ونساء بغالبيتهم.
وفي سياق متصل، أفاد بأن هذه الحرب القذرة شكلت على المرأة وعلى السورية أعباء لا تطاق. فالأم هي التي تتحمل ما لا تحمله الجبال من الألم والقهر والجوع والمعاناة في المنافي الباردة وتحت الخيام . وقال إن أكثر من مليونين وأربعمائة ألف طفل خارج المدرسة، الكثير منهم عرضة للاستغلال والعمل المبكر.
وقال: سنجد أنفسنا أمام جيل من الأميين الجهلة، يسهل تجنيدهم واستقطابهم نحو التطرف. إن هذه الحرب القذرة تدمر الحاضر والمستقبل والعالم "المتمدن" يتفرج ولا يفعل شيئا لوقفها. سوف تطال آثارها الجميع وسيندم المتفرجون.
ونشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" تقريراً ذكرت فيه أن العام الماضي كان الأسوأ بالنسبة لأطفال سوريا، إذ بلغت حصيلة القتلى 652 قتيلاً، قرابة 300 منهم قتلوا داخل المدارس أو بالقرب منها، بينما تضاعفت نسب التجنيد والعمالة بين أوساطهم. وأوضحت أن الانتهاكات ضد الأطفال بسوريا وصلت إلى ذروتها خلال عام 2016، مشيرةً إلى ارتفاع حاد بعدد حالات القتل والتشويه وتجنيد الأطفال في ظل التصعيد المهول لأعمال العنف في كافة أنحاء البلاد.
وذكر التقرير أيضاً أن عدد الأطفال الذين قتلوا خلال العام الماضي وصل إلى 652 طفلاً، أي بزيادة 20 في المئة على العدد المسجل خلال عام 2015، بالإضافة إلى حالات الوفاة بسبب أمراض يمكن تجنبها بسهولة. وأشارت المنظمة إلى جملة من التحديات تعيق الوصول إلى عدة مناطق في سوريا لإجراء تقييم كامل لمعاناة الأطفال.
وطالبت أطراف النزاع والمجتمع الدولي بالتوصل إلى حل سياسي فوري لإنهاء النزاع في سوريا الذي اعتبرته المعبر الإلزامي لوضع حد لجميع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، ولا سيما القتل والتشويه والتجنيد، بالإضافة إلى وقف الهجمات والقصف على المدارس والمستشفيات في سوريا. ودعت «يونيسيف» جميع الأطراف للسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول غير المشروط والمستمر إلى جميع الأطفال المحتاجين.