ما هي أهداف معركة ريف حماة.. وما هي رسائل هيئة تحرير الشام؟

بدأت هيئة تحرير الشام مدعومة بفصائل أخرى معركة ضد مواقع النظام وميليشيا حزب الله اللبناني بريف حماه تحت مسمى "ياعباد الله اثبتوا".

يشارك في هذه المعركة هيئة تحرير الشام، وجيش العزة، والحزب الإسلامي التركستاني، وشنت هذه الفصائل هجوماً على مواقع النظام في قرى ومناطق ومحاور معان، وخفسين، وبليل، وطليسية، والزغبة، والتلة السودة، والفان الوسطاني، والفان القبلي، الواقعة بريفي حماة الشمالي الشرقي وإدلب الجنوبي الشرقي، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وهذه ثاني معركة لهيئة تحرير الشام باتجاه حماة، بعد أن كانت أطلقت معركة في أذار/مارس الماضي حققت فيها تقدما كبيرا، لتعود وتتراجع عن المواقع التي سيطرت عليها تحت تأثير القصف الكبير من الطيران الروسي.

وتهدف الفصائل المهاجمة إلى التوسع في قرى ريف حماه الشرقي، والسيطرة على قرى تمكنها من الوصول إلى جبل زين العابدين الاستراتيجي، الذي فشلت قوات المعارضة في السيطرة عليه قبل أشهر

وجاءت المعركة بعد ثلاثة أيام من انتهاء الجولة السادسة من محادثات الاستانة، والتي نصت في مخرجاتها على ضم ريف حماة الشمالي مع إدلب إلى مناطق خفض التوتر المتفق عليها بين الضامنين الروسي والتركي، وبقية الدول الراعية لأطراف النزاع في سورية.

ويرى مراقبون أن هذه المعركة قد تمنح روسيا والنظام السوري مبرر لشن هجوم معاكس، يستطيع فيها النظام وروسيا من السيطرة على معظم مناطق ريف حماة الشرقي وبذلك تكون قريبة من ريف إدلب الجنوبي، وهو ما فسره مراقبين بالتهور والانتحار.

يقول الناشط الإعلامي مازن الشامي من الداخل السوري خلال حديثه لـ "أنا برس": بالنسبة لمعركة ريف حماة يتم التخطيط لها منذ شهور ونحن كنا على تواصل مع الثوار وعلى علم بهذه المعركة والاطلاع بها خطوة بخطوة.. ويوضح  أن السبب الرئيسي لهذه المعركة هو الرد على مباحثات الاستانة التي كانت بموجبها يتم تسليم مناطق لنظام الأسد عقب كل اجتماع في الاستانة، وحتى في الهدن كان النظام يخرق كل هدنة ويستغلها للسيطرة على مناطق جديدة.

 والرسائل التي تم توجيهها من عبر هذه المعركة كما يرى الشامي هي لأصحاب الفنادق والمؤتمرات والاجتماعات، وأن المفاوضات تكون على الأرض وليس بالفنادق، كما أن الرسالة الأهم كما يقول الشامي هي أن هيئة تحرير الشام موجودة على الأرض ولا يمكن تجاوزها سواء عسكرياً أو سياسياً.

وبدوره، يؤكد الخبير الاستراتيجي منذر الديواني لـ "أنا برس" أن ما قامت به مؤخراً جبهة تحرير الشام من بدء القتال في ريف حماة ما هو تنفيذ لأجندات خارجية تخدم من خلاله أعداء الثورة السورية والشعب السوري. والرسالة التي أرادت توجيهها جبهة تحرير الشام من خلال هذه الخطوة كما يرى الديواني، هي بأنها ستكون عائق أمام أي حل سياسي ممكن أن يطرح وأن الحل فقط عسكري وباستخدام السلاح، وهذا ما ترغب روسيا وإيران لبرهنته للعالم بأن الثورة السورية هي امتداد للإرهاب العالمي وليست ثورة شعب يطلب حريته وكرامته.

ويوضح الديواني أن روسيا الداعمة للنظام السوري سوف تستغل هذه الخطوة لإثبات وشرعنة أي عمل عسكري تقوم به في هذه المنطقة، وبالتالي السيطرة على مزيد من المناطق بحجة محاربة الإرهاب المتمثل في داعش وجبهة النصرة.

يشار إلى أن هذه المعركة الجديدة التي بدأتها "تحرير الشام" مع فصائل أخرى، تأتي بعد الإعلان في مباحثات أستانا 6 عن إقامة منطقة "تخفيف تصعيد" في إدلب، وسط توقعات كبيرة بعملية عسكرية مرتقبة في إدلب ضد "تحرير الشام.. ويذكر أن هيئة تحرير الشام رعت مؤخراً المؤتمر السوري العام في محافظة إدلب، والذي خرج ببيان ختامي يفضي إلى تشكيل حكومة سورية في الداخل السوري وحيدة تمثل الثورة السورية في الداخل والخارج، والذي دعا بدوره كافة الفعاليات الداخلية والخارجية للاندماج ضمنه.